صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي، هربرت مكماستر، أنه لا يعرف ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب سيقرر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث قال: " ليست متأكداً من القرار الذي سيصدره. لقد اقترحناه ضمن خيارات". تصريح مكماستر جاء الأحد خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" إذ قال إن مستشاري الرئيس الأمريكي "ناقشوا عددا من الخيارات" وأن كل خيار منها سيسمح للولايات المتحدة باتخاذ إجراء بشأن القدس بطريقة "ستُكسب زخماً نحو التوصل إلى اتفاق سلام وحل يتماشى مع مصالح الإسرائيليين والفلسطينيين" وفق تعبيره. وكان مسؤولون أمريكيون مطلعون على هذه المسألة، إلى جانب دبلوماسيين أجانب، قد قالوا لشبكة CNN إن الرئيس ترامب قد يعلن في وقت مبكر من يوم الثلاثاء المقبل، "أن الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل." ومن المتوقع أن يوقع ترامب على قرار يمدد بقاء السفارة الأمريكية في تل أبيب لمدة ستة أشهر أخرى، قائلاً إن حكومته ستنقل البعثة الدبلوماسية إلى القدس في مرحلة ما، وهو هدف تسعى إليه إسرائيل منذ فترة طويلة. وأُخطر الذراع الأمني التابع لوزارة الخارجية الأمريكية بالتخطيط للتعامل مع احتجاجات عنيفة محتملة على السفارات والقنصليات الأمريكية عندما تعلن إدارة ترامب نقل السفارة في إسرائيل إلى القدس. وقال مسؤول: "لقد قيل لنا إن هذا سيأتي بالتأكيد ونحن بحاجة للاستعداد لذلك" علما أن الجهاز يستعد أيضا للتعامل مع احتجاجات محتملة بعد أن قام ترامب بإعادة تغريد مقاطع فيديو معادية للمسلمين من الجماعة اليمينية المتشددة (بريطانيا أولا) يوم الأربعاء. إعلان ترامب سيضع الولايات المتحدة في مكانة فريدة بين حلفائها. ففي حين تعتبر إسرائيل مدينة القدس مقرا لحكومتها إلا أن السفارات الأجنبية غير موجودة فيها، حيث يرى المجتمع الدولي أنها قضية يتعين تسويتها كجزء من اتفاق السلام. وذكر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن إذا اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل فأنها تنحي نفسها بذلك عن لعب أي دور في أي مبادرة لتحقيق سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وصرح عريقات في بيان له أن ذلك "سيعزز الفوضى الدولية ويساهم في زيادة زعزعة الاستقرار في المنطقة." وأضاف البيان أن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، كان يتحدث مع عدد من زعماء العالم لتشجيعهم على مناشدة ترامب عدم خلق "واقع سياسي جديد". واقترح عريقات أيضا أن يكون هناك رد واضح من القيادة الفلسطينية على أي تحرك من جانب ترامب حول وضع القدس، قائلاً: "إن القيادة الفلسطينية ستجتمع قريباً من أجل الموافقة على الخطوات الضرورية في حالة صدور مثل هذا الإعلان". وكان نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس عنصراً أساسيا في وعود حملة ترامب، حيث قال الرئيس الحالي خلال السباق الانتخابي آنذاك، في خطاب وجهته إلى لجنة الشؤون العامة في إسرائيل عام 2016 " سننقل السفارة الأمريكية إلى العاصمة الأبدية لليهود، القدس."
مشاركة :