دي ميستورا يمدد المفاوضات السورية حتى منتصف شهر ديسمبر

  • 12/1/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت الأمم المتحدة الخميس أنها ستمدد حتى منتصف كانون الأول/ديسمبر جولة المحادثات السورية في جنيف التي تستهدف بلورة حل سياسي لإنهاء الحرب مشيرة إلى أن مسألة الرئاسة لم تطرح بعد على مائدة البحث. ودعا الموفد الدولي الخاص إلى سوريا وفدي الحكومة والمعارضة للتخلي عن "الشروط المسبقة" والتركيز على إنجاز "تقدم حقيقي" في المحادثات. ونوه دي ميستورا بـ"المناخ المهني والجدي" للنقاشات مقارنة مع الجولات السابقة. دعا الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس وفدي الحكومة والمعارضة للتخلي عن "الشروط المسبقة" والتركيز على إنجاز "تقدم حقيقي" في المحادثات غداة عقده معهما اجتماعين متوازيين في مقر الأمم المتحدة في جنيف. وأعلن دي ميستورا تمديد الجولة الراهنة من المفاوضات السورية حتى منتصف الشهر المقبل، مؤكدا عدم مناقشة مسألة الرئاسة خلال المحادثات. وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي مساء الخميس "نخطط لأن تستمر هذه الجولة حتى الخامس عشر من كانون الأول/ديسمبر" على أن تتضمن استراحة يمكن للوفود السفر خلالها اعتبارا من السبت على أن تستأنف المحادثات الثلاثاء. وبدأت الجولة الراهنة وهي الثامنة منذ العام 2016، الثلاثاء. ووصفها دي ميستورا بأنها "ليست اعتيادية" منوها بـ"المناخ المهني والجدي" للنقاشات مقارنة مع الجولات السابقة. وفي ما يتعلق بمضمون هذه النقاشات، أكد المبعوث الدولي أن "مسألة الرئاسة لم تناقش" في إشارة إلى مصير الرئيس السوري بشار الأسد الذي تطالب المعارضة بتنحيه مع بدء مرحلة الانتقال السياسي. ولم يدل وفدا الحكومة والمعارضة بأي تصريحات للصحافيين الخميس إثر لقاء دي ميستورا الذي قال "أجرينا اليوم وللمرة الأولى اجتماعات عن قرب ومتوازية بين الطرفين". وأوضح أنه تنقل بشكل مكوكي بين القاعتين "اللتين فصلتهما عن بعضهما خمسة أمتار". وكان المبعوث الدولي يأمل بعقد مفاوضات مباشرة بين الطرفين في هذه الجولة التي تركز بشكل خاص على آليات صياغة دستور وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة. وردا على سؤال حول تعذر ذلك، أجاب "لنكن صريحين، التواصل المباشر هو دائما جيد ولكن الأهم أن نكون قادرين على تبادل الآراء" وهو ما يحصل على حد قوله. وأبدت المعارضة في اليومين الأخيرين استعدادها لمفاوضات مباشرة. وقال رئيس الوفد نصر الحريري لصحافيين الأربعاء "نريد التحرك سريعا نحو مفاوضات مباشرة" مع دمشق. في المقابل، جزم مصدر سوري مطلع على مجريات المفاوضات لوكالة الأنباء الفرنسية أنه "لن تكون هناك من مفاوضات مباشرة مع وفد الرياض"، في إشارة إلى المعارضة، خلال هذه الجولة. وحدد دي ميستورا الأربعاء عددا من الضوابط لضمان سير المحادثات، معتبرا أن "الوقت حان للتركيز على تحقيق تقدم حقيقي في العملية السياسية من أجل الشعب السوري". وحض الموفد الدولي الوفدين على "المشاركة بجدية في المباحثات بدون أي شروط مسبقة"، مطالبا الطرفين بالامتناع عن "الإدلاء بأي تصريحات تهدف إلى الطعن في شرعية أي من المدعوين الآخرين". هل خفضت المعارضة سقف شروطها؟ ووصل الوفد الحكومي إلى جنيف الأربعاء بعد تأخر ليوم واحد احتجاجا على تصريحات لرئيس وفد المعارضة والمشاركين في اجتماع الرياض تمسكت بمطلب تنحي الرئيس السوري. وتتوقع مصادر دبلوماسية في جنيف أن تخفض المعارضة سقف شروطها لإعطاء دفع للمحادثات. لكن قياديين في وفد المعارضة ينفون تعرضهم لأي ضغوط بهذا الصدد. وأكد قيادي في الوفد المعارض لوكالة الأنباء الفرنسية رافضا الكشف عن اسمه، تمسك المعارضة "بتحقيق الانتقال السياسي وفق ما نص عليه بيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة"، معتبرا أن التخلي عن مطلب تنحي الأسد "يعني نهاية المعارضة". ويشارك الوفد الحكومي في هذه الجولة بعد تحقيقه سلسلة انتصارات ميدانية بدعم مباشر من حلفائه خصوصا روسيا، ما يعزز موقعه التفاوضي، بحسب محللين. موسكو ومحاولة الالتفاف على اتفاق جنيف وتتهم المعارضة السورية موسكو بمحاولة "الالتفاف على مسار جنيف" وممارسة الضغوط للتوصل إلى تسوية تستثني مصير الأسد. وقال القيادي المعارض "إذا كان النظام قادرا على الحسم والتوصل بمفرده إلى تسوية سياسية، فلماذا يقبل المجيء إلى جنيف للتفاوض معنا؟". وتبذل قوى دولية عدة جهودا كبرى لإعادة الزخم إلى مفاوضات جنيف، بعدما طغت عليها محادثات أستانة التي أثمرت التوصل إلى اتفاق خفض التوتر في أربع مناطق ما أدى إلى تراجع القتال إلى حد كبير. واتفقت موسكو مع طهران وأنقرة الأسبوع الماضي على تنظيم مؤتمر حوار بين الحكومة والمعارضة السورية في سوتشي في روسيا. وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "فرصة حقيقية" لإنهاء النزاع، في مبادرة أثارت شكوكا حيال توقيتها وخشية غربية من أن تطيح بعملية جنيف. ولم يعلن موعد رسمي لهذا المؤتمر الذي ترفض المعارضة حتى الآن المشاركة فيه، فيما أكدت واشنطن وباريس الاثنين أن مسار جنيف هو المسار "الشرعي الوحيد" لحل النزاع السوري. وتشهد سوريا نزاعا منذ منتصف آذار/مارس 2011 بدأ باحتجاجات سلمية ضد النظام السوري، قبل أن يتم قمعه بالقوة ويتحول إلى حرب مدمرة تسببت بمقتل أكثر من 340 ألف شخص. وخلال سنوات النزاع، تصاعد نفوذ التنظيمات الجهادية على رأسها تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي مني في الأشهر الأخيرة بخسائر بارزة في سوريا على أيدي القوات الحكومية المدعومة من روسيا وإيران، وكذلك على أيدي قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن. وأعلن التحالف الدولي بقيادة أمريكية الخميس أن أكثر من 400 مقاتل من قوات مشاة البحرية الأمريكية سيعودون قريبا إلى بلادهم بعد دعمهم قوات سوريا الديمقراطية في طرد التنظيم من الرقة (شمال) التي كانت تعد معقله الأبرز في سوريا.   فرانس 24 / أ ف ب نشرت في : 01/12/2017

مشاركة :