حقول الألغام خطر متزايد يهدد حياة سكان الجولان المحتل

  • 8/4/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مازال سكان الجولان المحتل يعانون من حقول الألغام المزروعة في أراضيهم ومحيط منازلهم منذ 50 عاماً، خصوصاً في منطقة بيت التل بمدينة مجدل شمس، وما يزيد الأمر خطورة أن السياج الذي كان يحمي بعض الحقول تحطم مع مرور السنين، ولم تعد هناك علامات واضحة لتنبيه المدنيين. إسرائيل زرعت نحو 76 حقلاً من الألغام على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في الجولان. وكانت إسرائيل عقب حرب عام 1967 قد زرعت أكثر من مليون لغم داخل حقول كاملة موزعة في أرجاء الأراضي المحتلة، ومنذ ذلك الوقت جمع الجولان جثثاً وأشلاءً لأكثر من 200 ضحية، فيما تعرض أكثر من 500 شخص للإعاقات والتشوهات التي تركت آثارها على أجسادهم مدى الحياة، 50% منهم من الأطفال. صالح أبوعرار (32 عاماً)، أحد ضحايا حقول الألغام الإسرائيلية في الجولان، فقد أطرافه اليمنى العلوية والسفلية، بعد انفجار بعض الألغام في جسده خلال وجوده في أرضه الزراعية، وفي ذات الوقت يخشى من تكرار ما أصابه مع أبنائه أو أطفال آخرين. ويسرد أبوعرار لـ«الإمارات اليوم» حادثة إصابته التي تعيش في ذاكرته منذ أن كان في الـ12 من عمره «كنت ألعب في ساحة خضراء ملاصقة لمنزلنا، وفجأة سقط لغم من أعلى جبل التل، وانفجر على الفور، لأفقد على إثره أطرافي، ومازلت أتألم من شدة الأوجاع التي تصيب جسدي». ويضيف «طوال السنوات الماضية مازالت الألغام موجودة، وإن لم تحل هذه المشكلة، فإن الخطر سيزيد، والموت سيهدد أبنائي وكل طفل وشخص يقطن الجولان، فتلك الألغام مزروعة في كل مكان، بجانب المدارس، والحدائق، والمنازل، والأراضي الزراعية». وينفي مزاعم إسرائيل بإزالة الألغام، ووضع سياج حول حقولها، لافتاً إلى أن المشكلة الأساسية بالنسبة لسكان مجدل شمس هي الألغام المزروعة في أعلى منطقة بيت التل، وهي ذات المنطقة التي أصيب فيها. من جهة أخرى، يصف عضو مركز المرصد العربي لحقوق الإنسان في الجولان، سلمان فخر الدين، جبل بيت التل الواقع وسط مجدل شمس على ارتفاع 1160 متراً بالمنطقة القاتلة، حيث تبدو كمكان مهجور، إلا من ذكريات أصحابه والجنود الإسرائيليين الرابضين فوقه منذ 39 عاماً، فقد كان التل معسكراً كبيراً للجيش، فيما يمتلئ بآلاف الألغام التي مازالت موجودة على أعلى سفوحه. ويقول فخر الدين إن «إسرائيل عند احتلالها الجولان استولت على مساحة تقدر بـ10 آلاف متر مربع، بحجة المتطلبات الأمنية الاستراتيجية للجيش، واقتلعت من دون سابق إنذار كروم العنب وأشجار التين واللوز وحقول القمح التي زرعها أصحاب الأرض، وأقامت معسكراً لها ليكون راصداً لأي تحركات محتملة للقوات السورية من الجهة المحررة وراء خط وقف إطلاق النار شرقاً، ونشرت في محيطه حقولاً مكثفة من الألغام المضادة للأفراد على مساحة 11.7 ألف متر مربع إضافية، وانتهكت بشكل فاضح مقابر الأموات من أبناء القرية، التي تقع في محاذاة المكان، من دون أي رادع أخلاقي أو إنساني أو قانوني». ويضيف أن «هذا المعسكر يعد اليوم قنبلة موت موقوتة، تهدد حياة الأبرياء في الجولان، جراء نشر الألغام الأرضية في محيطه، والتي قد تنفجر في أي لحظة، لتودي بحياة الأبرياء، وتزيد من أعداد الإصابات». ويشير عضو المرصد العربي لحقوق الإنسان إلى أن إسرائيل زرعت نحو 76 حقلاً من الألغام على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وتلك المخصصة للرعي، إضافة إلى أراضي الوقف التابعة للسكان المحليين، بما فيها تلك التي تقع داخل الخرائط الهيكلية لقرى الجولان، كتل الريحانة في جبل الشيخ، الذي تبلغ مساحته الإجمالية نحو 27 ألف متر مربع، وهو محاط أيضاً بالألغام الفردية المتفجرة. من جهته، يقول الناشط السياسي في الجولان، مجيد قضماني، لـ«الإمارات اليوم»: «مازال الخطر يهدد حياتنا، ويزعزع أمننا داخل المنازل وخارجها، فتلك الألغام موجودة بمحاذاة المنازل والمدارس، وكل مكان نقطنه، فيما تنتشر تلك الألغام بشكل كبير داخل القرى والمناطق المكتظة». ويضيف أن «السياج الذي كان يحمي بعض المناطق الملغمة تلاشى مع مرور السنين، ولم تعد هناك علامات واضحة لتنبيه المدنيين إلى الألغام، ولم يعد بالإمكان الكشف عنها الآن». ويستبعد قضماني إقدام إسرائيل على إزالة الألغام المزروعة داخل القرى العربية، وذلك لتستمر في إحكام قبضتها على الجولان.

مشاركة :