في سياق جهود «مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي» لإحياء وصون التراث الغنائي الكويتي، يواصل الفريق الفني في المركز تدريبات مكثفة، استعداداً للحفلات التي سيقيمها احتفاءً بالصوت الجريح، في الرابع والخامس والسادس من ديسمبر الجاري، وستحمل الاحتفالية شعار «ما نسيناك يا بو خالد»، تكريماً للمسيرة الإبداعية الحافلة التي أنجزها ولا يزال يواصلها الفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر. «الراي» زارت فريق الحفل، وحضرت التدريبات التي تجري على قدم وساق، وكان حاضراً من الفريق كل من عادل الماس وطارق سليمان وحنان رضا والمايسترو الدكتور محمد باقر والحفل إخراج عبدالله العوضي... وكان لافتاً منذ الوهلة الأولى أن التدريبات لا تبشر بمجرد حفل عادي، بل تعد باحتفالية كبيرة تليق بالاسم الكبير والرحلة المتميزة اللذين صنعهما صاحب الصوت الجريح، كما عكست التدريبات ضخامة الإنتاج الذي ستظهر به الحفلات الثلاثة من خلال المؤثرات البصرية المتطورة والمشاهد التعبيرية الراقصة، حيث ستُعرَض 12 لوحة استعراضية، تجمع الماضي والحاضر، وتوثق المنعطفات المهمة في رحلة هذا الفنان الكبير الذي قدم الكثير للفن المحلي والخليجي والعربي كذلك... وصاحب الصوت الشجي الذي أطرب الجماهير على مدى 60 سنة، تميز خلالها في أداء أنواع مختلفة من الفنون التقليدية مثل السامري والخماري والليوة، وكذلك الغناء الوطني، فمن منا يستطيع أن يشاهد علم الكويت من دون أن يتذكر «وطن النهار». «الراي» التقت جمعاً من المشاركين في التدريبات الذين أجمعوا على شعورهم بالسعادة بمشاركتهم في الحفل الذي يحمل شعار «ما نسيناك يا أبو خالد»، مؤكدين أنهم يبذلون قصارى جهودهم لإخراج الحفل بحيث يكون مفاجأة للجمهور. الموزع خالد النوري تحدث لـ «الراي» عن الحفل قائلاً: «اخترنا الأغاني بحسب التنويع الإيقاعي، واخترنا أعمالاً معينة من أغانيه برغم مشواره الفني الكبير... وكانت حيرتنا تتركز في ماذا نختار، وللأمانة كل أغانيه جميلة، وتوصلنا للاختيار بين الحزين والفرايحي... وهناك أغانٍ في إيقاعات السامري وغيرها... ودوري في العمل موزع موسيقي، وهناك صعوبة كي لا أغير على المستمع روح الاغنية الأصلية وأحافظ عليها، ومع إضفاء بعض التغيير من الهارموني المعاصر... ولا أستطيع ان أغير في مسار الأغنية الأصلية». من جانبه، قال المطرب عادل الماس: «سعيد جداً، ولي الشرف أن أكون حاضراً في هذا الصرح،(مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي)... ولو كان هذا المكان موجوداً في الثمانينات لكان شيئاً جميلاً، فهو مكان يعيد للفن هيبته... وفكرة المركز أعتقد تدعم الفن والثقافة قلباً وقالباً»، متابعاً: «اتفقوا معي على ليلة عبدالكريم... وعندما طلبوني وافقت بلا تردد، لأن هذا شيء من الأحلام بالنسبة إليّ أن أغني للفنان عبدالكريم عبدالقادر»، ومردفاً: «إنه فنان صاحب مسيرة محترمة، وله وزنه وتميزه في اختياراته، وأنا تأثرت به منذ زمن، ومنذ بداياتي بالثمانينات كنت متأثراً به فنياً... لأن فنه راقٍ، وأضعف أغنية له - إذا جاز التعبير - ستبقى مؤثرة ومسموعة ورائجة، وقد غنيت أكثر من أغنياته... وهناك ترتيب في الأغاني للحفل، وأعطوني أغاني مميزة، وهي خمسة نجوم ضمن مجموعة أغانيه». بدوره، قال المخرج عبدالله العوضي: «شكراً جزيلاً لكم... والفنان عبدالقادر ليس فناناً اعتيادياً... فهو له مسيرته في الفن، وهو دوما خارج نطاق المألوف... وهو رسم لنا الذكريات وملامح وجودنا، وعندما أعطوني فكرة العمل فكرت كيف نقدم هذا الفنان للجمهور... وبدأنا في اختيار الأغاني القديمة ونجمعها في إطار مسرحي لأن المسرح شيء قريب للمتلقي، وقررت عمل الحفل كأنه فيديو مسجل، ونريده يرى تأثيره على الجيل الجديد، وهناك لوحات فنية ورقص تقليدي ومعاصر، تحت تدريب بريزا الرومي ومن مدرسة (كويت دانس سكول)، ولدينا رقص سامري والألوان مختلفة في الأغاني، وهناك تقنيات من خارج الكويت وتحديداً من لندن... وهناك رحلة مع الحضور خارج الكويت، ثم ندخل الكويت وهذا خلال الحفل، ومع حقبات زمنية مختلفة». في السياق ذاته قالت الإعلامية القديرة أمل عبدالله: «حقيقةً أعتبر وجودي في تقديم هذا الحفل علامة فارقة في مشواري... إذ يسعدني أن أكون بصحبة فنان إنسان وصديق مشوار فني منذ بداياتي معه في الإذاعة وغيرها، إذ تزامنت معه كثيراً، وهو في مجاله وأنا في مجالي... وهو في ذاته يحمل الكثير من العناصر الفنية التي نحتاج إليها في الفن».
مشاركة :