قبل يومين قمت برحلة غير مخطط لها إلى بعض أحياء مدينة جدة القديمة، ومنها وتحديداً حي (الصحيفة)، وألفيت نفسي بعد جولة دامت زهاء الساعة في شوارع وأزقة يعشش في بعض منها البؤس المقرون بالأسى، لا بل وعشوائية ضاربة أطنابها في كل زاوية من هذا الحي (الحارة)، التي لا يساورني أدنى شك في كونها من تلك الحارات (الأحياء) الحديثة نسبياً.. وبدا لي أن بعض أجزاء الحي غادرها سكانها الأصليون ونزحوا إلى شمال جدة أو شرقها، وتركوا وراءهم عمائر وبيوتاً متهالكة، وربما وشيكة على الانهيار، أما التدريجي أو الكارثي مرتعاً للعمالة التي تعج بها الشوارع والأزقة، وهي عمالة بدت لي من كل جنس ولون يمكن تخيله، وفي غمرة بحثي عن مخرج سالك أعود منه إلى جادة الطريق؛ استرعى انتباهي الوضع المزري للنظافة، فأكوام المخلفات تملأ الأزقة على نحوٍ لافت، وتفيض بها الساحات المفتوحة، وبدا لي وكأن شركة النظافة الموكول لها نظافة هذا الحي لما تصل إلى هناك بعد..! لقد غادرت الحي وأنا أضرب أخماساً في أسداس، وسؤال عريض يقفز أمامي: هل يا ترى زارت لجنة حصر ومعالجة الأحياء العشوائية هذا الحي؟ وما جاوره من أحياء؟ هي في مسيس الحاجة إلى عناية تخطيطية وعمرانية تخلص هذا الحي من حالة البؤس المقيم.. لفت نظري إعلان يتدلّى من إحدى العمارات المتداعية يقول: "الموقع للاستثمار"؟.. العمارة تنتصب على شارع لا يزيد عرضه عن عرض (3) سيارات هامر، إلا أن أهمية الموقع أنه يُطل على الشارع الرئيس وزقاق تعيس؟! فهل من مستثمر يشتري الموقع ليضاعف دخله عند تقدير وتثمين الموقع عند إزالة العشوائيات؟! أين عن الموقع صائدو المنح؟! * ضوء: (الليل أخفى للويل). As-dirbas@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (34) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :