قال الشاعر :على قدر أهل العزم تأتي العزائموتأتي على قدر الكرام المكارمالقائد الفرنسي نابليون بونابرت له عبارة تقول (أفصح الخطباء هو النجاح) ولاشك أن انعقاد مؤتمر القمة الخليجية في موعدها وبمشاركة دول مجلس التعاون الست هو نجاح كبير للوساطة والدبلوماسية الكويتية وهي التي كان هناك إجماع دولي عليها فكانت عند حسن الظن وطبعا يعود هذا النجاح لحكمة وحنكة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله .إن الأزمة الخليجية التي استمرت ما يقارب الستة أشهر وفشلت كل المساعي والجهود في رأب الصدع وإنهاء الأزمة وبقيت الوساطة الكويتية صامدة إلى أن نجحت أخيرا في لم الشمل ورأب الصدع بين دول الخليج . هناك ارتياح شعبي في دول مجلس التعاون وهذا مايؤكد تمسك الشعوب الخليجية بمجلس التعاون فهو يمثل الحد الأدنى من التعاون بين دول المجلس والنموذج العربي الوحيد الذي ثبت أنه قادر على الاستمرار والنجاح في وسط عالم مضطرب.إن دول مجلس التعاون ليس أمامها خيار آخر للمحافظة على أمن واستقرار المنطقة وتطور وازدهار دول المجلس فهناك الكثير من المشاريع المشتركة لازالت تنتظر الإنجاز مثل مشروع السكك الحديدية والربط الكهربائي وتوحيد التعرفة الجمركية والتنقل بالبطاقة بين دول المجلس وصولا إلى إعلان الاتحاد الخليجي رغم تحفظ بعض الدول لكن ممكن أن يكون هناك اتحاد بصورة أخرى وهي أن يكون هناك توحيد في السياسة الدفاعية والسياسة الاقتصادية من خلال توحيد السفارات وتوحيد الجيوش الخليجية .إن انعقاد القمة الخليجية بحد ذاته إنجاز وهناك خلافات وتراكمات من الاتهامات المتبادلة وأزمة ثقة بين دول الخليج وهي تحتاج إلى وقت لتجاوزها إذا صفت القلوب وصدقت النوايا وحتى تكون هناك تسوية نهائية للمشاكل والخلافات لابد من تقديم بعض التنازلات يتفق عليها كل الأطراف.نعتقد أن ساعة الحقيقة قد حانت ولا بد من المصارحة والمكاشفة ووضع النقاط على الحروف وطرح كل القضايا على طاولة النقاش للوصول إلى تسوية شاملة ترضي جميع الأطراف وتكون هناك ضمانات وتعهدات بالالتزام بأي اتفاق حول القضايا المطروحة وعدم تكرار ماحدث في السابق من عدم التزام بالتعهدات التي تم التوقيع عليها ولعل الأزمة التي حدثت تكون درسا للجميع في المحافظة على مجلس التعاون والعمل على تطويره فهو الإطار الذي يجمع دول الخليج ويدرأ عنها الأخطار الخارجية .تمنياتنا بنجاح القمة الخليجية وانتهاء الأزمة وزوال الغمة وأن تكون القمة الخليجية انطلاقة لمستقبل أفضل لدول الخليج وأن يكون ما حدث درس ينبغي الاستفادة منه وأن يمتثل الجميع للآية الكريمة (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) .أحمد بودستور
مشاركة :