قال أبو الطيب المتنبي :وجرم جره سفهاء قوم وحل بغير جارمه العذابيقول المثل (راحت السكرة وجات الفكرة) ومع صدور حكم محكمة الجنايات يوم الاثنين 27 نوفمبر الجاري والذي كان صادما وغير متوقع طويت صفحة سوداء من تاريخ الكويت أطلق عليها (الأربعاء الأسود) وأسدل الستار على حقبة صاخبة كادت فيها الكويت أن تضيع كما ورد في حديث صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله في لقاء جمعه بالمواطنين في قصر بيان في تلك الفترة الحرجة التي سميت بالحراك الشبابي ومسيرات كرامة وطن.إن الكويت عاشت قلقا ورعبا حقيقيا فقد لجأ مجموعة من النواب وفي مقدمتهم رئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون الذي طلع من الأحكام القضائية مثل ما تطلع الشعرة من العجين وطبعا كان المحرض معاه في التكتل الشعبي ضمير الأمة مسلم البراك وبمشاركة من الحركة الدستورية وهي الذراع السياسي للإخوان المسلمين وعشرات الآلاف من الشباب المغرر بهم وكان المطلب هو رحيل سمو رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد من منصبه وقد شهدت الكويت في نوفمبر 2011 وطبعا بالتزامن مع ثورات الربيع العربي اعتصامات وندوات في ساحة الإرادة ومسيرات غوغائية في الشوارع واستطاع هؤلاء المحرضين من النواب أن يكسبوا تعاطف وتأييد بعض المواطنين الذي شاركوا في المسيرات وانجرفوا وراء شعارات جوفاء .هذه الفوضى السياسية والمسيرات الغوغائية تجاوزت الخطوط الحمراء واقتحمت مجلس الأمة في يوم الأربعاء الأسود في نوفمبر 2011 مما أسفر عن إصابة بعض رجال الأمن وتكسير بعض الكراسي وسرقة مطرقة الرئاسة!! ناهيك عن خدش صورة مجلس الأمة والهيبة التي تتميز بها قاعة عبدالله السالم في مجلس الأمة وكان العدد الذي دخل القاعة تقريبا 70 من المشاركين بينهم نواب في مجلس الأمة في ذلك الوقت فيما انتظر الآلاف في ساحة المجلس ولم يدخلوا القاعة مما دفع سمو رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد لتقديم استقالته حتى ينزع فتيل الأزمة ويهدئ الأمور.بعد مرور تقريبا خمس سنوات صدرت أحكام محكمة الجنايات تقريبا على 70 من الذين اقتحموا مجلس الأمة ولعل من أبرزهم النائب السابق مسلم البراك وهناك نواب حاليون وهم محمد المطير ود.وليد الطبطبائي ود. جمعان الحربش ونواب سابقون والبقية من الشباب المغرر بهم والذين دفعوا ثمنا غاليا نتيجة لاندفاعهم وراء شعارات جوفاء أضاعت مستقبلهم ودمرت حياتهم لأن منهم من حكم عليه 7 سنوات سجن لم تكن على البال والخاطر.كانت هناك مؤامرة تحاك ضد الكويت وقد شاركت بها جهات خارجية معروفة مرتبطة بثورات الربيع العربي وكان النواب وبقية المشاركين هم مجرد أدوات في لعبة أكبر منهم وهم من دفع الثمن في النهاية مع بعض الشباب الكويتي المغرر به ولولا حكمة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله بقبول استقالة الحكومة آنذاك وتكليف سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك بتشكيل حكومة جديدة لكانت الأمور تطورت إلى مالا يحمد عقباه .إن الدرس المستفاد من حادثة اقتحام المجلس هو الالتزام بالدستور وعدم اللجوء إلى الشارع وتهييج الجماهير وكان بإمكان النواب أن يقولوا مايشاؤون تحت قبة عبدالله السالم فقد كانت لديهم حصانة لكن الصراخ في ساحة الإرادة وإثارة الفتن بشعارات مثل ارحل لسمو رئيس الوزراء والمطالبة بإمارة دستورية وحكومة منتخبة فهذه المطالب تعني انقلاب على الدستور وادخال البلد في حالة من الفوضى وفي نفق مظلم ولذلك نأمل أن تكون الرسالة وصلت وأن تكون قاعة عبدالله السالم في مجلس الأمة هي المكان الذي تطرح فيه المطالب وتحل فيه المشاكل بين الحكومة والمجلس وألا يتم اللجوء إلى الشارع أو ساحة الإرادة فهناك قنوات دستورية يتم اللجوء لها حتى لا يتورط أحد سواء نائب أو مواطن في أحكام قضائية مدمرة تفضي بهم وراء القضبان.أحمد بودستور
مشاركة :