تجنّب البابا فرنسيس الإشارة إلى أقلية الروهينغا المسلمة في كلمة ألقاها في نايبيداو، عاصمة ميانمار، بعد لقائه زعيمة البلاد أونغ سان سو تشي التي ألقت بدورها خطاباً في مناسبة الزيارة التاريخية للحبر الأعظم. وقال إن ميانمار التي تسبب عنف جيشها في فرار 620 ألفاً من الروهينغا من ولاية راخين (غرب) منذ نهاية آب (اغسطس) الماضي، «تعاني من صراع مدني وعداوات طالت أكثر من اللازم وسببت انقسامات عميقة». وأضاف أن «العملية الشاقة لتحقيق السلام والمصالحة الوطنية لا يمكن أن تحقق تقدماً إلا من خلال التزام العدل واحترام حقوق الإنسان». وأشار إلى أن الاختلافات الدينية «لا يجب أن تكون مصدراً للانقسام والارتياب، بل قوة دافعة للوحدة والتسامح، وبناء الأمم بحكمة». وكان مستشارون للبابا حذروه من ذكر كلمة «الروهينغا» التي ترفض ميانمار استخدامها كي لا يثير خلافاً ديبلوماسياً قد يقلب الجيش والحكومة على الأقلية المسيحية في البلاد، والتي تضم حوالى 700 ألف فرد فقط من أصل 61 مليوناً. وخلال لقائه في رانغون زعماء دينيين من مختلف الطوائف من البوذيين والمسلمين والمعمدانيين واليهود، أكد البابا أن «الوحدة في التنوع»، من دون أن يذكر أيضاً كلمة «الروهينغا». إلى ذلك، تعهدت سو تشي حماية الحقوق وتشجيع التسامح. وقالت في خطابها إن «حكومتنا هدفها صنع السلام عبر حماية الحقوق وتشجيع التسامح وضمان الأمن للجميع». وتطرقت إلى التحديات التي تواجهها بلادها التي تخرج من ظل خمسة عقود من الحكم العسكري، من دون أن تشير إلى الروهينغا ايضاً. وكان قائد الجيش في ميانمار الجنرال مين أونغ هلينغ أعلن بعد لقائه البابا الإثنين «عدم وجود تمييز ديني في بلادنا، وكذلك لدى الجيش الذي يحاول إرساء السلام والاستقرار في البلاد»، على رغم أن المجتمع الدولي ومنظمات حقوق إنسان تتهم عسكرييه بممارسة «تطهير عرقي» في حق الروهينغا في راخين. وفي بريطانيا، سحب المجلس البلدي لمدينة أوكسفورد وسام حرية المدينة الذي منحته لسو تشي عام 1997. وقال في بيان: «حين تلقت سو تشي الوسام كانت تجسد قيم التسامح والعالمية التي تتبناها أوكسفورد. أما اليوم فنتخذ بالإجماع قرارنا غير المسبوق بسبب عدم تحركها في مواجهة قمع أقلية الروهينغا». وفي نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، أزالت الجامعة المرموقة لوحة تمثل سو تشي، الطالبة سابقاً في هذه المؤسسة التعليمية.
مشاركة :