الأحساء غادة البشر كثيراً ما يتأثر الإنسان بما يحيط به من أحداث حياتية مثل ضيق الوقت والزحام في المواصلات والالتزامات والواجبات الاجتماعية مما يسبب ضغوطاً نفسية تؤثر على صحته. ويقول اختصاصي الأمراض النفسية الدكتور سعد عبدالمجيد إن الضغوط النفسية هي حالة تنتاب البشر جميعاً في جميع الأعمار، عندما يشعرون بوجود خطر أو سبب يُعرِّض استقرارهم ووجودهم المادي أو الاجتماعي إلى التغيُّر، فهي حالة من الإنهاك النفسي والبدني والشعوري المستمر نتيجة محاولتنا ضبط أوضاعنا النفسية والبدنية والشعورية في مواجهة التغيرات في محيطنا الخارجي، ويمكن تقسيم الضغوط النفسية إلى مضايقات يومية مثل ضيق الوقت وزحام المواصلات وصعوبات دراسية، أو أفكار مقلقة حول المستقبل وأحداث حياتية مؤثرة مثل وفاة الزوج أو الزوجة والطلاق ووفاة أحد الأقارب المقربين والفقر وعدم القدرة على توفير الاحتياجات والأمراض المزمنة والتفكك العائلي، ويمكن للضغوط النفسية أن تؤثر على صحة الإنسان عموماً، ومن الآثار السلبية للضغوط النفسية على الصحة فقدان الشهية أو على العكس الإكثار من تناول الطعام وزيادة الوزن والعصبية المفرطة وضعف التركيز والاكتئاب والإرهاق المزمن وضعف العضلات والشعور السريع بالتعب وآلام المفاصل وارتفاع ضغط الدم والإصابة بمرض السكري وقرحة المعدة وسوء الهضم وضعف الرغبة الجنسية وكذلك ضعف القدرة الجنسية واختلال مقاومة الجسم للأمراض وضعف الجهاز المناعي وظهور مبكر لعلامات الشيخوخة وخاصة على الجهاز العصبي والوفاة المبكرة. ويشير إلى أن اجتهادات الإنسان في التغلب على الضغوط النفسية في بعض الأحيان تكون سبباً في اختلال الاستجابة المناعية، حيث يبدأ بعض الناس في تغيير سلوكياتهم وأنماط حياتهم مثل إدمان الكحول أو تغيير نظام نومهم، الذي قد يؤدي إلى تغييرات في استجاباتهم المناعية. ويوضح الدكتور عبدالمجيد أنه يمكن حصر التأثيرات المناعية للضغوط النفسية في نقص إفراز الأجسام المضادة، وتقلص مدة عمل الأجسام المضادة، وزيادة كرات الدم البيضاء غير المبرر، وضعف استجابة خلايا الذاكرة المناعية، وضعف قدرات الخلايا القاتلة الطبيعية التي تميز وتقتل الخلايا السرطانية والخلايا المصابة بالفيروسات، واختلال التوازن بين نوعي الخلايا المساعدة، فتزيد قابلية الإصابة بالأمراض المعدية والأورام وتزيد فرص الإصابة بأمراض الحساسية وزيادة نسبة الأنترلوكين العاشر الذي يؤدي إلى نقص قدرة الخلايا الأكولة ونقص الاستجابة للأنترفيرون، وزيادة نسبة الأنترلوكين السادس الذي يزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب والسكر والشيخوخة المبكرة. ويرى الدكتور عبدالمجيد أنه للتغلب على الضغوط النفسية عضوياً يجب الحرص على التغذية السليمة وممارسة الرياضة وتعلم طرق التنفيس الإيجابية عن الغضب مثل الاسترخاء والترفيه، وذهنياً علينا التعامل بوضوح مع القيم والأولويات وتجنب زحم الجدول اليومي أكثر من اللازم، واجتماعياً بالموازنة بين احتياجات الإنسان وبين متطلبات الآخرين، وعاطفياً بتكوين الصداقات والتزام التسامح والتعاطف، وأكد عبدالمجيد أن القلب المحب يقوي الجهاز المناعي ويزيد مقاومة الجسم للأمراض.
مشاركة :