"رجل نزيه" يحارب الفساد المستشري في إيران

  • 12/2/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - يقول المخرج الإيراني محمد رسولوف العالق في بلاده في مقابلة عبر الإنترنت إن "الفساد واقع يومي" في إيران ويطبع المجتمع برمته، وهو يتناول هذه المشكلة في فيلمه الاخير "رجل نزيه". في هذا الفيلم الطويل الذي يخرج الأربعاء إلى صالات العرض الفرنسية، يروي المخرج قصة رضا، وهو رجل يعيش حياة بسيطة ويحاول محاربة الفساد في شركة خاصة تدفع سكان بلدة الى بيع ممتلكاتهم. ويقول المخرج في اتصال عبر "سكايب" "الفساد يخترق كل الطبقات الاجتماعية" في إيران. وهو بات الآن غير قادر على مغادرة بلده، فقد صادرت السلطات الإيرانية جواز سفره منتصف أيلول/سبتمبر أثناء عودته من مهرجان تيلورايد الأميركي حيث عرض فيلمه الجديد. ولذا عجز المخرج عن التوجّه إلى فرنسا للترويج لفيلمه كما كان مقررا. وهو يرى أن "الفساد واقع يومي" في بلده، يخترق المجتمع "من أدنى السلّم الاجتماعي إلى قمة هرم السلطة". ويتوافق كلام المخرج مع بيانات منظمة الشفافية الدولية التي تعطي إيران درجة 29 من مئة، أي ما يدلّ على فساد كبير. وهذا الواقع هو ما أراد المخرج تصويره في فيلمه الجديد، وقد سبق أن تناول في أعمال اخرى ملامح خفيّة من المجتمع الإيراني. دعاية ضد النظام وبرأي المخرج فإن الإيرانيين ملّوا من هذا الواقع، وهم يريدون أن يخرجوا منه ولكن لا يستطيعون، لأن الفساد أصبح نظاما قائما. ويقول "هذا النظام يجبركم على أن تكونوا فاسدين حتى وإن كان الفساد بغيضا في نظر المحيطين بي". ويضيف "الناس يتحوّلون إلى قامعين ومقموعين في آن واحد". يتصدّى بطل الفيلم رضا لمصالح شركة نافذة لديها أطماع في أرضه، ويلقى في معركته مساندة زوجته في المراحل الأولى ويتشبّث بمبادئه، لكن الأبواب تُغلق في وجهه واحدا تلو الآخر فتتغيّر أحواله. في أيار/مايو عُرض الفيلم في مهرجان كان، وفاز بجائزة فئة "نظرة ما"، لكن الفيلم محجوب عن الجمهور الإيراني، و"ليس من المتوقّع أن يعرض في إيران فيما أنا أنتظر المحاكمة". ويواجه رسولي اتهامات قد تصل عقوبتها إلى السجن ست سنوات، وهي القيام بـ"نشاطات تهدد الامن القومي" و"الدعاية ضد النظام". ويعلّق المخرج "المجتمع الإيراني فقد مثقّفيه بين من دخلوا السجن أو أجبروا على الصمت أو غادروا البلاد". وفي العام 2011، حكم على المخرج بالسجن سنة بعد إدانته بتهمة القيام بـ"نشاطات تهدد الامن القومي" و"الدعاية" ضد النظام في حين حكم على السينمائي جعفر بناهي بالسجن ست سنوات بناء على التهم نفسها. وكان الحكم على الرجلين أثار موجة إدانة في الغرب. ويقول رسولوف "أنا في حالة ضبابية، لا أعرف ما سيجري، لكنني لا استسلم" مؤكدا أنه يعمل على أفكار جديدة. وأطلقت شركة الإنتاج "إيه آر بي" بيانا للتوقيع على موقع "تشاينج.أورغ" للمطالبة بمنحه حقّه في العمل وحرية الحركة. ويعلّق على الحملات الداعمة له "لولا الدعم من الخارج لكان حالي أسوأ..شعوري بأن الناس لم ينسوني وأن فيلمي يُعرض، هذا ما ينقذني".

مشاركة :