من أجمل ما قرأت!!

  • 12/1/2017
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

2017/11/30 كم مرة استقبلتَ على جوالك رسالة تنويرية عن جدوى رؤية نصف الكأس المملوء في الحياة، من شخص لم يستطع طوال عمره أن يتجاوز النصف الفارغ من الكأس!! أو رسالة راقية عن ضرورة أن توقد شمعة بدل أن نلعن الظلام، من شخص لا ينفك عن التذمر والتأفف والتشكي بسبب ودون سبب!! أو رسالة عن قيمة الفرح وفاعلية الابتسامة من شخص يُعد المصدّر الأكبر للكآبة والنكد في الشرق الأوسط!! وأخرى عن القيمة العليا لفن «التغافل» من شخص ينافس «الشيطان» في مناقشة التفاصيل!!! هل سبق أن تلقيت رسالة مقتبسة حكيمة عن الغفران من شخص تتصاعد صفوف خصومه كل يوم، ولا يهدأ عن شن المعارك وإثارة الفتن ؟!! وأخرى عن «السلام وحب الخير» من شخص يغمره الحقد والحسد على ما عند الآخرين من نِعم!!.. وثالثة عن الاطمئنان وراحة البال من شخص لا ينام إلا بالمهدئات، يتقلب في فراشه طوال الليل، غير قادر على تجاوز هواجسه المٌقلقة!! ماذا عن أولئك الذين يبعثون إلى جوالك كل يوم رسائل فريدة عن وصفة السعادة وهم يحيون الشقاء يكل تفاصيله!! أو أولئك الذين يبعثون برسائل وعظية قادرة على التأثير على مشاعرك وتأنيب ضميرك، وهم الذين لم يسجدوا لله منذ أيام!! حين تصل إلى جوالك مقولة مقتبسة، من مقولات تطوير الذات، أو تهذيب الأخلاق، أو الموعظة الحسنة.. غاية في الرقي والصياغة المنمقّة، من شخص مثقوب بالاعتلالات والتشوهات الأخلاقية، يرفقها بتعليق «من أجمل ما قرأت» أو «في الصميم» أو «لا تفوتك»... بماذا تفسر تلك المفارقة؟!! هل حقّا أن الإنسان قادر على إدراك عيوب الآخرين ورصدها بعناية، دون الانتباه إلى أنه الممثل الأعلى، وبامتياز، لتلك العيوب التي ينتقدها!!! أم نحن بارعون في التنظير على الآخرين ومنحهم دروساً في الحياة، وتبني دور النبي الحكيم الواعظ المستنير، غير منتبهين بأننا الأولى بتلقي تلك الدروس!!

مشاركة :