حسين من الرحيل إلى حافة اليمامة - سعد الحميدين

  • 9/20/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

"لم أكتب القصة إلا بعد أن قرأت رائعة ألف ليلة وليلة أربع عشرة مرة" ( فولتير) *** القصة سواء القصيرة أو الطويلة فن قديم في الأدب العالمي مهما تنوعت أشكالها، والأساطير من البدايات الإنسانية والخليقة على وجه الأرض تروى وتردد، وتتجدد بأنواع مختلفة ولكنها تعتمد على القص والسرد، كحكايات وأشعار ملحمية قواموها الشخصيات التي يكون الخيال فيها غلافا ملونا حسب ذوق الكاتب، أو الراوي، ونقلها من أمة إلى أمة أخرى بتطويعها لكي تتناسب والمزاج العام الذي تطرح على مسرحه الحياتي، كتسلية، أو تنبيه وتبصير بما كان، وكما بماهو كائن وسيكون، وقد تنقلت القصص، والروايات التي تحملها عبر الكون كله فلا أمة بلا أحداث تروى عنها، فأمم بادت لم تزل تروى عنها الحكايات والقصص وماحدث فيها من أمور لما تزل لها مؤثراتها في الأمم الحالية، وكثيرا ما يُرجع إلى البعض منها تعبيرا عن عراقة الأمة عندما تحاول استعادة تاريخها كإثبات على الرسوخ والعمق التاريخي، ففي القصص الكثير من الحقائق كما فيها من الخيال الوفير، ولكن مهما حملته من الفنتازيا والماورائيات إلا أنها قصص تحكى وتردد كما تعبر عن واقع وآمال، وذلك مثل يؤكد بقاء واستمرار القص وحاجة الإنسان له فيعمل منه ومعه مستغلا الأحداث في المسرح، والسينماء، والتسالي، والتوعية حسب قدرات المبدع الذي أنشأ وأملى وكتب القصص، فالقصة /الرواية، تنمو وتتطور وهي في مسارها تحكي عن الأحداث بتصوير الأشخاص والزمان والمكان ولهذا بقيت وصارت كما الضروريات إن لم تكن هي ضرورة. لهذا نجد القصة تلقى القبول عند القارئين والكاتبين، ولها عشاقها ومحبوها. تأتت هذه الكلمات كإرهاصة أود أن أمر سريعا على ذكر أسماء بعض المجموعات القصصية للقاص الكاتب حسين علي حسين كقاص محلي أخلص لفنه القصصي منذ البدايات في الستينيات، وتطور مع الزمن وأعطى في هذا المجال حتى كون له مكانة خاصة به كقاص أبى أن يحيد عن الفن الذي يرى أنه يستطيع واستطاع الإجادة فيه (كتابة القصة القصيرة). تلك الفترة (بداية الستينيات) كنا نعرف بعض المجموعات القصصية المحلية ونفرح بها لأننا متخمون بالمجموعات القصصية العربية وخصوصا من مصر ولبنان، ونتابع القصص في المجلات الثقافية (الآداب، والمجلة، والهلال وغيرها) وبعض الجرائد، وقد حذت بعض الصحف المحلية بإفساح المجال لهذا الفن الذي قال عنه عباس العقاد: "القصة مضيعة للوقت، والروايات التي يكتبها أمثال إحسان عبدالقدوس ويوسف السباعي، وعبدالحليم عبدالله هي أدب السرير كرأي العقاد" ولكن وبعدد تمدد الساحة أمام هذه الأعمال كتب متراجعا وأصدر روايته الوحيدة (سارة) ففي القصص المحلية كانت مجموعة (الحنيّنة، ولأذن تعشق) لأمين سالم رويحي، و(أمهاتنا والنضال) لإبراهيم الناصر، و(حياة جائعة) لعبدالله الجفري، و(عرق وطين) لعبدالرحمن الشاعر، وهناك بعض الصفحات الثقافية التي كانت تصدر مرة في الأسبوع (صفحة الأدب) يشرف عليها بعض الأدباء الكبار بالاسم كجلب للانتباه والترويج (أدب الحياة) بإشراف الأديب حسين سرحان، وهو في مكة وجريدة البلاد في جدة، وكان يرتب الصفحة ويجيز ويقف مع المخرج الشاعر عبدالغني قستي، غير أن صفحة ظهرت بشكل شاب وجديد في جريدة المدينة -بداية عهد المؤسسات الصحفية- أشرف عليها عبدالله الجفري، ثم تسلمها أديب شاب (سباعي عثمان) بعد أن شغل الجفري سكرتير تحرير (عكاظ)، فاستقطب سباعي الشباب بنشره لهم القصص والمقالات التي كانت تحمل جدة وتوهج الفتوة الإبداعية المستجدة، وضمت الصفحة أسماء أذكر منها مشعل السديري، عبدالله نور، عبدالرحمن الخريف، وإبراهيم الفوزان، عبدالله باقازي، وقد نشرت الصفحة قصصا كانت مغايرة أسلوبا وتكنيكا منها (البرص) سليمان سندي، (ومكعبات الرطوبة) لعبدالله السالمي، ولأنور عبدالمجيد (قصص)، وكان لكتابات الثلاثة لفتة كبيرة حيث حدثت مناقشات ومداولات بين مؤيد ومعاض لهذه الطريقة الجديدة في كتابة القصة دخلها مقللاً منها شاكر النابلسي، وتصدى له حينها عبدالله نور، إسماعيل كتكت، ثم لحق بهم الجديد من كتّاب القصة منهم حسين على حسين، فهد الخليوي، وعبدلله باقازي، وساروا على النهج الحديث، واستمروا إلى اليوم أما الثلاثة السابقون فلم يطل بهم البقاء حيث أخذتهم الدراسة والأعمال. (لها تتمة)

مشاركة :