الرياض، صنعاء - وكالات - أعلنت قيادة قوات تحالف إعادة الشرعية في اليمن، اعتراض صاروخ بالستي استهدف مدينة خميس مشيط جنوبي السعودية وتدميره، وهو ثاني صاروخ من هذا النوع تطلقه الميليشيات نحو المملكة في أقل من شهر، فيما تحدث تقرير أممي عن أدلة تشير إلى أن صواريخ الانقلابيين إيرانية الصنع. وقال الناطق الرسمي لقوات التحالف تركي المالكي، إن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي رصدت (ليل أول من أمس) انطلاق صاروخ بالستي من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أراضي المملكة، موضحاً أن«الصاروخ أطلق باتجاه مدينة خميس مشيط، الواقعة جنوب المملكة، وتم اعتراضه وتدميره من دون وقوع أي خسائر». وأضاف أن «السيطرة على الأسلحة البالستية من قبل المنظمات الإرهابية، ومنها الميليشيات الحوثية المسلحة يمثل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي وأن اطلاقها باتجاه المدن الآهلة بالسكان يعد مخالفا للقانون الدولي الإنساني». وأكد أن «استمرار الميليشيات في استهداف المدن بالصواريخ البالستية أكبر دليل على استمرار تهريب الأسلحة إلى الداخل اليمني بكل الطرق والوسائل المخالفة للقرار 2216». وكانت الميليشيات الحوثية، استهدفت في الرابع من نوفمبر الماضي، الرياض، بصاروخ بالستي نجحت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي باعتراضه وتدميره. إلى ذلك، أشار تقرير سري أعده مراقبو العقوبات في الأمم المتحدة إلى أن بقايا 4 صواريخ بالستية أطلقها الحوثيون على السعودية هذا العام «تبدو من تصميم وتصنيع إيران». وذكرت هيئة مراقبي الأمم المتحدة المستقلة، في تقرير مؤرخ بتاريخ 24 نوفمبر،إنه «ليس لديها حتى الآن دليل يؤكد هوية الوسيط أو المورد» الذي وفّر الصواريخ المرجح أنها أرسلت للحوثيين في انتهاك لحظر مستهدف على السلاح فرضته المنظمة الدولية في أبريل 2015. وجاء في التقرير أن«المراقبين تفقدوا قاعدتين عسكريتين سعوديتين لرؤية بقايا الصواريخ التي جمعتها السلطات بعد الهجمات على المملكة في 19 مايو و22 يونيو و26 يوليو و4 نوفمبر» من هذا العام، كما تفقد المراقبون «4 نقاط ارتطام» خلفها هجوم 4 نوفمبر وتم رصد بقايا أخرى للصواريخ فيها. وكتب المراقبون: «خصائص التصميم وأبعاد المكونات التي فحصتها الهيئة تتفق مع الخصائص والأبعاد التي تم الإبلاغ عنها بالنسبة للصاروخ (قيام 1) الإيراني التصميم والتصنيع». ويبلغ مدى الصاروخ «قيام 1» نحو 500 ميل، ويمكنه حمل رأس حربي بوزن 1400 رطل وفقا لمنظمة «غلوبال سكيوريتي أورغ». في غضون ذلك، أعلنت السعودية أنها ضبطت آلاف الأسلحة واعتقلت مئات المهربين الذين يعبرون بشكل غير قانوني من اليمن في السنة الماضية، مضيفة أن «عملاء أجانب يسعون إلى شن هجمات» في المملكة. وأشارت أرقام حرس الحدود لفترة ما بين اكتوبر 2016 وسبتمبر 2017، والتي نشرتها وزارة الداخلية، إلى ضبط أكثر من 3500 قطعة سلاح وذخائر، ومعظم الاسلحة ضبطت على الحدود السعودية - اليمنية»، واعتقلت 4656 مشتبهاً فيهم عند الحدود لمحاولة التهريب، «أكثر من نصفهم» من اليمن. من ناحية ثانية، أعلن التحالف أنه تم، وبالتنسيق مع الحكومة اليمنية الشرعية «تشغيل مطار الغيظة في محافظة المهرة لاستقبال الطائرات التي تحمل مساعدات إغاثية وإنسانية». وأكد وصول أولى طائرات القوات الجوية الملكية السعودية، محملة بـ 5 آلاف سلة غذائية مقدمة من«مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية». على صعيد آخر، أفادت مصادر قبلية في محافظة عمران، شمال صنعاء، أمس، أن عدداً من كبار المشايخ في المحافظة دعوا إلى اجتماع قبلي لمناقشة مواجهة تصعيد ميليشيات الحوثيين ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، «في ضوء تعليمات صدرت من صالح باستنفار كل أعضاء حزبه (المؤتمر الشعبي العام) والقبائل ورجال الجيش والشرطة الموالين له». وكشفت مصادر مقربة من حزب «المؤتمر» عن «ضغوط على صالح لدعوة كافة فئات الشعب اليمني للخروج ومواجهة الحوثيين لإنقاذ الجمهورية». وتوزاياً مع التحشيد السياسي والعسكري من طرفي الانقلاب في صنعاء، تحركت لجنة وساطة مشتركة سعياً إلى إعادة فتح الشوارع أو رفع النقاط والحواجز التي نصبها الطرفان، لكنها الجهود باءت بالفشل، حسب المصادر. وليل أول من أمس، فرض الحوثيون حصاراً على منزل وزير داخلية الانقلابيين هشام شرف، المحسوب على صالح، واعتقلوا عدداً من أفراد حراسته، واستولوا على أسلحتهم بالقوة. وأفاد شهود عيان أن مواجهات دارت بين مسلحي الحوثيين وقوات صالح في محيط مقر اللجنة الدائمة لحزب «المؤتمر»، وبعد توقفها قام الحوثيون بفرض طوق حصار شامل على منطقة سكن وزير الخارجية، ثم مدّوا الحصار إلى الشوارع الجانبية المؤدية إليها، ومنعوا المدنيين المرتادين للشارع من الدخول أو الخروج، كما نشروا عدداً من العربات المدرعة في المداخل، وأعاقوا تحركات المواطنين من وإلى المنطقة. وكانت المواجهات التي اندلعت بين طرفي الانقلاب أسفرت عن مقتل 3 وإصابة 3 آخرين من حراسة منزل العميد طارق محمد عبد الله صالح، نجل شقيق صالح، في الحي السياسي، جنوب صنعاء، والتي شهدت، أول من أمس، احتشاد عشرات الآلاف من مؤيدي الطرفين في أرجاء العاصمة.
مشاركة :