البوسنة.. الألغام مصدر تهديد لحياة السكان رغم مرور 22 عاما على الحرب

  • 11/30/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

سراييفو/ أمره باشتوغ/ الأناضول رغم مرور 22 عامًا على توقيع اتفاق دايتون للسلام الذي أنهى الحرب في البوسنة (1992-1995)، ما تزال الألغام المتناثرة بساحات المعارك الخامدة في البوسنة، تشكل مصدر تهديد لحياة السكان. انتهت الحرب البوسنية التي أودت بحياة أكثر من مئة ألف مدني، بالتوقيع على اتفاق دايتون للسلام في الولايات المتحدة بتاريخ 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 1995. وعلى الرغم من انتهاء النزاع المسلح في ذلك الوقت، فإن خطر الألغام المزروعة خلال سنوات الحرب ما زال مستمرًا في مناطق عديدة. ومع استمرار أنشطة إزالة الألغام بعد الحرب، فقد لقي 615 شخصًا مصرعه وأصيب ألف و139 شخصًا بسبب انفجار ألف و754 لغمًا حتى الآن. عمومًا، تشكل حقول الألغام المنتشرة في المناطق الريفية خطرًا على الآلاف من الناس الذين يعملون في مجال جمع الحطب أو الخردة، أو الأطفال الذين لا ينتبهون إلى إشارات التحذير الموضوعة في المناطق الملغومة. فقد دمير فاتريس من سكان سراييفو، يده نتيجة انفجار لغم أثناء هجومٍ نفذته القوات الصربية ضد منطقة دوبرينيا في العاصمة (سراييفو) عام 1995. وخلال حديثه لمراسل الأناضول، قال فاتريس إنه كان في السادسة من عمره عندما فقد يده بعد أن أمسك بلغم على شكل لعبة أطفال في سراييفو. وأضاف: كان اللغم على شكل سيارة صغيرة. أمسكت بتلك اللعبة الملغومة وأحضرتها إلى المنزل. بعد الغداء خرجت إلى أمام البناء الذي يضم منزلنا وبدأت اللعب بها. ما أن ضغطت عليها قليلًا حتى انفجرت وبدأ الدم ينهمر من ذراي. وأشار فاتريس أنه لم ينتبه إلى أن الانفجار قد أفقده ذراعه، فقد ركض باتجاه البناء بعد الانفجار، وعندما أراد فتح باب البناء انتبه أن ذراعه غير موجودة، وأنه فقدها للأبد. وأضاف فاتريس أن أحد جيرانه نقله إلى إحدى المستشفيات القريبة، وأن الأطباء في المستشفى أخبروا ذويه بفقدانه ذراعه وتضرر إحدى عينيه. وأكد فاتريس أنه رغم استمرار عمليات تنظيف المنطقة من الألغام، لا تزال هناك مناطق ملغومة كثيرة، داعيًا الأسر إلى تحذير أطفالهم وعدم تركهم يتجولون بمفردهم خاصة في المناطق الجبلية. كما اشتكى فاتريس، الذي يعمل لحساب شركة خاصة، من قلة اهتمام الدولة به وبضحايا الألغام، وعدم تقديمها الدعم الكافي لهم. تغطي حقول الألغام ما مجموعه 2.13 بالمئة من أراضي البوسنة، ومنذ العام 1996، لقي 51 من خبراء إزالة الألغام مصرعهم بسبب انفجار بعض الألغام أثناء عمليات الإزالة. ويشارك خبير تفكيك الألغام محمد دولوفيتش، في عمليات إزالة الألغام بالقرب من سراييفو، وقد تعرض خلال عمله لمخاطر كثيرة شأنه شأن غيره من الخبراء. في حديثه مع مراسل الأناضول، قال دولوفيتش الأب لثلاثة أطفال، إنه يعمل في مجال إزالة الألغام منذ 11 عامًا، وأنه خسر اثنين من أصدقائه المقربين خلال العام الماضي، أثناء عملهما في إزالة الألغام. دولوفيتش أكد أنه راضٍ عن عمله رغم جميع المخاطر المحيطة، وأنه يقوم بعمل مفيد، وقال: "أحيانا أشعر بالضيق لأن لا تزال هناك ألغام في جميع أنحاء البلاد. أشعر بالخوف قليلا، وهذا أمر طبيعي". من جهته، قال سلافين فيدوفيتش، الخبير في مركز الأعمال المتعلقة بإزالة الألغام في البوسنة والهرسك، إن البلاد تحتوي على 20 ألف حقل ألغام مسجل، و15 ألف حقل ألغام غير مسجل. وأضاف أن عملية تفكيك الألغام مستمرة منذ عام 1996، ويوجد حاليًا 79 ألف لغم في 8 آلاف و638 نقطة مختلفة، موجودة في جميع أنحاء البلاد، مشيرًا أن أعمال إزالة الألغام قد تنتهي بالكامل بحلول عام 2025. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :