حذرت الرئاسة الفلسطينية وجامعة الدول العربية أمس من الأثر المدمر لأي خطوة تحرم الفلسطينيين من حقهم في أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم، حيث أكد الفلسطينيون أن العالم كله سيدفع ثمن أي حماقة تستهدف القدس الشريف. وأعلن مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية محمود الهباش، أن القيادة الفلسطينية ستكون في حل من كل شيء في حال اعترفت أميركا بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال الهباش، في كلمة له نيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «إن أي تغيير في الواقع السياسي المتعلق بالقدس، يعني أنه لن تكون هناك عملية تسوية وعملية سلام والشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية ستكون في حل من كل شيء». وأضاف الهباش «إن العالم كله سيدفع ثمن أي حماقة تستهدف القدس الشريف»، لافتاً إلى أن عباس بدأ اتصالاته من أجل قضية القدس التي تعتبر أهم القضايا فلسطينياً ودولياً. وتابع أن الدول العربية تقف معنا بموقف واحد لا سلام من دون فلسطين ولا تسوية من دون فلسطين. وفي السياق ذاته، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، عن قلقه العميق إزاء ما يتردد عن اعتزام الإدارة الأميركية نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل. وقال أبو الغيط عقب وصوله إلى القاهرة عائداً من روما، ورداً على سؤال حول الموضوع: إن الجامعة العربية تتابع المسألة بكل تفاصيلها الدقيقة لأنها - إن حدثت - ستكون لها انعكاسات بالغة الأهمية ليس فقط على الوضع السياسي، ولكن أيضاً على مستوى الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وأضاف، إنه من المؤسف أن يصر البعض على محاولة إنجاز هذه الخطوة دون أدنى انتباه لما تحمله من مخاطر كبيرة على استقرار الشرق الأوسط وكذلك في العالم ككل. تحذير من جهتها حذرت حركة «حماس» الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل داعياً إلى تأجيج «انتفاضة القدس كي لا تمر هذه المؤامرة»، في حين يُرتقب صدور قرار الإدارة الأميركية بشأن تمديد تعليق قرار نقل سفارتها إلى القدس أو لا. وذكرت في بيان «إننا نحذر من هذا القرار، وندعو أبناء شعبنا الفلسطيني إلى الوقوف سداً منيعاً وسوراً عالياً في وجه هذا القرار الغاشم، وتأجيج انتفاضة القدس كي لا تمر هذه المؤامرة». وأوضح البيان «أنه في ظل ما يتم تداوله في وسائل الإعلام حول نية الرئيس ترامب الإعلان عن مدينة القدس عاصمة موحدة وأبدية لدولة الاحتلال، فإننا في الحركة نحذر من مغبة مثل هذا القرار والذي يمثل اعتداءً صارخاً من قبل الولايات المتحدة الأميركية على المدينة، ومنحاً لدولة الكيان شرعية على مدينة القدس، وغطاءً للاستمرار في جرائم تهويد المدينة وطرد الفلسطينيين، وهذه الخطوة تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي باعتبار القدس أراضي محتلة». وكان نائب الرئيس الأميركي مايك بنس قال قبل أيام إن ترامب «يفكر فعلاً» بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وينتظر أن يتخذ القرار بحلول يوم غد الاثنين. مواجهات إلى ذلك، أكدت مصادر فلسطينية إصابة العشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع أَثناء المواجهات التي جرت مع الاحتلال عقب تشييع الشهيد محمود زعل عودة، لافتةً إلى أن قوات كبيرة تتواجد في مدخل البلدة الشرقي، وأن مواجهات عنيفة جرت في المنطقة، حيث أطلق جيش الاحتلال القنابل الصوتية والغازية المسيلة للدموع والرصاص الحي. وأضافت المصادر، أن قوات الاحتلال استهدفت منازل فلسطينيين بالمنطقة الشرقية، وأصيب عدد منهم بينهم أطفال بالاختناق، وجرى إسعافهم ميدانياً، مشيرةً إلى أن قوات الاحتلال هددت بلدية قصرة بإغلاق المدخل الشرقي للبلدة بالمكعبات الأسمنتية في حال استمرار المواجهات.
مشاركة :