روما، واشنطن - أ ف ب - دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، أمس، سلطات البلاد التي تمزقها الحرب إلى انتهاز فرصة تراجع «التدخل الدولي» للإعداد لانتخابات العام المقبل. وأعرب سلامة عن أمله بأن يتم توفير الظروف الملائمة لإجراء انتخابات وطنية «خلال أشهر عدة»، داعياً الليبيين إلى «انتهاز فرصة تحول الاهتمام إلى اتجاه آخر» للعمل معا من دون تدخل خارجي. وقال في مؤتمر صحافي في روما لمناقشة التحديات التي تواجهها منطقة المتوسط، أمس، «أشعر بأن هناك كثيراً من التدخل في القضية الليبية عبر السلاح والمال وغيرها لكن المؤشرات تدل على أنه لا يتم بالمستوى نفسه». وأوضح أن «الدعم الذي يتلقاه اللاعبون المختلفون (من الخارج) قد تراجع»، مؤكداً أن «هناك تراجعاً في التدخل الدولي وعلى الليبيين العمل معا لبناء مؤسسات ثابتة». في موازاة ذلك، دعا وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون أثناء استقباله رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، «كل الأطراف الليبية إلى المشاركة بطريقة بناءة» في وساطة منظمة الأمم المتحدة. وذكرت وزارة الخارجية في بيان، أول من أمس، أن تيلرسون «جدد تأكيد دعم الولايات المتحدة الكامل للسراج ولحكومة الوفاق الوطني واتفاق الانتقال السياسي». وأضاف البيان أن المسؤولين أشارا إلى «ضرورة دعم الأطراف الليبية والدولية لخطة العمل» التي قدمها سلامة من أجل «إحراز تقدم في عملية المصالحة الوطنية ووضع الأسس لتتمكن ليبيا من تنظيم انتخابات وطنية ناجحة»، فيما طلب تيلرسون من كل الأطراف دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة «للمساعدة في التفاوض على تعديلات» هذا الاتفاق. ولفت إلى أن «أي محاولة للتشويش على العملية السياسية بإشراف الأمم المتحدة أو لفرض حل عسكري للنزاع، ليس من شأنها سوى زعزعة استقرار ليبيا»، ما سيوفر مساحات جديدة للجماعات المتطرفة من بينها تنظيم «داعش لتهديد الولايات المتحدة وحلفائنا». كما استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض السراج الذي يواجه صعوبات في بسط سلطة حكومته على مناطق شاسعة من ليبيا التي مزقها الانقسام بين سلطات سياسية متصارعة منذ سقوط نظام معمر القذافي العام 2011. وكان سلامة قدم في 20 سبتمبر الماضي، خريطة طريق جديدة لحل الأزمة في ليبيا، تنص على طرح دستور جديد على الاستفتاء تمهيداً لتنظيم انتخابات. وتعتبر الخارجية الأميركية أن اتفاق الانتقال السياسي الموقع في نهاية العام 2015 في المغرب برعاية الأمم المتحدة والذي شكلت بموجبه حكومة الوفاق الوطني «ما زال الإطار الصالح الوحيد للحل السياسي».
مشاركة :