صحح الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح، قبل مقتله بنحو 48 ساعة فقط، أخطاء ارتكبها على مدى أربع سنوات متواصلة، وذلك عندما انقلب على جماعة الحوثي، معلناً عودة اليمن إلى محيطها العربي، معترفا بخطئه الاستراتيجي، عندما أبرم تحالفاً مع مليشيا الحوثي في أوائل العام 2014. وأقر "صالح"، الذي أعلن مقتله اليوم، بأن التحالف مع المليشيا، لن يفيد اليمن، ولن يعيد إليه الاستقرار المنتظر والهدوء، خاصة إذا كانت هذه المليشيات مدعومة من جهات خارجية، لها أجندتها وأهدافها الخاصة، وعزز الرئيس اليمني السابق هذا المضمون، عندما دعا أفراد شعبه إلى البحث عن قيادة جديدة، غير الحوثيين. واعترف الرئيس الراحل بأن الحوثيين ما هم إلا مليشيا خائنة للعهود والمواثيق والأعراف، ولا يؤمن جانبها، تدنس المساجد، وتنكث العهود، مؤكداً أن اليمن دولة عربية خالصة، ومن الطبيعي أن تعود إلى حضنها العربي، بعيداً عن مخططات الحوثيين المدعومين من إيران. الأحداث السياسية وتحالف الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أواخر العام 2013 ومطلع العام 2014 مع الحركة الحوثية، بعد نحو أربع سنوات على الجولة السادسة من الحرب التي شنها الجيش اليمني ضد الحوثيين والتي انتهت أواخر العام 2009. وكان "صالح" يجيد بناء التحالفات، ويجيد أيضاً الانسحاب منها بأقل مقدار من الخسائر، وبناء تحالفات جديدة، تتناسب مع كل مرحلة وبما يتوافق مع تطورات الأحداث السياسية التي تجرى في اليمن، ويخدم توجهاته وأهدافه المرحلية، وهو ما مكنه خلال فترة حكمه الممتدة لنحو 33 عاماً من اللعب على التناقضات، واستخدام مختلف الأطراف والقوى داخل البلاد وإشغالها بصراعات بينية تخدم أهدافه وغاياته السياسية، وتطيل أمد بقائه في السلطة. القيادات العسكرية وقد استعان "صالح" بخبرته وحنكته السياسية، التي أكدت له أن استمرار التحالف مع الحوثيين، سيضر باليمن، ويدخل البلاد في دوامة من الصراعات والنزاعات بين أطراف خارجية. وقد أدرك "صالح" أيضا أن تحالفه مع الحركة الحوثية، يحمل في ثناياه أخطاراً عالية عليه شخصياً وعلى القيادات العسكرية والسياسية الموالية له، مما دعاه إلى إعلان الانقلاب على الحوثيين بشكل نهائي، ودعوة دول الخليج إلى فتح حوار، لإنقاذ مما يمكن إنقاذه في اليمن. تصريحاته الأخيرة وتعهد "صالح" بـ"فتح صفحة جديدة" مع دول الجوار في إشارة إلى المملكة ، كما دعا "الشعب اليمني أن يهب للدفاع عن اليمن ضد العناصر الحوثية". ولم يلتفت "صالح" إلى دعوة قدمها زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي للحوار وحل الخلافات، في إشارة جلية على أن صالح قد تأكد من خداع الحوثيين له، ورغبتهم في مصادرة القرار اليمني لحساب أطراف خارجية، وهي إيران، فضلاً عن إذلال الشعب اليمني، وإخضاعه للسيطرة الحوثية وبما تمليه عليه طهران. الأشقاء العرب ولقد جعلت عودة "صالح" إلى الصف العربي، يصف في تصريحاته قادة دول الخليج العربي بـ"الأشقاء"، عندما دعاهم إلى وقف الحرب، والعودة إلى الحوار من أجل وقف الخطر الحوثي والإيراني. وقال مخاطبا قادة الخليج: أدعو الأشقاء في دول الجوار والمتحالفين أن يوقفوا عدوانهم ويرفعوا الحصار وأن يفتحوا المطارات وأن يسمحوا للمواد الغذائية وإسعاف الجرحى وسنفتح معهم صفحة جديدة للتعامل معهم بحكم الجوار وسنتعامل معهم بشكل إيجابي ويكفي ما حصل في اليمن". وأضاف أن المؤتمر الشعبي الذي يترأسه تنبه إلى الخطر القادم إلى اليمن، من بوابة الحوثيين. وأردف: الشعب اليمني تحرك وقام بانتفاضة ضد العدوان السافر من الحوثي، واليمنيون الآن يختارون قيادة جديدة بعيدا عن الميليشيات. ودعا "صالح" إلى وقف متبادل لإطلاق النار مع ميليشيات الحوثي تمهيداً للحوار، وقال: يجب إنهاء كافة الميليشيات العاملة على الأرض اليمنية. وأضاف: أدعو جميع الشعب اليمني في كل المحافظات وكل مكان أن يهبوا هبة رجل واحد للدفاع عن اليمن ضد العناصر الحوثية التي تعبث باليمن منذ ثلاث سنوات للانتقام ممن حققوا وحدة اليمن وثورة سبتمبر.
مشاركة :