أوضحت وزارة البيئة والمياه والزراعة أن الادعاءات التي ظهرت مؤخرًا عن وجود أجهزة أو مركبات للقضاء على سوسة النخيل تمت تجربتها سابقًا، ولم تثبت فاعليتها، أو قد تسبب خطورة على العاملين. وأكدت وزارة البيئة والمياه والزراعة سعيها الحثيث للقضاء على سوسة النخيل الحمراء التي تعتبر إحدى مهددات صناعة التمور في المملكة العربية السعودية. وبينت الوزارة أن لديها العديد من مراكز الأبحاث المنتشرة في السعودية، والمختصة ببحث كل ما يتعلق بالزراعة في السعودية، إضافة إلى وجود مركز النخيل والتمور في الأحساء والقطيف الذي يختص ضمن نطاق عمله بمكافحة سوسة النخيل الحمراء، علاوة على وجود برنامج وطني لمكافحة السوسة في ٢٠ مدينة ومحافظة في السعودية، من ضمنها منطقة القصيم التي تُعتبر قصة نجاح. وأضافت: بعد أن كانت المنطقة في طور انتشار للسوسة أصبحت مع الجهود التي بذلتها الوزارة، وبجهود المواطنين والشركات، وبمتابعة من أمير المنطقة، في انحسار، وبإذن الله تتوج الجهود بالسيطرة الكاملة. اختراع يوسف بندقجي من جانبه، كشف المدير العام للإدارة العامة لشؤون الزراعة في منطقة القصيم، المهندس سلمان الصوينع، أن وزارة البيئة والمياه والزراعة دعت يوسف بندقجي إلى تجربة حية للمبيد الذي أُعلن أنه ناجح في القضاء على سوسة النخيل الحمراء، وتمت التجربة بحضور عدد من المهندسين ورئيس برنامج سوسة النخيل الحمراء في منطقة القصيم المهندس محمد الدريبي. وقال: اتضح من التجربة التي تمت بتاريخ 6/ 6/ 1438هـ عدم فاعلية المبيد العضوي أثناء التجربة، وكتب بذلك تقرير بتوقيعه. وقال الصوينع إن نتائج التشريح للنخيل بعد حقنها ورشها بالمبيد العضوي في منطقة الغماس بالقصيم أوضحت وجود حشرتين حيتين و13 يرقة حية، إضافة إلى يرقتين ميتتين. وأوضحت التجربة الثانية على نخلة أخرى مصابة وجود حشرة ميتة، وعذراوين ميتتين، إضافة إلى 15 يرقة حية، و12 يرقة أخرى ميتة. تجربة ابتسام العمرو وفيما يتعلق بتجربة ابتسام العمرو القضاء على سوسة النخيل الحمراء باستخدام موجات المايكروويف أوضح نائب المدير العام للمركز الوطني لمركز النخيل والتمور، الدكتور يوسف الفهيد، أن الجهاز هو نموذج مبسط لفكرة مبدئية، هي استعمال أشعة فوق صوتية للكشف عن السوسة، وأشعة ميكروويف لقتل السوسة. ورأى الدكتور الفهيد أن الكلام حول هذه الفكرة مبالغ فيه لأسباب عدة، أولها أنه قد تم تجربة الفكرة ذاتها قبل ٥ سنوات في منطقة الخرج، وأثبتت التجربة عدم نجاح استخدام موجات المايكروويف كما في الجهاز الموضَّحة صورته. وإضافة إلى ذلك فإن الفكرة البحثية لابتسام العمرو نجحت معمليًّا، ولم يتم تجربتها حقليًّا. وتابع: أما السبب الثاني فإن من المحتمل وجود خطورة للموجات على العاملين. وثالثًا يحتاج مثل هذا المخترع إلى توافر كهرباء في الموقع. ورابعًا يُعتبر الوقت المستغرق للتنفيذ طويلاً مقارنة مع الطرق التقليدية في الكشف والعلاج. وخامسًا تعتبر تكلفة التنفيذ عالية جدًّا، وغير مجدية التنفيذ بالنظر إلى اتساع الرقعة التي ينتشر فيها النخيل المصاب. وبيَّن الفهيد في الوقت ذاته أن الوزارة ترحب دائمًا بكل المبتكرين والساعين للقضاء على سوسة النخيل في السعودية، وكل ما يتعلق بالآفات الزراعية بالسعودية، وتدعوهم للتجارب الحقلية في مراكز أبحاث الزراعة المنتشرة في السعودية. وفي سياق مكافحة السوسة الحمراء أوضح الفهيد أيضًا أن الوزارة أدرجت ضمن مبادرات التحول الوطني٢٠٢٠ مبادرة الوقاية من سوسة النخيل الحمراء ومكافحتها، مشيرًا إلى أن المبادرة التي بدأت نهاية عام ٢٠١٦ تسعى إلى الحد من انتشار السوسة، ومحاولة السيطرة عليها في الحدود التي لا تشكل أضرارًا اقتصادية على المزارع والدولة، أو البيئة. وأشار الفهيد إلى أن المبادرة أيضًا ينطلق منها مشاريع عدة، تشمل إجراء الأبحاث والدراسات لتطوير ومواكبة كل جديد بخصوص عناصر الوقاية والمكافحة للسوسة، ويشمل ذلك الكشف المبكر، والفحص والعلاج والإزالة، إضافة إلى تدريب العاملين، ورفع كفاءة العمل للطاقم الإداري والفني، وإدخال التقنية الحديثة لرصد البيانات وتحليلها، والتعامل معها من قبل أصحاب القرار باستعمال تقنيه نظام GIS، إلى جانب تطبيق تشريعات الحظر الزراعي على نقل وتداول فسائل ونقايل النخيل، ورفع الوعي الوطني بخصوص السوسة، وأنها تشكل مشكلة وطنية من خلال وسائل التواصل والإعلام المرئي والمسموع، علاوة على زيادة التوعية والإرشاد للمزارعين وأصحاب العلاقة.
مشاركة :