القمة الخليجية بين الواقع والطموح - مقالات

  • 12/5/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تعقد اليوم وغداً، قمة دول مجلس التعاون الخليجي، ويمثل انعقادها بارقة أمل باستمرار منظومة مجلس التعاون التي كان يحوم حولها شبح التفكك وبخاصة بعد الأزمة الخليجية الممتدة منذ ستة شهور. وعلى الرغم من وجود آراء مختلفة حول طبيعة هذه المنظومة ومدى فاعليتها؛ حيث عجزت عن انجاز العديد من المشاريع المطروحة، كالعملة الموحدة وغيرها من الرؤى، ناهيك عن أن هناك جدلاً حول أهميتها وما إذا كانت لخدمة الشعوب أو لخدمة الأنظمة، إلا أننا يجب ألا نغفل عن أهمية وجود هذه المنظومة لتعزيز ترابط بلداننا الخليجية وتعميق الصلات بيننا كشعوب، خصوصاً أن المنطقة تشهد اضطرابات واسعة بسبب الحروب المتتالية أو خطر الجماعات الارهابية. ومن هنا تبرز أهمية انعقاد القمة الخليجية في الكويت التي بادرت بالوساطة من خلال مساعي صاحب السمو أمير البلاد لرأب الصدع وحل الخلاف بين الأشقاء داخل البيت الخليجي، وبعيداً عن هذه الأزمة التي نأمل بأن تنتهي عاجلاً، فإننا يجب أن نوقن مدى أهمية اقليمنا الخليجي الغني بالموارد الطبيعية، والذي يمثل محطة استراتيجية حيوية للاقتصاد العالمي، ومطمعاً للعديد من الدول العظمى التي حرصت على مدى عقود من الزمن على الهيمنة عليها، سواء عبر الاستعمار أو من خلال المعاهدات الامنية وصفقات بيع السلاح بعد ادخالنا في دوامة الحروب، علينا أن نعي بأن تلك المطامع هي واقع نعيشه وليست وهماً يردده أحد المهووسين بنظرية المؤامرة، ولكي نتأكد من هذه الحقيقة ليس علينا الا أن نتابع ونعرف من هو المستفيد الأكبر من كل تلك المشاكل والحروب التي عصفت بهذا الاقليم على مر العقود الماضية؟ تبدأ اليوم فعاليات القمة الخليجية ويبدأ معها الأمل باستمرار منظومة مجلس التعاون الخليجي رغم الخلافات، فنحن اليوم في أَمس الحاجة لترابط بلداننا وشعوبنا أمام الأخطار الخارجية، وأمام التحديات الكبيرة المتمثلة بايجاد مصادر دخل جديدة بدلاً من بيع النفط والغاز الطبيعي، والعمل على اللحاق بركب التطور العالمي الذي تعدانا بسنوات ضوئية، فدولنا غنية بعقليات شبابية قادرة على النهوض بهذه الأمم وجعلنا في مصاف الدول المتقدمة، لذلك يجب أن نستثمر وجود منظومة مجلس التعاون الخليجي؛ من خلال التعاون المشترك بين الشعوب، والعمل على تطويرها ومكافحة الفساد والعمل على ضمان تطورها كدول حديثة وفق مبادئ الديموقراطية والحريات والمشاركة الشعبية. قد يكون كل ما ذكرت أحلاماً، ولكن الحلم ليس إلا طموحاً مبالغ فيه، والطموح لا يبنى إلا على واقع معين، وواقعنا يقول إنه بالامكان تجاوز كل الخلافات في ظل وجود أخطار وأطماع خارجية تتربص بنا، لذلك يجب الحرص مبدئياً على استمرار هذه المنظومة، ومثلما نتمنى أن تنجح وساطة صاحب السمو في انهاء الخلاف داخل البيت الخليجي، فاننا كذلك نأمل بأن تنتهي أزمتنا السياسية الداخلية وأن تطوى صفحتها التي ارهقت هذا البلد على مدى أكثر من ست سنوات، فيكون طي تلك الصفحة بداية للعمل على تقوية جبهتنا الداخلية وتحصينها من أي خطر خارجي قد يهدد أمن الكويت. dr.hamad.alansari@gmail.com twitter: @h_alansari

مشاركة :