غدا، يفترض أن يطوي مجلس الأمة صفحة سوداء من تاريخ الكويت ألقت بظلالها على مختلف قطاعات الحياة العامة رغم أن عنوانها... رياضي. غدا، يوم فاصل بين عودة الروح إلى الرياضة الكويتية، والفرحة إلى قلوب أهل الكويت، والأمل بحضور العلم الكويتي والكرة الكويتية في مختلف ميادين المنافسات الدولية... وبين استمرار الأذية التي استمرأ البعض ممارستها، ومتابعة الطعنات في جسد الكويت التي تعود معروفون تسديدها، ومواصلة التحريض وشل الحياة الرياضية لأهداف محض شخصية وسلطوية. غدا، إما ان تنتصر ارادة الأمة فيعود الأمل وتضيء البسمة همة رياضيي وشباب الكويت، وإما ان ينجح «المخربون» في ابقاء العزل الدولي للكويت بحجج واهية. غدا إما ان يتضح ما اذا كان ممثلو الشعب الذين وصلوا الى مناصبهم عبر انتخابات حرة جديرين بثقة الناس أو انهم للأسف الشديد مجرد أدوات تنفذ مآرب جهات مكشوفة يطلق عليها أهل الكويت اسم «الإسطبل»... وغدا ستتم غربلة المواقف في حسابات الناخبين لتبيان الخيط الابيض من الاسود ومعرفة مَن مِن النواب يحب الكويت وأهل الكويت ويعمل على احترام رغبة سمو الأمير فيصوت مع القانون الذي سيرفع العزل الدولي عن الرياضة ويحقق مطالب ومعايير الاتحاد الدولي لكرة القدم. قصة التوقيف الدولي انكشفت منذ زمن طويل. بعض الكويتيين الذين سيطروا على ملف الرياضة وحولوه الى مزرعة، أنكروا خير الكويت عليهم وحرضوا الهيئات الدولية على توقيف النشاط بحجج قانونية وتقنية وادارية كي يخربوا من جهة ويبقوا ممسكين بالملف من جهة اخرى. وكلما كانت الكويت تتحرك لوقف العزل كلما أظهرت الهيئات الدولية كتبا جديدة صادرة من هؤلاء «المخربين»- المستفيدين للأسف من مناصبهم- تحرض على وقف النشاط. موضوع الرياضة وشيخها المحرض الذي لم تعد اساليبه تنطلي على أحد من أهل الكويت، يفتح الباب أمام تساؤل أساسي: لماذا تتأخر المحاسبة عندنا حتى يعم الخراب فندفع الثمن مرتين؟ هذا السؤال يأخذنا الى اسئلة اخرى. كيف سمح لهذه المجموعة التي أضرت بالرياضة الكويتية ان تنتقل من خلال «صبيانها» ومنابرهم و«شبيحتها» في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المرتزقة في مجالات الاعلام والسياسة الى الاضرار بسمعة الكويتيين من دون مساءلة؟ كيف فبركت هذه المجموعة الشرائط وزورت الحقائق وتعرضت لشخصيات وطنية ولرجال القضاء وشوهت ذمم الناس وطعنت في الظهر وضربت تحت الأحزمة ثم تركت دون حساب... فيما هناك من يدفع الثمن من شبابه ورزقه وحريته لأسباب اقل من ذلك بكثير بل لا تصل الى ما نسبته واحد في المئة من جرائم هذه المجموعة؟ وهنا لا بد من الاعتراف بأن الملامة تقع على السلطات التي تقاعست عن محاسبة من شل الرياضة الكويتية منذ البداية، وعن معاقبة من اعتبر الرياضة في الكويت جسرا يعبر منه الى طموحاته السلطوية وموقعا يتيح له «تظبيط» نفوذه في الهيئات الرياضية الدولية، فهذه المحاسبة لو تمت منذ زمن طويل لما وصل الحال الى السوء الذي نحن فيه اليوم،ولما بدأت الهيئات الدولية اليوم التنقيب في هذه «التظبيطات» تمهيدا لاتخاذ اجراءات كان يجب أن تؤخذ هنا منذ البداية. نسرد ذلك لنقول ان الالتزام بالقوانين هو الحصن الذي يعيد الحقوق ويشكل الوقود النظيف لمسيرة المؤسسات. ونحن اليوم امام امتحان الرياضة، وامام امتحان القانون كي نبدأ بازالة آثار كل هذا الفساد الذي لوث المناخ الاعلامي والسياسي والاخلاقي واعادة الاعتبار للدولة والمؤسسات. ويا أهل الكويت، جميعكم على اختلاف رؤاكم مطالبون بالضغط على نوابكم لكي يحكموا ضمائرهم غدا وينتصروا لقانون الرياضة. فهناك من يرغب في تخريب الجلسة، وهناك من بدأ اطلاق الإشاعات، وهناك من سيربط بين عدم حضوره جلسة الرياضة بعدم حصول جلسة خاصة لبحث أمر سياسي وجنائي ينظر فيه القضاء، وهناك من سيعتبر رفع العقوبات عن الرياضة كسبا لفريق دون آخر بينما الكويت هي الرابح الأول والأخير... راقبوا كيف سيتصرف مَن انتخبتموهم لتعرفوا مَن أدى أمانة القسم لمصلحة الكويت وأهلها ومن سيسعى الى التخريب خدمة لمن أمده بكل الأدوات ليكون... أداة. «الراي»
مشاركة :