نظّم ملتقى فلسطين الثقافي حفل توزيع جائزة احسان عباس للثقافة والإبداع، في متحف الشهيد ياسر عرفات في رام الله، أدارته من قسم الإعلام في وزارة الثقافة راية حمدان، وتحت رعاية وزير الثقافة الدكتور إيهاب بسيسو، وحضور حشد كبير من المسؤولين والمثقفين. في حفل الافتتاح ألقى رئيس ملتقى فلسطين الثقافي فتحي البس كلمة مختصرة شكر فيها وزير الثقافة على رعايته للحفل ومجلس أمناء الجائزة والحضور ومما ورد في كلمته: «ونحن في حضرة الشهيد القائد ياسر عرفات، نستذكر من خلال ما ردده دائما... إن الثورة ليست مجرد بندقية فحسب، بل هي قلم أديب وقصيدة شاعر وريشة فنان وخيال مبدع ونغمة موسيقى». وألقى منسق الجائزة الدكتور إبراهيم أبو هشهش كلمة، تحدث فيها عن أهمية الجائزة ودوراتها السابقة، ثم أعلن مجلس الأمناء عن منح الجائزة مناصفة بين الكاتبين إلياس نصرالله عن كتابه «شهادات على القرن الفلسطيني الأول» والشاعر المتوكل طه عن كتابه «أيام خارج الزمن». وشرح بسيسو، في كلمته، دور وزارة الثقافة في تعزيز الشراكة مع مؤسسات المجتمع، منوّها بتاريخ احسان عباس ودوره وأهميته كواحد من أبرز الشخصيات الثقافية الفلسطينية، قائلا: «جائزة إحسان عباس للثقافة والإبداع بمثابة جائزة للذاكرة ولفعلها المستمر في الحاضر، تلك الذاكرة التي ساهمت في نحت ملامح هويتنا الثقافية والوطنية»، مشدداً على أهمية دور الثقافة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وسياساته. وتابع: «جائزة إحسان عباس تأتي كمناسبة للتأكيد على هويتنا من جهة، وعلى تكريم المبدعين والمبدعات من جهة أخرى، فاسم بحجم إحسان عباس يمثل ممراً أساسياً محورياً في فهمنا لدورنا الثقافي، ودور الثقافة في المجتمع وسيرتنا النضالية». ولفت بسيسو إلى أن الاحتفاء بأسماء لها حضورها في الفعل الثقافي الفلسطيني كالفائزين بالجائزة إلياس نصر الله والمتوكل طه، لأننا نؤكد على أن الثقافة هي الباقية رغم كل التحديات والصعوبات والعراقيل، وأن جدية هذا الفعل هي الضامن الأساسي لذاكرة شعبنا، ومقدراته، وهويته، ولجهة تعزيز حضور فلسطين على كافة المستويات، وتبع ذلك تعريف الدكتور ابراهيم أبو هشهش بالفائزين وبالكتب الفائزة ومسوغات قرار مجلس الأمناء. وقال الكاتب نصرالله: «سعيد ان اتلقى هذه الجائزة اولا، لانها على اسم احسان عباس وهو من اهم الاسماء الاكاديمية الذين يستحقون ان نعتز ونفتخر بهم وان نخصص جوائز بأسمائهم وان نبرز اسماءهم وافعالهم الادبية وليس نحن كعرب فقط من استفاد من معرفتهم الانسانية والبشرية كاملة فقد ترجم احسان عباس الى اكثر من لغة ومنها الانجليزية مثلا كتاب مثل المسعودي والبلاذري، فأنا اعتز ان احصل على جائزة باسم احسان عباس». وأشاد الشاعر المتوكل طه بملتقى فلسطين الثقافي ووزارة الثقافة والمثقفين الفلسطينيين قائلا: «باختصار؛ كانت لدينا قصتُنا القاسية الرائعة، ويكفي أننا انتصرنا على مَن كان ينظر إلينا كأنه ينظرُ إلى خطيئته... ذاك أنّ عينيه مليئتان بالسُّمِ والهجران، واستطعنا أن نتخلّص من النهايةِ الخائبةِ بعسلِ التَجذُّرِ والرِباطِ الشريف، وأن نُعلي صورتَنا النجميّةَ في كرنفالِ الانتفاضةِ الفذّة، التي استطاعت أن تجمع البدرَ ليكتمل... ويصلحَ للطقوسِ الأخيرة... لكنهم اعترضوا الأغنيةَ التي صدحت في قلوبنا، وأرادوا من التاريخ أن يسجّل أسماءَهم على صفحاتٍ لم يمهورها بوقودِ أولادِهم أو بخيالِهم غيرِ المتوازن».
مشاركة :