تضارب بين بغداد وأربيل بشأن قوات أميركية في كركوك

  • 12/1/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

نفت القوات العراقية، أمس، ما زعمه مسؤولون في إقليم كردستان العراق عن وصول قوات أميركية إلى مدينة كركوك المتنازع عليها «لتعزيز أمنها»، فيما تمسكت أربيل بما أعلنته.وقالت قيادة العمليات المشتركة للقوات العراقية في بيان، أمس، إن «بعض وسائل الإعلام نقلت عن مصادر في إقليم كردستان، تحرُّك قوات أميركية إلى كركوك... ننفي هذا الخبر جملة وتفصيلاً». وأكدت أنه «لا توجد أي زيادة لقوات التحالف، لا في كركوك ولا في بقية الأراضي العراقية».وشدد البيان الذي نشرته القيادة عبر صفحتها على موقع «فيسبوك»، على أنه «ليس من شأن القوات الأجنبية مسك الأرض، كما أنها ليست لها هذه الإمكانية ولا العدد ولا العدة». وأوضحت أن «مسؤولية أمن كركوك هي مسؤولية وطنية عراقية وبيد القوات الاتحادية وشرطة كركوك، ومهام التحالف الدولي محددة بالتدريب والاستشارة والدعم اللوجيستي».غير أن مصادر في قيادة قوات مكافحة الإرهاب الكردية تمسكت بأن «طلائع قوات الجيش الأميركي بدأت بالتدفق إلى معسكر (كي وان)، في مدينة كركوك، من أجل تشكيل غرفة عمليات مشتركة مهمتها التنسيق والتعاون بين تلك القوات والجيش العراقي لحماية أمن كركوك». وأضافت أن الخطوة المزعومة تأتي «بناء على طلب» من رئيس جهاز المعلومات (مخابرات الإقليم) لاهور شيخ جنكي خلال لقائه قائد القوات الأميركية في العراق وسوريا الجنرال جيمي جيرارد، قبل ثلاثة أسابيع، «بهدف التعاون في جهود مكافحة الإرهاب وحماية الوضع الأمني في المنطقة».وقال المسؤول في قوات مكافحة الإرهاب في السليمانية (ثاني كبرى مدن إقليم كردستان) جلال شيخ ناجي لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدف من استقدام تلك القوات هو تعزيز التعاون الاستخباراتي والأمني بين القوات الأميركية والجيش العراقي وأجهزة مكافحة الإرهاب لحماية الوضع الأمني في محافظة كركوك، خصوصاً بعد إعادة انتشار القوات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها، التي خلفت بعض الاضطرابات الأمنية، ما دعا رئيس جهاز المعلومات إلى مطالبة الجانب الأميركي بالمساعدة لاستتباب الأمن في كركوك وبقية المناطق، خصوصاً أن هناك مخاطر أمنية حقيقية بعد هزيمة (داعش) في الحويجة وبقية المناطق العراقية».ولفت إلى وجود «تحركات مريبة في المنطقة، ما يتطلب المزيد من الحذر واليقظة الأمنية، ولذلك فإن وجود القوات الأميركية سيعزز الأمن الداخلي في كركوك والمنطقة عموماً». وأشار إلى أنه «مع استكمال الجيش الأميركي انتشاره في المعسكر، سيتم تشكيل غرفة عمليات مشتركة مهمتها التنسيق الاستخباراتي والأمني، وهذا ما سيساعد كثيراً في عمليات مواجهة الإرهابيين إذا تجرأوا بالعودة إلى المنطقة وتهديد أمنها».وبالتوازي مع هذا التضارب، تتجه مشكلة مجلس إدارة كركوك إلى الحل، بعد أن وافق «الاتحاد الإسلامي» على مطالب القوى المشاركة في مجلس المحافظة لتغيير رئيسه بالوكالة. وقال الناطق باسم قيادة «الاتحاد الإسلامي» هادي علي في بيان صحافي: «لقد حاولنا كثيراً أن نقنع الأطراف المشاركة في مجلس إدارة المحافظة لإبقاء ريبوار طالباني رئيس المجلس بالوكالة في منصبه، على اعتبار أن المنصب هو من حصتنا، لكننا لم نوفق في إقناعهم. وكي لا تتطور الأمور أكثر من ذلك، قررنا استبداله برئيس كتلتنا في المجلس إبراهيم خليل».وكانت المحكمة الاتحادية العراقية أدانت ريبوار طالباني والمحافظ المُقال نجم الدين كريم بتهمة «المس بسيادة العراق» عبر المشاركة الفعّالة للترويج والدعوة إلى الاستفتاء في كركوك من أجل الانفصال عن العراق. وأصدرت مذكرات توقيف بحقهما، لكنهما فرا إلى أربيل واحتميا بـ«الحزب الديمقراطي الكردستاني» هناك، ما دعا الأحزاب التركمانية والعربية في المجلس إلى إعفاء طالباني من منصبه وتسليم المسؤولية إلى رئيس مؤقت، إلى حين صدور قرار من «الاتحاد الإسلامي» بتبديله.يُذكر أن منصب رئيس مجلس محافظة كركوك من حصة المكون التركماني، وسبق أن ترشح له القيادي التركماني حسن طوران، لكن بسبب ترشحه لعضوية البرلمان العراقي تخلى عن المنصب الذي بقي شاغراً، ولم يتوافق التركمان على من يشغله فتولاه ريبوار طالباني بالوكالة قبل ثلاث سنوات.

مشاركة :