أردنيون يئنون تحت وطأة مواعيد مستشفيات الحكومة

  • 8/30/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عمون - ماجد الدباس - لعل مواطنا أردنيا يستطيع الصبر على موعد متأخر لعملية تجميل، أو ربط معدة تعيد لجسده الألق، أما أن يصبر على عملية زائدة دودية، أو مرارة قابلة للانفجار، فإن المرارة ستفقع من بيروقراطية المستشفيات الحكومية، ومواعيدها التي تطول لأشهر وربما سنوات. على مقاعد الانتظار أمام عيادات مستشفى الأمير حمزة الجيد نسبيا يجلس مرضى وكبار سن بانتظار رحمة طبيب يؤجل كل شيء، من العملية، وحتى الاجراء القادم صورة، تحليل..الخ بحجة الازدحام، رغم ان وظيفة المستشفى العلاج، لكن الآلام لا حل لها الا المسكنات، وعلى قاعدة لغوية سكن تسلم. في تجربة شخصية يرويها كاتب السطور.. ذهب صاحبكم للمدينة الطبية ليأخذ تقريرا طبيا يذهب به لبيت الأردنيين الديوان الملكي؛ لاستصدار اعفاء طبي، يعالج به مرارته التي أثقلها الحصى، وعلى وشك ان تفقع واستمرت هذه القصة بمواعيد، وصل بها المطاف لـ3 اسابيع، ليأخذ التقرير ويتجه الى الديوان، ليأخذ اعفاءه في دقائق، بيد ان المشكلة التي واجهته عدم توجيه الاعفاء للخدمات الطبية، وتحويل الموضوع لمسقط رأسه في مستشفى السلط، وعند اجابته بأنه يقطن عمان، أتت الاجابة: إما حمزة وإما البشير. حجة ذلك شكوى تقدم بها العسكريون لجلالة الملك بمزاحمة المدنيين للعسكريين في المدينة الطبية، وما هي الا أيام ليضطر صاحبكم للذهاب الى طوارئ مستشفى حمزة، منتصف الليل، لنوبة المرارة التي ترهقه، ليكون العلاج عبوة مسكن بالوريد، أفقدته القدرة على الحراك لقوتها. الطبيب المناوب طلب صورة تلفزيونية للمرارة، بعد يومين، وبعد التصوير احيلت القضية لطبيب في العيادات، وعند مراجعته، ومشاهدة الصورة، أعطي المريض موعدا بعد 3 أشهر، ليعطي بعدها موعدا للعملية، وحينها سيكون الاعفاء الذي اخذ من أجل حالة اضطرارية منتهيا. راجع صاحبكم مدير المستشفى الدكتور مازن نغوي للشكوى، ليحيل القضية لأحد أركان المستشفى ليطلب من المريض، مراجعة مدير السجلات، الذي بدوره طلب مراجعة طبيب آخر يناوب في اليوم التالي واسمه الدكتور ناصر الحموري في عيادة الجراحة، لأن مواعيده أقل من الطبيب السابق. وفي اليوم التالي ذهبنا للطبيب الحموري، ليؤكد ان مواعيده مليئة، ورغم محاولات الاستعطاف للحالة وحرجها، أكد الحموري ان الأصل عند مراجعة الطوارئ الادخال الفوري، وليس التسكين. الحالة أعلاه حالة لأردني استطاع ان يبوح بأمر معاناته من خلال عمله في الاعلام الأردني، فما بالك بمعشر الأردنيين الذين يُماطلون إلى ان سيتقر بهم الحال للاستدانة للذهاب الى المستشفيات الخاصة، أو ان الموت الذي يفرون منه سيلاقيهم. مواطنون التقتهم عمون في مستشفى حمزة، تساءلوا: هل المشكلة في قلة المستشفيات أم في ادارتها؟، واذا كان الأول السبب، فأين المخصصات لبناء مستشفيات جديدة، سواء من أموال الموازنة، أم من المنحة الخليجية التي طلبت وضع متطلبات المملكة من المشاريع لإقامتها؟ كلها أسئلة أمام وزير الصحة محمود الشياب من أردنيين يئنون تحت وطأة الألم، وقساوة وضعهم المالي، فلعل الاجابة تكون قريبا..

مشاركة :