مخطئ من يعتقد أن الشباب بحالة فنية عالية هذا الموسم باعتبار تصدره فرق الدوري في بعض الجولات السابقة وتحقيقه الانتصار في الجولات الأربع الأولى والتعادل في الخامسة مع الأهلي على أرض الأخير، أقول مخطئ من يعتقد ذلك؛ لأن الشباب لم تكن أحواله الفنية ممتازة، فالخبرة لدى بعض عناصره حسمت الأمور كثيراً، خصوصاً أنه لم يلتق منافسا قويا الا في الجولة الخامسة وهو الأهلي وخرج من المواجهة بتعادل أشبه بالفوز، إذ كانت مجريات اللقاء لمصلحة الأهلي في كثير من الأوقات، وتناثرت الفرص أمام مرمى وليد عبدالله بشكل وافر، ولم يحجب دخولها المرمى سوى تألق وليد المعهود ودفاعه المستميت عن مرماه بقوة وبسالة، حتى بقيت شباكه على ذلك الهدف الوحيد الذي سجله مدافع الشعلة سلطان طميحان في الجولة الماضية، وهي حصيلة ممتازة للحارس الدولي، ومن أمامه خط الدفاع المتألق بقيادة الرباعي سياف البيشي، ماجد المرشدي، حسن معاذ وعبدالله شهيل. اللافت للنظر في الشباب هذا الموسم أنه حقق أربعة انتصارات متتالية في الجولات الأولى من الدوري، وهو رقم متميز على الرغم من أن مستواه يشهد كثيرا من التذبذب والتراجع، خصوصاً في الشوط الثاني من المباريات المنقضية وبان ذلك بشكل جلي في مواجهتي الشعلة والأهلي، إذ تراجع مستوى الفريق بشكل ملحوظ نتيجة هبوط المستوى اللياقي بدرجة واضحة، ومعها كاد أن يتعرض لخسارتين، إلا أن الحالة الدفاعية الجيدة ممثلة بخط الدفاع وحارس المرمى منعتا الخسارة وجيرت للفريق نتائج إيجابية بأربعة انتصارات وتعادل وحيد وبسجل خال من الهزائم، وهي محصلة جيدة لكنها قد تتعرض للتغير قريباً وربما يتبعها تراجع ترتيب الفريق في حال انتصار الفرق الأخرى المنافسة التي تتحين تعثر الواقفين في مقدمة الترتيب. مدرب الشباب مطالب بمراجعة حساباته والتدخل بإجراء بعض التعديلات وتغيير عدد من القناعات التي لا يزال يتمسك بها ومن أهمها التركيز في عدد من كبار السن، وقتل بعض المواهب الشابة في دكة البدلاء، فلا بد من الجرأة بإعطاء هذه العناصر الفرصة كاملة لتكون البديل الأمثل والأجدر كالنجوم الواعدين عبدالمجيد الصليهم، بدر السليطين، ونادر المولد، وأن يكون لدى المدرب خيارات جيدة في دكة البدلاء، تكون إضافة فنية حال نزولها أرض الميدان فلن تقبل جماهير الشباب بأن يكون الخيار الأول في خط المقدمة بعد الهداف نايف هزازي هو المهاجم عيسى المحياني، وهو اللاعب الذي أخذ كثيرا من الفرص في الشباب ومن قبله في الأهلي، والهلال من دون أن يحقق نجاحا يذكر. كما أنه من الضروري حسم أمر المدافع خطاب بقرار جريء يعطيه الثقة بالمشاركة أو استبداله بلاعب محور يجيد الأدوار الدفاعية كما يفعل بالمينو مع الأهلي، كما أن على المدرب والجهاز الإداري أيضاً التنبيه على روجيرو بعدم الاحتفاظ الكثير بالكرة وإهدار مجهودات الفريق بتلك الاختراقات الفردية التي لا تجدي نفعاً والتعاون مع بقية زملائه بحثاً عن مصلحة الفريق، والتشديد على البرازيلي الآخر رافينها بضبط الأعصاب وبذل كثير من الجهد كما كان يفعل الموسم الفائت الذي صنفه فيه كثير من النقاد الرياضيين بأنه أحد أفضل الصفقات الأجنبية على مستوى الدوري. الاستعجال في حسم ملف المحترفين الأجانب مطلب ملح لكل محبي"الليث" خصوصاً مع اقتراب فترة التسجيل من الانتهاء، وحتى لا تضيق الخيارات أمام صناع القرار ويكون الاختيار عشوائياً أو الإبقاء على الموجود أكثر خسارة على الفريق، وعلى قلوب المحبين. الشباب يمتلك مقومات الفريق المنافس وهو قادر على ذلك متى ما تم معالجة مكمن الخلل في الفريق ولن يتحقق ذلك إلا بالاعتراف بوجودها أولاً ثم إيجاد الطرائق المناسبة لحلها وتحويلها لتكون مصدر قوة تضيف كثيرا من الفاعلية لفريق ينشد تحقيق المزيد من المنجزات.
مشاركة :