«الإسلام السياسي» يستغل التسامح في أوروبا لنشر التطرف

  • 12/1/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بروكسل:«الخليج» طالب عشرات الخبراء والحقوقيين الأوروبيين الحكومات الأوروبية بوضع سياسات فورية عاجلة لمواجهة الإيديولوجية الفكرية العنيفة التي تروج لها جماعات الإسلام السياسي، محذرين بقوة من مخاطر التردد في إغلاق المجال أمام هذه الجماعات كي لا تستغل الحريات والتعدد الثقافي في أوروبا لإقناع الشباب المسلم في الدول الأوروبية بتبني الأفكار المتطرفة التي تؤدي في النهاية إلى أعمال إرهابية تهدد المجتمعات وأمنها.وجاء التحذير خلال ندوة في مقر البرلمان الأوروبي نظمها مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات بالتعاون مع المؤسسة الأوروبية للديمقراطية. ولفتت ماريانا بيتر، عضو البرلمان الأوروبي عن كرواتيا، الانتباه إلى كيفية استغلال الجماعات المروجة للإسلام السياسي في مناطق البلقان الفقر في البوسنة والهرسك لنشر أفكارها المتطرفة.وقالت إن هذه الجماعات تعمل أيضاً على بث أفكار التطرف في عقول الشباب الذين يمكنهم دخول دول الاتحاد الأوروبي عبر كرواتيا، ما يشكل تهديداً لكل القارة الأوروبية.وعبرت عن اعتقادها بأن الفقر أو الظروف الاجتماعية الاقتصادية الصعبة لا تكفي لتفسير الأسباب التي تؤدي إلى التطرف. وقالت إنه من الضروري تحديد سبب التطرف وهو الأيديولوجية التي يروج لها المروجون لأفكار الإسلام السياسي.واستضافت بيتر وعدد من أعضاء المجموعة السياسية لحزب الشعب الأوروبي في البرلمان الأوروبي، الندوة التي عقدت بعنوان «العوامل المحفزة على التطرف في أوروبا وتأثيرها في سياسة الاتحاد الأوروبي بشأن الجوار». وبحث الخبراء عدداً كبيراً من الأمثلة على نشاط جماعات الإسلام السياسي في أوروبا حيث يتضح بجلاء أن منظمات مثل الإخوان تروج لأيديولوجية تقول إنها تستند، زوراً، إلى أفكار مستقاة من الإسلام بهدف إثارة الاستقطاب والفرقة في المجتمعات. ونبه الخبراء إلى أن أساليب التلاعب بالدين تشمل الترويج لأفكار تعذي الشعور بالاضطهاد وتقوي الميل إلى العزلة عن المجتمع. وأشاروا إلى أن هذه الجماعات تقول للمسلمين إن أوروبا ضد الإسلام، وهذا يخالف الواقع لأن الجميع لديهم القدرة على ممارسة حرياتهم في اتباع تعاليم أديانهم فضلاً عن حقوقهم الأخرى في أوروبا دون أية صعوبة.وحضر الندوة قرابة 50 من أعضاء البرلمان الأوروبي وباحثين ومستشارين لأعضاء بالبرلمان ومحللين سياسيين لوسائل الإعلام. ومن بين المتحدثين الدكتور ريتشارد بيرتشل. ونبه بيرتشل إلى ضرورة عدم الانشغال فقط بالسلوكيات والأعمال الإرهابية عن الفكر المتطرف غير العنيف. وطالب، رئيس إدارة البحوث في مركز تريندز، صناع القرار وواضعي السياسات بالتركيز على التطرف غير العنيف الذي يغذي الأفكار التي تؤدي في النهاية إلى أعمال إرهابية. وناقش المشاركون تقريراً صادراً عن البرلمان البلجيكي عن الهجوم الإرهابي الذي وقع في شهر مارس عام 2016. ويكشف التقرير الوسائل التي يستخدمها الإخوان وغيرهم من الجماعات التي تعتنق فكرها في اختراق المجتمع المسلم وتغذي الأفكار العنيفة. واتفق الخبراء جميعاً على ضرورة مواجهة هذه الجماعات، خاصة الإخوان، لتفنيد أفكارهم من أجل الكشف عن معتقداتهم الحقيقية وكيفية تصويرهم للمجتمع والدين.

مشاركة :