وسط حضور حاشد من محبي غناء الزمن الجميل، وضمن الفعاليات الفنية المميزة والمنتقاة محلياً وعربياً وأجنبياً في مركز الشيخ جابر الثقافي، أقام المركز أول من أمس حفلاً غنائياً تكريمياً للمطرب والملحن والشاعر الغنائي المخضرم الفنان راشد الحملي، تقديراً لمسيرته الإبداعية الحافلة، وأحياه ثلاثة من الفنانين الشباب المتميزين، هم فواز المرزوق وعبود الخواجة وفاطمة الكويتية، الذين تناوبوا على تقديم باقة من أشهر الأعمال المتفردة التي تمثل علامات في رحلة الفنان الكبير المحتفى به، وصاحبت المطربين الثلاثة أوركسترا المركز بقيادة المايسترو الدكتور محمد باقر، والكورال الذي يقوده ويدربه الدكتور حمد المانع! استهلت فرقة المركز الحفلَ بقطعة موسيقية «سماعي راست»، لقيت استجابة لافتة من الجمهور الذي زيّن الأمسية، قبل أن تتقدَّم إلى المسرح الفنانة فاطمة الكويتية لتبدأ بـ «حبيبي لا تعذبني»، أعقبتها بالسامرية «هوينا في هواكم»، كما غنت «شكواي» و«بروحي البان يوم رنا». أما الفنان عبود خواجة الذي تلقاه الجمهور أيضاً بالترحيب، فبدأ معرباً عن سعادته بالحضور إلى الكويت والغناء على أحد مسارحها، معبراً عن اعتزازه بأن يغني أعمال الفنان راشد الحملي، ووصفه بأنه «فنان ومدرسة من مدارس الفن»، ثم بدأ بأول لحن للحملي «بشيري بأيام الوصال»، ثم «كم قد كتمت هواكم»، وهي أغنية ذات إيقاع هندي تفاعل معها الحضور بشدة، وهو التفاعل الذي ظل موازياً لوجود الخواجة على خشبة المسرح، حيث استمر التجاوب مع «جفى من لست أذكره» و«خطرت كغصن البانة»... وليكتمل الحفل بظهور الفنان فواز المرزوق على المسرح وسط ترحاب الجمهور، قبل أن يبدأ الفنان وصلته بأغنية «يا طائر البان»، ثم تلاها بـ «يا بنات» و«شالحيلة»، وأكمل مع العدني من خلال أغنية «غدر الزمان بشملنا» و«قال محيي الهوى». كما قدمت فرقة المركز كذلك بعد الاستراحة قطعة موسيقية حملت عنوان «لونكا نكريز»، ثم «يا بهجة الحسن» قدمهما تخت المركز. يُذكر أن الفنان الحملي صاحب أسلوب مميز وخاص في الغناء والتلحين، وقد أصبح من أهم الملحنين في عصره، واستقى إيقاعاته وألحانه من التراث الكويتي، وتنوعت طرقه في التلحين بين مختلف الأشكال الكويتية القديمة، مثل الخماري والفنون والصوت والاستماع وكذلك قطع موسيقية مثل السماعي واللونكا على الأسلوب العربي الرصين وعلى مقامات مختلفة، واشتهر ببراعة عزفه على العود، كما تميز بقدرته على كتابة كلمات شعرية لكثير من أغانيه، حتى صنع من مسيرته الفنية أسوة لكثير من الفنانين، وقاعدة جماهيرية عريضة.