حكاية التعيس سعيِّد مع الخدمة المدنية!

  • 12/5/2017
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

* (سعيِّد، ومبارك) أصدقاء طفولة، درسَا معًا، وتخرّجا في الجامعة نفسها، وفي التخصص ذاته، ثمّ تَعَيَّنَا على وظيفة حكومية في المرتبة السادسة؛ ولكن في إدارتين حكوميتين مختلفتين؛ فـ(الثاني منهما) التحقَ بإحدى المؤسسات الكبيرة المَرِنة والعادلة، بينما (الأول) كان نصيبه العمل في مؤسسة صغيرة، هي مِثّال حَيٌّ لتفشي البيروقراطية والواسطة والمحسوبيات، والآن وبعد سنوات طويلة (مبارك) في المرتبة العاشرة؛ أمّا التّعيس (سعيِّد) فلم يتجاوز (السابعة)!* أسألكم بالله كيف ستكون (الحالة النفسية والمعيشية) لـ(الموظف سعيِّد) وهو يشاهد -دون ذنب اقترفه- صَديقَهُ الذي يملك المؤهلات نفسها يتجاوزه بمراحل؟! وكيف يكون عطاؤه الوظيفي وهو يرى بأُمّ عينيه زملاءه في الإدارة نفسها يأتون بعْدَه، ثمّ يسبقونه بالمراتب بسبب المحسوبية التي تُحَوِّرُ مسميات وظائفهم بما يوافق الشَّوَاغِر؟!* (حكاية سعيِّد) حلقة واحدة من مُسَلْسَل (معاناة العديد من الموظفين المَدَنِيْين)، ولاسيما مَن هم على المراتب الدّنيا؛ فالرواتب ضعيفة، والبدلات السنوية تدعو للشَّفَقَة؛ فلكم أن تتصوروا موظفًا علاوته الدورية (150 ريالًا) فهل هذه تغطي غلاء الأسعار أم ازدياد الأعباء الأُسَرِيّة؟!* أجزم أنّ كل الوزارات بلا استثناء طالها التطوير والهيكَلَة إلا (وزارة الخدمة المدنية)؛ فأنظمتها قديمة وليدة التسعينيات الهجرية، ورغم ما يتردد بين الحين والآخَر عن تغييرها فإنّ فجرها لم يرَ النّور حتى الآن.* وهنا بما أن (وطنَنا) يعيش حِراكًا نحو الأفضل -بإذن الله- هذه دعوة لمراجعة (الوظائف المَدنِيّة الحكومية)، بحيث يكون لها سُلَّمٌ أو كَادِرٌ أُسْوة بما عند المدرسين (مثلًا)، وفيه يأخذ الموظف حَقّهُ بالترقية أو العلاوة دون تدخل من المسؤول وتعليقه على التقرير الوظيفي، ودون ارتباط بمسميات الوظائف أو الشَّوَاغِر، وكذلك تعديل العلاوة السنوية بحيث لا تقل عن (500 ريال)، مع حوافز للمبدعين والمتفوقين.* أخيرًا ليس من المنطق مطالبة (الموظف) بالعطاء والتفاني وهو محروم من أبسط حقوقه، واسألوا (الأخ سعيِّد).

مشاركة :