دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس السبت العراق إلى حل كل الفصائل المسلحة بما فيها قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران في طلب علني نادر من نوعه من قائد غربي بارز. وسلطت دعوة ماكرون التي جاءت بعد اجتماع مع زعماء أكراد عراقيين في باريس الضوء على التوازن الصعب الذي يتعين على بغداد تحقيقه بين حلفائها في الحرب على تنظيم داعش وإيران والدول الغربية إذ لا تتفق رؤى تلك الأطراف. وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك مع زعماء في كردستان العراق “من الضروري تطبيق نزع سلاح تدريجي خاصة من قوات الحشد الشعبي التي رسخت وضعها في السنوات القليلة الماضية في العراق، وتفكيك كل الفصائل المسلحة تدريجيا”. وتتهم السلطات الكردية قوات الحشد الشعبي، بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق بحق الأكراد في مناطق مختلطة عرقيا. ويعتبر نزع سلاح قوات الحشد الشعبي أصعب اختبار للعبادي فيما توشك قواته على إعلان النصر على تنظيم داعش. وفي بغداد أصدر مكتب العبادي بيانا فيما بعد قال فيه إن العبادي تلقى السبت اتصالا هاتفيا من ماكرون. وقال البيان إن “ماكرون جدد تأكيده على ثبات موقف بلاده من وحدة العراق وسلامة أراضيه ودعمه لبسط السلطة الاتحادية على كامل الأراضي والحدود العراقية”.ولم يذكر البيان دعوة ماكرون لحل الفصائل المسلحة. ودعا ماكرون مجددا إلى حوار في العراق بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان في إطار الدستور العراقي وأضاف أنه مقتنع بأن إجراء “حوار بناء” قد يؤدي إلى رفع القيود المفروضة على المنطقة الكردية. وقال رئيس حكومة إقليم كردستان اليوم السبت إنه يرى أن فرنسا تلعب دورا لإنهاء النزاع مع بغداد وإن حكومته تحترم حكما صدر في العشرين من نوفمبر تشرين الثاني من المحكمة الاتحادية العليا بأن الاستفتاء غير دستوري ونتائجه ملغاة. ونقلت محطة روداو ومقرها أربيل عن برزاني قوله “فيما يخص الاستفتاء، نحن في مرحلة جديدة، وهذه المسألة انتهت وقد أوضحنا موقفنا في حكومة إقليم كردستان”. ودعا ماكرون إلى تطبيق تأجل لفترة طويلة للمادة 140 من الدستور العراقي لتسوية النزاعات على المناطق بين بغداد وكردستان.
مشاركة :