نظمت وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف أمس الأول، الاحتفال السنوي الكبير بذكرى المولد النبوي الشريف، تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ بن خالد آل خليفة.ورفع وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وإلى شعب البحرين الوفي الكريم، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.وأكد الدكتور المفتاح أن «محبتنا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تعني اتباعه، فلتكن هذه الليلة منطلقًا للمراجعة لمدى قربنا أو بعدنا من منهاجه صلوات الله وسلامه عليه، ولنتخذ من ذكرى مولده دافعا إلى العمل الذي يسعد به الفرد والمجتمع، وتتحقق به وحدة الكلمة التي تحفظ لنا كياننا ومكتسباتنا، ولنعمل جميعا يدا واحدة من أجل أمن هذا الوطن واستقراره ورفعته وتقدمه وتميزه وتحضره».ودعا خلال الحفل إلى استلهام الدروس والعبر من السيرة النبوية الشريفة، في عصر نحن فيه بأمس الحاجة إلى تجديد وتحديث حياتنا في شتى مناحيها، الشخصية، والاجتماعية، والانسانية، على هدي من الأخلاق المحمدية، وأن نلتمس في رياضها علاجًا من الأزمات والصعاب التي تمر بها أمتنا العربية والإسلامية، فنحول التحديات إلى فرص، ونحول الفرص إلى إنجازات ونجاحات ومكتسبات، داعيا في الوقت ذاته إلى التسابق في الخيرات، والعمل الجاد بمزيد من الجهد والعطاء لترسيخ الأمن والأمان والاستقرار، وتحقيق الخير والنماء، والوقوف صفا واحدا في وجه كل ما يعكر صفو ووحدة نسيج مجتمعنا المتمازج بجميع أطيافه ودياناته، وترجمة فهمنا لديننا ولقيمنا الراسخة، فهما دقيقا راقيا، فهما حضاريا ساميا، فهما مواكبا عصريا صحيحا يستوعب حاجات ومعطيات العصر ومستجداته، بانفتاح وتحضر يليق بهذا الدين العظيم وبأخلاقه وقيمه ورقيه، وبهذه الشريعة السمحاء، سائلا المولى عز وجل أن يعز هذه الأمة، وأن يحفظ عليها دينها ومقدساتها، وأن يوفق قادتنا وولاة أمورنا لما فيه خير وصلاح البلاد والعباد، وأن يحفظهم ويحفظ بهم دينه وكتابه ويحفظ المسلمين جميعا.من جهته قال رئيس محكمة الاستئناف العليا الشرعية الشيخ الدكتور إبراهيم المريخي في كلمة بالمناسبة: نحن في هذه الأمسية نتذاكر معكم السيرة العطرة لرسول الله (عليه أفضل الصلاة والسلام)، وهذه ليلة من أيام الله، والحق سبحانه وتعالى يقول: «وذكرهم بأيام الله»، نتدارس معكم فيها سيرة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) من جانب عظيم، هو جانب الرحمة؛ لأنه عين الرحمة، لقوله سبحانه وتعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، فالحق سبحانه وتعالى أرسل النبي العظيم رحمة للعالمين، وقال عز وجل أيضا: «لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم».ودعا المريخي إلى التمسك بمنهاجه عليه أفضل الصلاة والسلام؛ لأنه المنهج الذي يحفظ هذه الأمة من بعض الكبوات ومن بعض التطرفات التي نشهدها في بلدان العالم الإسلامي، سائلا المولى عز وجل أن يرفعها عن هذه الامة، ويجعل هذا اليوم انطلاقا إلى الرحمة في قلوب الناس.من جانبه ألقى عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ جواد عبدالله بوحسين كلمة، قال فيها: «نحن نعلم أن دين الإسلام أكمل الأديان وشريعة الإسلام أكمل الشرائع، ونعلم بالضرورة أن نبينا نبي الإسلام هو أكمل الأنبياء وأكثرهم علما وأقربهم إلى الله تبارك وتعالى، وهذا التكامل في الإسلام وفي الدين وفي التشريع والتكامل في الأنبياء أمر ضروري يتماشى مع الزمن ويتماشى مع الحضارات، كما يتماشى مع العقل؛ لأن العقل البشري يتقدم شيئا فشيئا، فالبشرية في حضاراتها المتنوعة، في كمالها في علومها المتطورة، في ثقافتها في تقدمها العلمي، تتقدم يومًا بعد يوم إلى الأكمل فالأكمل».
مشاركة :