ـ ظلت إجابة سؤال (من يتحمل سوء التحكيم السعودي؟) حائرة دون إجابة محددة. ـ كل من تحدثوا عن سلبيات التحكيم ظلوا (يجتهدون) في التبرير محاولين وضع الأصبع على الجرح وتلمس الأسباب الحقيقية التي دفعت بالتحكيم السعودي ليبقى عاجزاً عن مواكبة ارتفاع وتطور المستوى الفني لكرة القدم السعودية. ـ هناك من يرى أن السبب في رئاسة اللجنة وآخر يراه في نوعية الحكام وثالث في آلية تأسيس الحكم ورابع في هدف الحكم من دخول المجال وخامس يربطه بضعف المكافآت وتأخر صرفها وخامس يراه في ضعف العقوبات على الحكام وسادس يراه في ضغوط إعلامية وشرفية من قبل المنتمين للأندية. ـ أحترم كل وجهات النظر في هذا الصدد لكنني ضد من يقول إن انخفاض مكافأة الحكم وتأخر صرفها هي السبب لأنني لا أعتقد ولا أؤمن بأن حكماً يسيء إدارة مباراة لأن مكافأته منخفضة أو لأن مستحقاته متأخرة. ـ أؤمن تماماً بأن الحكم السعودي هو نتاج مجتمع مترابط يؤثر بعضه في بعض ـ الحكم لديه أسره وأقارب وأصدقاء يجلس معهم في جلساتهم الخاصة شبه اليومية يتأثر بما يقولونه ويسمعه منهم. ـ الحكم إما مدرس أو موظف يتأثر بما يسمعه في محيط عمله وهذا لا شك يؤثر كثيراً عليه داخل الملعب. ـ الحكم يقرأ الصحف ويتابع القنوات الفضائية ويصله ما يقال في قنوات التواصل الاجتماعي وفي النهاية هذه كلها تؤثر عليه بشكل كبير مهما حاول أي حكم قول غير ذلك (هذه أمور نفسية لا إرادية). ـ عندما أربط بين الحكم السعودي والحكم الأوربي على سبيل المثال أجد أن الحكم الأوربي يقتحم مجال التحكيم (رغبة) لا بحثاً عن مال أو شهرة والدليل أننا نجد الحكم طبيباً للأسنان أو قاضياً أو ضابطاً للشرطة أي أنه في وضع مادي لا يجعله مهتماً بمكافأة التحكيم. ـ إلى جانب ذلك فالمجتمع الأوربي (المتفكك) بطبيعته يساعد الحكم في عدم تأثره لأنه لا يجلس في جلسات كلها ميول وتعصب كما هو حال مجتمعنا. ـ سلبية أخرى أراها في الحكم السعودي تتمثل في عدم استفادته من دروس سابقة ولعلني هنا أضرب مثالاً حياً. ـ ما حدث من اشتراك عنيف بين الزوري ومصطفى بصاص شاهده كل الحكام وتحدث عنه رئيس اللجنة في اجتماعه مع الحكام وناقشه المحللون القانونيين في القنوات الفضائية ومع ذلك وخلال ربما أقل من أسبوعين يتكرر ذات التصرف في مباراة النصر والفتح ومع ذلك يفشل الحكم في اتخاذ القرار المناسب ما يعني أنه لم يستفد من كل ما طرح حول الحادثة السابقة المشابهة. ـ لن أدافع عن رئيس لجنة الحكام فطالما أنه في قمة هرم اللجنة فمن الطبيعي أن يتحمل جزءاً كبيراً من المسئولية لكن أيضاً علينا أن ننصفه فهو يبذل جهوداً كبيرة من أجل تطوير الحكام. ـ لكن ماذا يعمل بحكام لا يتطوروا ولا يستفيدوا من دروس سابقة حدثت أمامهم أو من محاضرات ولقاءات تثقيفية مكثفة حضروها. مقالة للكاتب مساعد العبدلي عن جريدة الرياضية
مشاركة :