لم يستطع خطيب أحد المساجد في جدة خلال خطبة الجمعة، اليوم، أن يكمل العديد من فقرات الخطبة، حيث غلبته العَبْرة ودموع البكاء، تضامنا مع أهل القرآن وحفظة كتاب الله، حيث خصّص خطبته عنهم، وقال في حقهم خطبة لافتة للانتباه حقا. واهتم خطيب ذلك المسجد، بحسب شهود عيان، بتلك الخطبة تحديدا، حيث كرّم المسؤولين والمشرفين عن المسجد ومركز تحفيظ القرآن الصباحي فيه، 22 حافظا في ريعان العمر، تم تكريمهم ضمن 1000 حافظ على مستوى محافظة جدة، مؤخرا، ضمن الحفل السنوي لجمعية تحفيظ القرآن بجدة (خيركم). ما لفت انتباه المصلين وجعلهم يحرصون على إكمال لحظة التكريم بعد انقضاء صلاة الجمعة، أن إمام المسجد أكد أن جميع الحافظين وأساتذتهم في ذلك المركز الصباحي، ليسوا عربا، ولا يجيد أغلبهم قول جملة عربية كاملة، "لكنهم يجيدون تلاوة القرآن بكل بلاغة وفصاحة". ولعل هذا ما جعل خطيب الجمعة يبكي أكثر من مرة خلال خطبته، وهو يتأثر بوجود أعاجم في هذه البلاد ينالون من خير القرآن، حتى يكونوا من "خيركم" فيعلموه لمن يحتاجونه في بلادهم، وهذا هو دور جمعيات تحفيظ القرآن (طالع: هل يتم استثناء الوافدين بجمعيات تحفيظ القرآن من "وطن بلا مخالف"؟).
مشاركة :