عادت نشوى مصطفى إلى المسرح بعد غياب 25 سنة في مونودراما «سيلفي مع الموت»، أولى تجاربها في التأليف أيضاً. يتحدّث العمل عن الموت الذي يُصاحبنا من البداية حتى النهاية، وعن الاكتئاب، والسياسة، والفن، والدين، والصراعات بين البشر، إذ نعيش الرحلة حتى نصل إلى اللقاء الحتمي والنهاية المعروفة. عن تفاصيل هذه التجربة والجديد لديها كان لنا مع الفنانة المصرية هذا الحوار. كيف جاءت فكرة «سيلفي مع الموت»؟ تظهر لي فكرة ما أو حالة أحياناً، أحاول ترجمتها في الكتابة، ولي أكثر من مقال نُشر في بعض الجرائد. كتبت عن الموت، الحقيقة الوحيدة في الحياة، وكان معي الكاتب الصحافي ياسر أيوب، وكنت أستشيره حتى انتهيت من هذه التجربة المختلفة. هل العمل مناسب للعرض على المسرح الكوميدي؟ بعد الانتهاء من الكتابة عرضته على عدد من مسؤولي المسرح، ولكن منهم من لم يقتنعوا أو يتحمسوا له، حتى وافق مدير المسرح الكوميدي أحمد السيد على تقديمه. من ثم، الظروف هي التي فرضت عرضه على هذا المسرح، والعمل استغرق ثلاث سنوات منذ البدء في كتابته حتى الافتتاح. هل كانت للرقابة أية ملاحظة حول النص؟ إطلاقاً. كان الاعتراض الوحيد على الاسم الأول للعمل «سيلفي مع سيدنا الموت». رُفضت كلمة سيدنا، رغم أنها للإجلال والتبجيل، فصار الاسم «سيلفي مع الموت»، وأعتقد أن التغيير لم يؤثر في شيء. كيف كان استقبال الجمهور للعرض؟ أسعدني استقبال الجمهور للعرض من اليوم الأول، وفرحت بتعليقات وإشادات من زملاء وأصدقاء، ما أكّد لي أن الجمهور يبحث عن العمل الجيد والمتميز. ما سبب اعتراض البعض على دعوتك رجال الدين لمشاهدة العرض؟ وجّهت الدعوة إلى رجال الدين الإسلامي والمسيحي وكُتاب ونُقاد وزملائي أيضاً، وكثير منهم حضر وأشاد بالعمل ولا يعنيني كيف رأى البعض هذه الدعوة. تحدث كثير من المتشددين عن أن الفن محرم، لذا دعوت رجال الدين للتأكيد على كذب هذا الادعاء، ذلك بعد الافتتاح وليس قبل العرض الجماهيري. أزمة في رأيك ما سبب أزمة المسرح؟ المسرح كتابة ونص في الأساس، وغياب كثير من الكُتاب أضعفه. ربما لم يجدوا الفكرة المناسبة للمسرح أو ربما شغلتهم الدراما التلفزيونية. السبب الثاني الإدارة، إذ لا بد من أن يُدير المسرح فنان على دراية بتفاصيل العمل المسرحي وهدفه الأساسي تقديم أعمال جيدة ومتميزة. أما الموظف الإداري فلا يهمه أي فن أو رقي، بل التدرج الوظيفي والمكافآت. هل تخوضين تجربة المسرح مجدداً؟ بالتأكيد، أعادتني «سيلفي مع الموت» إلى المسرح بعد غياب 25 سنة، وما حققته من نجاح وحالة فنية مختلفة شجعني على تكرار التجربة قريباً. فعلاً، بدأت بكتابة فكرة مختلفة وجديدة تماماً للمسرح لأن أي مشروع في الدراما التلفزيونية أو السينما يحتاج إلى منتج. دراما ما سبب غيابك عن الدراما التلفزيونية؟ كانت لديَّ التزامات مادية وأقساط دفعتني إلى المشاركة في أعمال درامية عدة، والآن بعد انتهاء هذه الأعباء، قررت التوقف عن الظهور في مشاريع لا تُضيف إليّ وإلى تاريخي الفني، ومن هنا كان الغياب، ولكنه إعادة ترتيب أوراق واختيار الجيد وذي القيمة الفنية. ما تقييمك لمستوى الدراما التلفزيونية؟ تقدمت الدراما بشكل كبير في العناصر الفنية، وثمة أعمال متميزة عُرضت في الفترة الأخيرة، فشعرت بغيرة فنية لأشارك في مشاريع بهذا المستوى، وهو ما أبحث عنه. ما الجديد في مسلسل «رسائل»؟ لا تفاصيل عنه لدي حتى الآن. كان مشروعاً لرمضان الماضي ثم توقف، ولا أعرف إن كان مؤجلاً أم أنه ألغي نهائياً، أو إن كانت زميلة أخرى استبدلت بي؟ هل تفضلين العمل الكوميدي أم التراجيدي؟ أنا فنانة متنوعة بإمكاني تجسيد الأدوار كافة. كانت بدايتي في الأساس بعيدة عن الكوميديا، ويشغلني تقديم أعمال جيدة ومختلفة عما قدمته في مشواري الفني سواء كانت كوميدية أو تراجيدية. تقديم البرامج حول تجربتها في تقديم البرامج، تقول نشوى مصطفى: «لديَّ تجارب ناجحة ومميزة، مثل «نجومنا في اليابان، وكاش تاكسي، ومناقيش، ومطبخ نشوى»، كذلك تجربتي المميزة مع شيماء سيف وليلى عز العرب «تلاتة في واحد»، والآن أخوض تقديم البرامج الإذاعية من خلال «سهرة وعشوة مع نشوى»، وفوجئت بمتابعين وجمهور كبير للإذاعة، وهي تجربة مفيدة وناجحة». تتابع: «لا فارق بين العمل في الإذاعة أو التلفزيون. المهم جودة العمل وتحقيقه النجاح». وعن أية مشاريع جديدة في مجال التقديم التلفزيوني، توضح: «حتى الآن لا مشاريع في هذا الشأن، بسبب التفرغ للعرض المسرحي، ولكن لو عُرضت علي فكرة برنامج جيدة تشكِّل إضافة إليّ فلن أتردد في الموافقة عليها بشرط عدم التأثير سلباً في نشاطي المسرحي».
مشاركة :