البرلمان الأوروبي: موسكو تبسط نفوذها في آسيا الوسطى على حساب واشنطن

  • 11/29/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

خلص تقرير أعده مركز بحوث البرلمان الأوروبي إلى أن التراجع الحاصل في نفوذ واشنطن في آسيا الوسطى، إنما سببه استمرار موسكو في استعادة مواقعها في هذه المنطقة الحساسة من العالم. وأشار التقرير إلى أهمية الخطوات الأخيرة التي اتخذتها موسكو على صعيد إحلال الأمن في آسيا الوسطى، ودورها الهام في التحكم بطرق التجارة هناك، فيما تعكف واشنطن على دعم المنظمات الحقوقية الناشطة في بلدان المنطقة بما يتعارض مع توجهات النخب الحاكمة فيها. موسكو خطوة إلى الأمام وواشنطن خطوة إلى الوراء  وأكد التقرير الأوروبي أن الحضور العسكري الأمريكي في آسيا الوسطى في تراجع مستمر نتيجة "لتعاظم النفوذ الروسي"، وأن "ذلك ناجم وإلى حد معين عن انخفاض وتيرة العملية الأمريكية في أفغانستان، فيما أن السبب الرئيس من وراء هذا التراجع يكمن في عودة المنطقة إلى فضاء النفوذ الروسي". وأضاف أن "كازاخستان وقرغيزستان وطاجكستان عادوا حلفاء عسكريين لروسيا التي استطاعت سنة 2014 إقناع قرغيزستان بعدم التمديد للقاعدة العسكرية الأمريكية على أراضيها في ماناس". خسارة واشنطن استراتيجية خسارة واشنطن الاستراتيجية حسب التقرير الأوروبي، تتمثل في إلغاء روسيا ترانزيت القوات والمعدات الأمريكية عبر أراضيها وأجوائها إلى أفغانستان. "ففي 2015، أغلقت روسيا ما كان يسمى بشبكة التموين الأمريكية الشمالية، بعد عام من التدهور المستمر في العلاقات الروسية الأمريكية"، لتحرم موسكو الأمريكان بذلك من شبكة متكاملة من مواقع البنى التحتية والمطارات والسكك الحديدية التي كانوا يستخدمونها منذ 2008 في إطار التعاون العسكري الروسي الأمريكي لمكافحة الإرهاب. مركز الإمداد الذي أتاحته روسيا لواشنطن في مقاطعة أوليانوفسك، كان يتيح للولايات المتحدة وقوات الناتو العاملة في أفغانستان نقل وشحن آلاف الأطنان من السلاح والمؤن والذخائر من بلدان الناتو في أوروبا والولايات المتحدة إلى أفغانستان. روسيا تدير تجارة بالمليارات مع آسيا الوسطى وذكر التقرير أن التراجع الأمريكي أمام روسيا لم يقتصر على المسار العسكري والسياسي، بل يتجلى كذلك على صعيد التجارة التي ضاعفتها روسيا مع بلدان المنطقة على حساب تراجع التجارة الأمريكية التي انخفضت حصتها مع هذه البلدان إلى 2,4 في المئة سنة 2016، فيما ازدادت حصة التجارة الروسية معها إلى 18 في المئة من إجمالي تجارتها، أي تجارة آسيا الوسطى مع دول وكيانات العالم.إقرأ المزيدبوتين يطوف آسيا الوسطى اللافت في تراجع النفوذ الأمريكي في آسيا الوسطى حسب التقرير، أنه يتزامن مع المليارات التي تضخها الولايات المتحدة في اقتصادات بلدانها على شكل استثمارات، وساق أصحاب التقرير كازاخستان مثلا، والتي وظفت واشنطن في قطاعها النفطي 25 مليار دولار خلال العام الجاري، لتحتل المركز الثاني بين المستثمرين في كازاخستان، فيما كازاخستان تدور في فلك الاتحادات والروابط التجارية والسياسية والعسكرية التي تعقدها موسكو. تمويل المعارضة في آسيا الوسطى لم يجد واشنطن نفعا وبين الأمثلة الساطعة على تخبط واشنطن، وانحسار دورها في المنطقة، أشار التقرير الأوروبي إلى بيشكيك التي لم تكتف بترحيل القوات الأمريكية عن قرغيزستان، بل احتجت بلغة شديدة اللهجة على التدخل الأمريكي الرامي إلى زعزعة الاستقرار الإثني في البلاد. والقشة التي كسرت ظهر بعير العلاقات الأمريكية القرغيزية، كان تكريم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون زعيمة المعارضة القرغيزية في قرغيزستان روزا أتونبايفا بوسام "الشجاعة" الأمريكي الذي قبلته الأخيرة شاكرة، خلافا لزعيمة المعارضة الأوزبكية في البلد المذكور معتبر تاجي بايفا التي رفضت قبول الوسام من يد كلينتون. معتبر تاجي بايفا، رفضت قبول وسام كلينتون "لأنه من الإهانة بمكان الوقوف إلى جانب روزا أتونبايفا التي لطخت يديها بدم الأوزبك في قرغيزستان وطلت أعمالها البيضاء السابقة بطلاء أسود". وخلص التقرير الأوروبي في الختام إلى أنه ما من شيء قد يسهم في إعادة تطوير العلاقات بين "واشنطن وأنظمة بلدان آسيا الوسطى الشمولية، سوى الحد من تركيزها على قضية حماية حقوق الإنسان في هذه البلدان". المصدر: RT صفوان أبو حلا

مشاركة :