صحيفة المرصد:بدأ الحوثيون تصعيدهم المسلح، الخميس، في سلسلة هجمات على أهداف حيوية في صنعاء، مستخدمين الأسلحة الثقيلة لأول مرة منذ اقتحامهم العاصمة ودخولهم في اعتصامات مفتوحة تطالب بإقالة الحكومة وتشكيل حكومة وطنية والعدول عن قرار رفع الدعم عن المحروقات، إضافة إلى مطلب المنفذ البحري. ويعد التصعيد الحوثي المسلح مؤشراً خطيراً على احتمال دخول اليمن في آتون حرب أهلية، في ظل التوتر الذي يسود معظم أنحاء البلاد. ويرى مراقبون أن الحوثيين ينفذون أجندة إيرانية تسعى إلى اختراق اليمن وتشكيل مليشيات مسلحة في سيناريو مشابه لحزب الله في لبنان، لتشكيل تهديد للأمن القومي السعودي. ويستشهد المراقبون بفشل المفاوضات مع جماعة الحوثي التي تماطل دائماً كلما اقترب التوصل إلى اتفاق، لتأتي بمطالب جديدة وتعجيزية لدفع الحكومة اليمنية للرفض، وبالتالي مواصلة التصعيد وصولاً لسيناريو الفوضى المسلحة بهدف السيطرة على العاصمة. وهز القتال استقرار اليمن الذي يكافح للتغلب على حركة انفصالية في الجنوب وانتشار مقاتلي تنظيم القاعدة وتهديدات أخرى. ويمثل استقرار اليمن أولوية للولايات المتحدة وحلفائها من دول الخليج بفضل موقعه الاستراتيجي المتاخم للسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم ولأنه يشرف على ممرات ملاحية عبر خليج عدن. وقال مصدر عسكري إن مسلحين من الحوثيين هاجموا أيضا معسكرا للجيش عند المدخل الجنوبي للعاصمة لكن الجنود صدوا الهجوم. ويخوض الحوثيون الذين ينتمون للطائفة الزيدية الشيعية صراعا منذ نحو عشر سنوات مع الحكومة التي يهيمن عليها السنة. وفي الأسابيع القليلة الماضية سد المحتجون الحوثيون الطريق الرئيسي إلى مطار صنعاء ونظموا اعتصامات عند وزارات مطالبين بعزل الحكومة وإعادة الدعم الذي خفضته الدولة في يوليو تموز في إطار اصلاحات اقتصادية. ولقي 42 شخصا على الأقل حتفهم في اشتباكات كان مقاتلون من الحوثيين طرفا فيها في مناطق مختلفة من البلاد منذ يوم الثلاثاء. ويقول منتقدون إن الحوثيين يحاولون انتزاع السلطة واقتطاع دولة شبه مستقلة لأنفسهم في شمال البلاد لكنهم ينفون ذلك. واجتمع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مع عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين في محافظة صعدة يوم الأربعاء لمحاولة ايجاد سبيل لإنهاء الصراع. ونقلت تقارير عن جمال بن عمر قوله إن الاجتماع كان بناء وايجابيا. وقال الحوثيون يوم الاثنين إنهم لن يشاركوا في المفاوضات مع الحكومة اليمنية حول مظالمهم بسبب ما يصفونه بانه "تدخل أجنبي" في المباحثات. وشهد الخميس اشتباكات دارت في شارع الثلاثين وتبة صادق الأحمر وأسفرت عن مقتل نحو 70 حوثياً، وأسر 50 آخرين، فيما تناثرت جثث 5 آخرين نتيجة لقذيفة هاون في اشتباكات بشارع الستين. كما أسفرت الاشتباكات في محيط مبنى التلفزيون عن مقتل جنديين من الجيش وأكثر من 20 شخصاً من جماعة الحوثي ، ليبعث الجيش اليمني بتعزيزات لقواته لتأمين مبنى التلفزيون ودحر جماعة الحوثي . وقالت مصادر أمنية وسكان إن مسلحين من الحوثيين الشيعة شقوا طريقهم إلى داخل العاصمة اليمنية صنعاء بعد أن اشتبكوا مع الجيش على المشارف الشمالية الشرقية للمدينة اليوم الخميس مما يزيد زعزعة الاستقرار بعد اسابيع من الاشتباكات والاحتجاجات. وقال سكان في حي شملان بشمال غرب صنعاء لرويترز إن المسلحين الحوثيين يتقدمون صوب شارع الثلاثين وهو طريق رئيسي يؤدي إلى الطرف الغربي من المدينة. وفي وقت لاحق ذكرت وكالة الانباء اليمنية الرسمية (سبأ) ان شركات طيران علقت رحلالها الي مطار صنعاء لمدة 24 ساعة لحين تقييم الوضع الامني. وهاجم المسلحون الحوثيون نقطة تفتيش عسكرية قرب المطار. وقال مسؤول بمبنى التلفزيون اليمني ايضا ان المسلحين استهدفوا المبنى بصواريخ مساء اليوم الخميس. وفي السياق أعلنت قوات الجيش مساء اليوم استعادتها للتباب المطلة على منطقة شملان شمال غرب العاصمة صنعاء بعدما تمركزت فيها مليشيات الحوثي المتمردة على امتداد اليوميين الماضيين في محاولة منها لفرض وجودها على أرض الواقع بقوة السلاح . ويأتي استعادة التباب بعد معارك عنيفة خاضها الجيش بمساندة اللجان الشعبية مما ألحق خسائر فادحة بالمتمردين مما أجبرهم على الفرار . على ذات الصعيد أكد بيان عسكري أن الاوضاع مستقرة، وقد توزعت قوات الجيش في اسفل تبة صادق والاحياء القريبة ولا يوجد أي اثر للمليشيات الحوثية المتمردة . من جانب آخر ذكر مصادر محلية أن قوات من الأمن المركزي تمكنت من السيطرة على جولة الجمنة بعد تمكن عناصر حوثية من التمركز فيها.
مشاركة :