أطفال الغوطة المحاصرة يئنون تحت وطأة سوء التغذية والقصف

  • 11/29/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف). وتحاصر قوات النظام السوري الغوطة الشرقية قرب دمشق منذ 2013 في محاولة لانتزاع ما تسميه الحكومة السورية اتفاق المصالحة الوطنية والذي يقضي بخروج آمن وطوعي للمسلحين وعائلاتهم وللراغبين في المغادرة إلى منطقة أخرى. واتخذ النظام السوري من التجويع سلاحا في محاولة لإخضاع المناطق الخارجة عن سيطرته على غرار ما فعله في السابق في عدد من المناطق كان من ضمنها حلب التي سقطت في النهاية بأيدي قواته. وبعد دراسة أجرتها اليونيسف في الغوطة الشرقية في نوفمبر/تشرين الثاني، تبين أن "نسبة الأطفال ما دون سنّ الخامسة والذين يعانون من سوء التغذية الحاد بلغت 11.9 بالمئة وهي أعلى نسبة سُجّلت في سوريا على الإطلاق منذ بداية النزاع". وذكرت المنظمة أن "أكثر من ثلث الأطفال الذين شملتهم الدراسة يعانون من التقزّم، مما يزيد من خطر تأخر نموهم وتعرّضهم للمرض وللموت"، مضيفة "يعاني الأطفال الصغار جدا من أعلى معدلات سوء التغذية الحاد". وأشارت المنظمة إلى أن الأمهات "توقفن جزئيا أو كليا عن إرضاع الأطفال بصورة طبيعية بسبب معاناتهن من سوء التغذية أو العنف المستمر". وكانت دراسة مماثلة في يناير/كانون الثاني أظهرت أن 2.1 بالمئة من الأطفال في الغوطة الشرقية يعانون من سوء التغذية الحاد. وتحاصر القوات الحكومية الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ العام 2013، ما تسبب بنقص خطير في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة حيث يقطن نحو 400 ألف شخص. ورغم كونها واحدة من أربع مناطق يشملها اتفاق خفض التوتر الذي تم الاتفاق بشأنه في مايو/ايار برعاية روسية ايرانية تركية، لكن ذلك لم ينسحب تحسنا لناحية إدخال المساعدات الإنسانية. وتعرضت الغوطة الشرقية خلال الأسبوعين الماضيين لقصف جوي ومدفعي عنيف من قبل القوات الحكومية. وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء موافقة دمشق على وقف لإطلاق النار في المنطقة. ودخلت في اليوم ذاته قافلة مساعدات غذائية وطبية إلى النشابية، احدى بلدات الغوطة. وكانت قافلة أخرى دخلت بداية الشهر الحالي إلى مدينة دوما. ولا يمكن لقوافل المساعدات الدخول إلى الغوطة الشرقية إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من السلطات السورية. وتسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى "حرمان معظم الناس من إمكانية إعداد وجبة طعام لتناولها"، وفق اليونيسف التي أشارت إلى أن تكلفة الحصة الأساسية من الخبز بلغت "85 ضعف تكلفتها في دمشق". وقال المدير الإقليمي لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خِيرت كابالاري إن "الارتفاع الحاد في سوء التغذية يؤكد أن تصاعد العنف واستخدام الحصار، تسببا في تدمير صحة الأطفال"، مضيفا أن هؤلاء هم "أول من يعاني من العواقب الوخيمة للحصار". ودعت اليونيسف إلى "إيصال المساعدات الإنسانية إلى الأطفال في سوريا بشكل دائم ودون قيد أو شرط". وتوفي طفلان رضيعان في أكتوبر/تشرين الأول في الغوطة بسبب أمراض فاقمها سوء التغذية بينهما الرضيعة سحر ضفدع (34 يوما) التي كانت صور صادمة لها تصدرت وسائل الاعلام حول العالم عشية وفاتها.

مشاركة :