أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أنه يتابع الأوضاع على الساحة اليمنية. وأكد في بيان نقلته «وكالة الأنباء السعودية» وقوف التحالف بكل قدراته في المجالات كافة مع مصالح الشعب اليمني، «للحفاظ على أرضه وهويته ووحدته ونسيجه الاجتماعي في إطار الأمن العربي والإقليمي والدولي». وقال، تعليقاً على احتدام المعارك في صنعاء بين قوات حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وميليشيات الحوثي: «هذه المرحلة من تاريخ اليمن تتطلب التفاف الشرفاء من أبناء اليمن في هذه الانتفاضة المباركة على اختلاف انتماءاتهم الحزبية والقبلية، بمن فيهم أبناء حزب المؤتمر والأحزاب الأخرى وقياداتها الشرفاء للتخلص من الميليشيات التابعة لإيران». وكان اليمنيون استيقظوا أمس على يوم جديد «تغمره بشائر الحرية والانعتاق من سطوة واستبداد وبطش جماعة الحوثي» في صنعاء والمحافظات والمناطق الواقعة تحت سيطرتهم منذ أكثر من ثلاث سنوات، بعدما تمكنت قوات الحرس الجمهوري والقبائل الحليفة لحزب المؤتمر، إضافة إلى آلاف اليمنيين المناوئين للحركة الحوثية، من بسط السيطرة على أهم الأحياء والشوارع الرئيسة للعاصمة وغالبية النقاط الأمنية والمعسكرات ومباني المؤسسات الحكومية، بعد اشتباكات عنيفة ودامية اندلعت في ساعات الفجر الأولى من أمس في الحي السياسي وشارع الجزائر، بمحاولة الميليشيات الحوثية معززة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بما فيها الدبابات اقتحام الحي الذي يقطنه أقارب الرئيس السابق للوصول إلى منزل العميد طارق محمد عبدالله صالح (ابن شقيق صالح) قائد الحرس الخاص، وقائد القوات التابعة لحزب المؤتمر. غير أن قوات علي صالح تصدت للميليشيات بهجمات نفذتها كتائب التدخل السريع ومن ثم قوات الحرس الجمهوري والقبائل المسلحة التي كانت قدمت إلى صنعاء على خلفية حوادث جامع الصالح في صنعاء الأربعاء. وخلال ساعات، كانت قوات علي صالح سيطرت على معظم مواقع وأسلحة الميليشيات، وأسرت المئات من عناصرها، في حين سقط مئات القتلى والجرحى معظمهم من صفوف الميليشيات. وكانت جماعة الحوثي خرقت هدنة التهدئة مع علي صالح والمؤتمر الشعبي التي توصل إليها وسطاء من شيوخ القبائل فجر الجمعة الماضي، واتخذت قرار تصفية الرئيس السابق وأقاربه والقيادات البارزة والمؤثرة في حزبه. ووفق قيادات في المؤتمر، أرادت الجماعة تنفيذ قرارها تحت ستار التهدئة وغطاء الوساطة القبلية، غير أن قوات الحرس والجيش بقيادة العميد طارق صالح تصدت لها. وحمّل الرئيس السابق في كلمة بثتها قناة «اليمن اليوم» ظهر أمس، جماعة الحوثي مسؤولية الوصول باليمن إلى حالته، وأكد أن الشعب اليمني انتفض على هذه الميليشيات التي مارست خلال ثلاث سنوات كل أشكال الظلم والقهر والعسف، ونهب ممتلكات الدولة والسيطرة على مقدرات البلاد وعدم التزام اتفاقات الشراكة مع المؤتمر الشعبي. وحضّ اليمنيين على العودة إلى مقار أعمالهم في المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية والأمنية ومواجهة كل عناصر التخريب من الميليشيات، وحماية الممتلكات العامة والخاصة. كما دعا صالح دول التحالف العربي إلى وقف إطلاق النار، وفتح صفحة جديدة مع دول الجوار الخليجي، وفك الحصار عن اليمن، وفتح المنافذ البرية والبحرية، والمطارات. وجاءت كلمة علي صالح بعد ساعة من خطاب لعبد الملك الحوثي زعيم الجماعة، وجهه من مخبئه في محافظة صعدة ناشد فيه علي صالح التحلي بالحكمة وضبط النفس والحوار لتجاوز ما حدث. في وقت اتهم المكتب السياسي للجماعة علي صالح بأنه حليف «العدوان» ووصف قواته بأنها تمثل «أدنى مستوى الخيانة الوطنية، وبأنها خارجة عن القانون والنظام». وتوعدت الجماعة بحسم الصراع مع علي صالح وحزب المؤتمر لمصلحتها وإعادة الأمور إلى سيطرتها في صنعاء وبقية المحافظات. وكانت قوات الحرس الجمهوري والمؤتمر الشعبي أعلنت السيطرة على معظم مربعات أحياء العاصمة صنعاء ومداخلها، والمديريات والمناطق التابعة لمحافظات صنعاء وعمران والمحويت وإب وحجة، والسيطرة على مباني وزارتي الدفاع والداخلية وبعض السفارات التي كان الحوثيون يوجدون فيها. وشهدت شوارع صنعاء أمس، وعلى رغم استمرار الاشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة، خروج المواطنين احتفالاً بهزيمة الحوثيين، ومزقوا في بعض المناطق صور قائد الجماعة، ورمزها وشعاراتها، في حين توافد آلاف من أبناء قبائل حاشد وخولان وبكيل وهمدان بأسلحتهم إلى صنعاء لمناصرة علي صالح وحسم المواجهة مع الحوثيين. وروجت أنباء لتمكن قوات علي صالح من اعتقال قيادات كبيرة ومهمة في الجماعة، بينها أبو علي الحاكم قائد الاستخبارات العسكرية للجماعة، وأبو الكرار المسؤول الأول عن وزارة الداخلية، وأبو ماجد المشرف الحوثي على معسكرات الحرس الجمهوري، إضافة إلى ملاحقة عشرات منهم في صنعاء والمناطق المحيطة بها. ولا تزال أصوات إطلاق الرصاص والمدافع تسمع في أحياء متفرقة من صنعاء حيث تمشط قوات علي صالح جيوب ومواقع الميليشيات. وقالت لـ «الحياة» مصادر في صنعاء إن الرئيس السابق رفض وساطة الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، وحكومة طهران لحل الخلاف مع الحوثيين. وأضافت أن عرض الوساطة جاء متأخراً وبعدما باتت الجماعة على وشك السقوط، وبعدما انقلب الحوثيون على كل الوساطات السابقة. وشدد علي صالح في رد على زعيم «حزب الله» وطهران وأطراف إقليمية بأن الشعب قال كلمته ولا يمكن التصدي لإرادة الشعب، وأنه طلب من الوسطاء إقناع زعيم الجماعة بسحب الميليشيات من المشهد اليمني، وتسليم ممتلكات الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية التي نهبتها، والرضوخ لإرادة كل أبناء الوطن، والعدالة، والمساواة، وإسقاط المشروع السلالي الطائفي. وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش أمس، إن قطر حاولت التوسط لإنقاذ الحوثيين. وكتب في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن «الوساطة القطرية لإنقاذ ميليشيات الحوثي الطائفية موثقة، ولن تنجح، لأنها ضد إرادة الشعب اليمني الذي يتطلع إلى محيطه العربي الطبيعي. وتابع: «انتفاضة صنعاء واليمن صحوة من كابوس الانجراف وراء الدعوات الطائفية المظللة والمضادة لمصالح الشعب اليمني».
مشاركة :