هل يعقل وبحكم موقع المملكة الجغرافي الاستراتيجي «في منتصف العالم»، أن يكون عدد مسافري الترانزيت في عام 2016 هو 550 ألف مسافر من إجمالي 85 مليون مسافر، أي فقط 0.7%، عكس ذلك تماما نجده في مطار دبي، إذ وصلت نسبة مسافري الترانزيت في أحد المواسم إلى 70%. الترانزيت فرصة جيدة لاكتشاف البلد ومصدر دخل جديد للدولة، خصوصا إذا علمنا أن منطقة الشرق الأوسط هي المنطقة «الوحيدة» في العالم التي تستطيع أن تسير رحلات «مباشرة» إلى أي مكان في العالم.القول الصريح، إن الشركات الوطنية تعاني خلال الفترات غير الموسمية من ضعف الإقبال وتدني المبيعات بالنسبة للرحلات الدولية، وما سيزيد «الطين بلة» أن جميع الشركات الوطنية الجديدة «السعودية الخليجية، طيران نسما، طيران أديل» سوف تسير رحلات دولية قريبا وبعضها قد بدأ، معنى ذلك أنها سوف ينافس بعضها بعضا في لقمة صغيرة جدا، أي إن الوضع سوف يكون أكثر سوءا وتعقيدا (موت وخراب ديار).لقد أصبح نظام الترانزيت أمرا ضروريا لضمان نمو الدخل القومي لبعض الدول وليس فقط شركات الطيران، ففي إسطنبول اجتهدت جميع الجهات ذات العلاقة في التوسع في نظام الترانزيت، فقفزت به من نسبة 15% عام 2008 إلى 42% عام 2016. وفي لندن نجد أيضا أن عدد مسافري الترانزيت قد وصل إلى 23 مليون مسافر بنسبة تقدر بـ 30%. وفي هونج كونج نرى النسبة قريبة أيضا 33%. وفي مطار أمستردام في هولندا ارتفعت نسبة مسافري الترانزيت إلى 38% تقريبا. وعند النظر إلى قائمة أفضل 10 مطارات لرحلات الترانزيت، لن نتفاجأ عندما نجد ستة مطارات منها في قائمة أفضل مطارات العالم The World›s Top 10 Airports.التوسع في نظام الترانزيت يتطلب أمرين، الأول.. البنية التحتية، وأقصد بها المرافق والأنظمة الالكترونية، إذ لا بد أن يكون لدينا مطارات مهيأة لاستقبال وتسكين وترحيل مسافري الترانزيت، كاونترات خاصة موظفوها مدربون بعناية للتعامل مع حالات الترانزيت، فنادق بعدد كاف وقريبة من المطار، قطارات تربط وسط المدينة بالمطار... إلخ. وأما من ناحية الأنظمة الالكترونية فلا بد أيضا من وجود تأشيرات خاصة بالترانزيت تصدر الكترونيا «تأشيرة عبور، تأشيرة زيارة لمدة 3 أيام، تأشيرة سياحية... إلخ»، إضافة إلى نظام سهل ومرن في المطار، وأجهزة متطورة سريعة تنهي إجراءات هذا النوع من المسافرين. الأمر الثاني، بدء العمل بشكل متواز وبنفس السرعة بين الجهات المعنية «هيئة الطيران المدني، المديرية العامة للجوازات، الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، شركات الطيران... إلخ»، فأي جهة تتأخر لأي سبب من الأسباب سوف تعطل المشروع.فقط لنتخيل، لو ارتفعت نسبة مسافري الترانزيت فقط إلى 40%، هذا يعني 34 مليون مسافر، أي حصة جديدة دخلت السوق، بمعنى آخر.. مبيعات عالية، شركات طيران وخدمات مساندة جديدة، توسعة مطارات وإنشاء أخرى جديدة، والأجمل وظائف جديدة وكثيرة ودخل قومي جديد وكبير.نسبة مسافري الترانزيت في العالمجميع مطارات المملكة 0.7لندن مطار هيثرو 30 مطار هونج كونج 33 هولندا مطار أمستردام 38تركيا مطار إسطنبول 42 الإمارات مطار دبي 70 متطلبات الترانزيت1 البنية التحتية• صالات ومطارات مهيأة• كاونترات خاصة• موظفون مدربون• فنادق قريبة من المطار• قطارات تربط المطار بالمدينة• تأشيرات متعددة تصدر الكترونيا• نظام وأجهزة سهلة «Hardware & Software»2 أن تعمل الجهات ذات العلاقة بالتوازي وبنفس السرعة@ ALSHAHRANI_1400
مشاركة :