باريس - دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت العراق إلى تفكيك كل الفصائل المسلحة بما فيها قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء كردستان العراق نيجيرفان برزاني "من الضروري تطبيق نزع سلاح تدريجي خاصة من قوات الحشد الشعبي التي رسخت وضعها في السنوات القليلة الماضية في العراق، وتفكيك كل الفصائل المسلحة تدريجيا". ودعا ماكرون إلى حوار في العراق بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان في إطار الدستور العراقي. وأضاف ماكرون في المؤتمر الصحفي بعد اجتماعه برئيس وزراء كردستان في باريس أنه مقتنع بأن إجراء "حوار بناء" قد يؤدي إلى رفع القيود المفروضة على المنطقة الكردية. وفي وقت سابق من السبت، أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق في بيان، أن نيجيرفان وصل الجمعة إلى باريس، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الفرنسي، على رأس وفد رفيع المستوى من الإقليم يضم قوباد طالباني نائب رئيس الوزراء، وفؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم، وسفين دزيي المتحدث الرسمي باسم حكومة الإقليم. ويأتي هذا اللقاء فيما تستمر الأزمة بين أربيل، كبرى مدن كردستان العراق وبغداد، بعد شهرين على استفتاء الاستقلال الذي نظمته السلطات الكردية. وبعد الاستفتاء الذي كانت تعارضه بشدة، استعادت الحكومة المركزية من المقاتلين الأكراد جميع المناطق المتنازع عليها تقريبا، وبينها محافظة كركوك النفطية. وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل، عقب إجراء إقليم كدرستان العراق، استفتاء الانفصال في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، الذي تؤكد الحكومة العراقية "عدم دستوريته" وتشترط إلغاء نتائجه لبدء حوار مع الإقليم. وفرضت بغداد إجراءات عقابية على الإقليم من بينها حظر الرحلات الجوية الدولية من وإلى الإقليم. وخسر الإقليم غالبية الأراضي التي سيطرت عليها قوات البشمركة الكردية منذ العام 2003، وخصوصا محافظة كركوك الغنية بالنفط، خلال أيام فقط ومن دون مواجهات عسكرية تذكر مع القوات الاتحادية المركزية. وكان ماكرون دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي استقبله في الاليزيه في 29 تشرين الأول/أكتوبر، إلى "التحاور" مع الأكراد "على أن يأخذ في الاعتبار" حقوقهم "ضمن إطار وحدة العراق".
مشاركة :