بلادنا أمانة في أعناقنا | سراج حسين فتحي

  • 9/19/2014
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

نعم وبكل قوة وصراحة لابد أن نرفع بها أصواتنا وتعيشها قلوبنا «بلادنا أمانة في أعناقنا»، فإن لم يكن لدى المرء انتماء حقيقي راسخ لبلده ومجتمعه وأمته، بل إن كان يفتقد التصاقه بدينه وقيمه وأخلاقه فما قيمة وجوده في الحياة، فحياة بلا دين ولا قيم، وإنسان منبت عن بلده ومجتمعه وأمته لا قيمة ولا وزن له مهما امتلك من لعاعات الدنيا وأوساخها، ومهما كانت مكانته ومقامه، وكما يقول الشاعر: إن الحياة عقيدة وجهاد! ولمن يريد عيش حياته بحذافيرها والتمتع بكل ما وهبه الله من علاقات إنسانية وروابط اجتماعية وأرصدة مالية فهو بحاجة إلى تحمل حقوق تلك الحياة وواجباتها، فالحياة ميزان له كفتان لابد منهما لتستوي وتتوازن، وكما تدين تدان والغنم بالغرم، ونحن إذ أكرمنا الله بالعيش في هذه البلاد – بلاد الحرمين - بما فيها وعليها ومنها من خيرات الدنيا وبركات الدين، وبما وهبه الله لنا من طمأنينة قل وجودها في سواها فقد أتاح لنا مساحات واسعة لا تعد ولا تحصى لكسب المزيد من الفرص التي قد لا يجدها غيرنا على كوكب الأرض، ومن الضروري القول وبكل قوة وصراحة ووضوح: هذه بلادنا، ولها علينا حقوق وواجبات، وهي ليست مجرد تراب نعيش عليه ونقتات منه، وليست هي مجرد مساحة جغرافية نسرح ونمرح في أفيائها، وهي ليست مجرد أهازيج وأغنيات نترنم بها ولا قصائد ومطولات نتغنى بها ليل نهار، كما أنها ليست شعارات وعبارات طنانة أو لوحات ورايات نرفعها عاليًا، بل هي منطلق الخير ومهبط وحي السماء ومنبع التبشير لسلام الدنيا وأمان الآخرة، إنها مؤسسة كبيرة تتحمل مسؤولية هداية البشرية في كل زمان ومكان، بل هي كذلك مركز مداواة أمراض البشرية كلها ومصائبها! ورغم هذه المكانة السامقة التي تتمتع بها بلادنا، ورغم إمكاناتها المتعددة والوفيرة إلا أن بعض أبنائها يرفضون الاعتراف بهذه الحقائق التي يلمسها ويقدرها كل مسلم مؤمن محب لدينه ويعتز بأمته ويتشرف بإتباع سيد الخلق أجمعين عليه الصلاة والسلام ولو كان في أقاصي الدنيا، ويكاد هؤلاء الجاحدون يتنصلون من الانتماء لبلادهم وكأن بهم جنونا أو فقدوا عقولهم وقست قلوبهم، لذلك لا يهمهم المشاركة الفاعلة في بناء وطنهم بل أن بعضهم يفتعل المبررات ويصطنع الأسباب لإيقاف عجلة النمو والتطوير ويحاول تخريب أي محاولة بناء، ناهيك عن ممارسة كل ما يعيق أي عمل ومشروع تنموي، وكان الأولى بهؤلاء أن يكونوا لبنات خير إيجابية وعوامل مساندة لكل التوجهات الإيجابية، وأن يشاركوا بفعالية في دفع عجلة البناء! وكل موظف أو مسؤول يحاول بقصد سيء أو بغباء الوقوف حجر عثرة أمام أي مشروع أو عمل إيجابي في بلادنا، يمكن اعتباره عدوًا لدودًا لبلده ومجتمعه وإن لم يشعر، وأي موظف يعطل معاملات المراجع أو يحاول تعقيد الأمور أمامهم، أو يتهرب من الدوام أو يمارس الزوغان من العمل ويذهب لقضاء أموره الشخصية وقت الدوام الرسمي، أو يجبر المراجعين على دفع إتاوة له لإنهاء المعاملات، ما هو إلا لص دنيء النفس خبيث الطوية، يطعم نفسه وعياله السحت، ويربي لحومهم على الحرام، ولن يجد له حجة تعينه على التخلص من عقوبة رب العالمين في الآخرة إن أفلت من عقوبات الدنيا ومراقبة البشر، ولو أنه استشعر خطورة ممارساته السلبية نحو وطنه وبني بلده، وعرف أنه يتحمل وزر ما يفعل وإثم تبعات ما ينتج عن طريقة تعامله مع المراجعين لما تورط في هذه السلوكيات الخاطئة، لكن لابد أن نتساءل عن أسباب وقوع البعض في مثل هذه الممارسات الخطيرة، هل هو فقدان معرفة الأحكام الشرعية والأنظمة الخاصة، أم هو التغافل عنها رغم المعرفة بكل ذلك وانجراف وراء شهوة المال وتشبع بعشق الدنيا ونزواتها ؟ في يوم الوطن الغالي لابد من إعادة تحديد ملامح الانتماء له ومتطلبات ذلك من حقوق وواجبات، وبذل جهد وتضحية حقيقية بأغلى ما نملك، إن كانت لدينا رغبة حقيقية للارتقاء به والوصول إلى الأفضل في كل مجال من مجالات الحياة، خاصة ونحن نعيش عصر التحديات، والتناحرات على كل المستويات، ومن المهم جدًا استشعار المخاطر الكثيرة التي تحيط بنا من كل صوب، وأنه لا مناص من تحقيق معاني الولاء والانتقال من الشعارات البراقة والعبارات الطنانة إلى منطقة العمل الجاد والمخلص من كل واحد يعيش في هذا الوطن الكريم، ويجب أن لا ننسى أن الله أكرمنا بالعيش في أفضل بقاع الأرض، وحملنا أضخم مسؤولية حملها الإنسان عبر التاريخ البشري وهي هداية الإنسان مهما كان وحيثما كان، فنحن حملة راية التوحيد الغراء وهي ليست مجرد قطعة قماش ملونة ولماعة لكنها الأمانة والمسؤولية بين يدي رب العالمين يوم لا ينفع مال ولا بنون، ومن متطلبات الانتماء لهذه الديار توحيد الصف ووحدة الكلمة وبث روح التسامح بيننا، والعمل بروح الفريق الواحد، لنكسب رضوان الله وعونه وتأييده ونصره وتمكينه. sirafat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :