تراجعت أسعار النفط في تعاملات أمس، إثر زيادة في عدد الحفارات الأمريكية الأسبوع الماضي لكن الأسعار لا تزال قرب أعلى مستوياتها منذ منتصف 2015 مدعومة باتفاق «أوبك» ومنتجين آخرين على تمديد تخفيضات الإنتاج.وقالت بيكر هيوز لخدمات الطاقة في تقرير الجمعة الماضي، إن الشركات الأمريكية أضافت حفارين في الأسبوع المنتهي في أول ديسمبر/ كانون الأول ليصل الإجمالي إلى 749 وهو الأعلى منذ سبتمبر/ أيلول.فقد برميل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 46 سنتا بما يعادل 0.8 % ليسجل 57.90 دولار.ونزلت العقود الآجلة لخام برنت 39 سنتا أو 0.6 % إلى 63.34 دولار للبرميل.وعدد الحفارات الأمريكية مؤشر مبكر للإنتاج في المستقبل، حيث ارتفع كثيرا من 477 حفارا قبل عام بعدما رفعت شركات الطاقة خططها الخاصة بالإنفاق لعام 2017. توقعت شركة البترول الوطنية الماليزية بتروناس في تقرير أن تستقر أسعار النفط في نطاق بين 50 و70 دولارا للبرميل. وقالت الشركة في تقريرها «في رأينا أن توقعات سعر النفط ستحوم حول الخمسينات والستينات من الدولارات» مضيفة أن سعر المئة دولار للبرميل «أصبح من الماضي».وأضافت أن نموا صحيا مستمرا للطلب العالمي سيسهم في التعجيل بهبوط مخزونات الخام والوقود والإسراع بخطى عودة التوازن للسوق.وتابع التقرير «حاليا الطلب العالمي 98 مليون برميل يوميا ومن المتوقع أن ينمو 1.4 مليون برميل يوميا في 2018».وأضاف أن نحو 60 % من النمو سيأتي من منطقة آسيا والمحيط الهادي لا سيما الصين والهند.أبلغ وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الصحفيين أمس الاثنين أن من المتوقع أن تظل أوبك ملتزمة بسياسة تخفيضات الإنتاج الحالية في النصف الثاني من 2018 لكن منتجي النفط يملكون وفرة من المعروض بما يسمح لهم بالتعامل مع أي تعطيلات مفاجئة.كان الفالح يتحدث إثر اجتماع مع وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري الذي قال إن أوبك ستأخذ قراراتها بنفسها وإنه يرى أن بوسع الولايات المتحدة العمل في إطار ذلك.وقال مسؤولون ومصادر في قطاع الطاقة إن شركة إكسون موبيل تدرس استكشاف النفط والغاز قبالة السواحل المصرية سعيا لتكرار نجاح منافسيها في البلاد وتعزيز احتياطاتها.وقال وزير البترول المصري طارق الملا إن مسؤولين بأكبر شركة مدرجة لإنتاج النفط في العالم أجروا محادثات في الآونة الأخيرة مع وزارة البترول المصرية لمناقشة استثمارات في إنتاج النفط والغاز المعروفة باسم عمليات المنبع.وقال الوزير على هامش اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في فيينا «كنا نتناقش معهم ونزورهم. وقاموا بزيارتنا.. نستكشف كل الفرص لجذب المزيد من الشركات العاملة بقطاع المنبع إلى مصر».وأضاف «سيسعدني أن يكونوا معنا»، مشيرا إلى أنه لم يتم اتخاذ قرار حتى الآن.وذكرت مصادر في القطاع أن إكسون موبيل تدرس استكشاف حوض شرق البحر المتوسط.ومن المقرر أن تبدأ شركة إيني الإيطالية هذا الشهر إنتاج الغاز من حقل ظُهر في البحر المتوسط وهو من أكبر الاكتشافات خلال السنوات العشر الأخيرة.وقال مصدر «بعد حقل ظُهر، كانت هناك إعادة تقييم لربحية المحفظة في مصر» من جانب إكسون. وأضاف أن إكسون تبحث عن «أصول من الدرجة الأولى» ذات إمكانات كبيرة.وأكدت مصادر مطلعة بالقطاع أن إكسون تدرس أيضا فرصا في البحر الأحمر، حيث تعد القاهرة لطرح مناطق امتياز للتنقيب في عطاءات.وتشير المراجعة الإحصائية للطاقة العالمية التي تجريها بي.بي إلى أن احتياطات مصر بلغت 3.5 مليار برميل من النفط و1.8 تريليون متر مكعب من الغاز في 2016. كثفت مصر جهودها في الآونة الأخيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى قطاعها النفطي لدعم اقتصادها المتعثر.وبجانب إيني، تجري بي.بي ورويال داتش شل أيضا عمليات كبيرة في مصر في مجال إنتاج الغاز البحري، الذي يستهلك محليا على الرغم من أن القاهرة تهدف لأن تصبح مصدراً للغاز.(رويترز)
مشاركة :