غزة:«الخليج»، وكالاتاتهم موظفو الحكومة السابقة التي كانت تديرها حركة «حماس» في قطاع غزة، أمس، حكومة الوفاق الوطني ب «إعلان الحرب» عليهم، بسبب عدم التزامها بصرف رواتبهم عن الشهر الماضي، تطبيقاً لما تم التوافق عليه بين حركتي «فتح» و«حماس» في اتفاق المصالحة الموقع بالقاهرة في 12 من أكتوبر الماضي، فيما اتفقت حركتا «فتح» و«حماس»على تمكين حكومة«الوفاق»من قطاع غزة خلال أيام، بينما وصل وفد من المخابرات المصرية إلى القطاع لمتابعة المصالحة. واحتشد عشرات الموظفين في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، بدعوة من «الحملة الشعبية لمناصرة موظفي غزة» تنديداً بتنصل حكومة الوفاق من التزاماتها، وعدم صرفها رواتبهم أسوة بموظفي السلطة الفلسطينية. وقال الناطق باسم الحملة مهدي مشتهى إن إعلان صرف رواتب موظفي السلطة الفلسطينية عن الشهر الماضي واستثناء نحو 40 ألف موظف من موظفي غزة لهو»بمثابة إعلان حرب على الموظفين وأسرهم وتجاوز صارخ وصريح للمصالحة الوطنية».واعتبر مشتهى في كلمة خلال الوقفة الاحتجاجية، أن استثناء حكومة الوفاق لموظفي غزة «جاء على قاعدة التمييز والإصرار على تكريس الانقسام بين شطري الوطن وزرع الفتنة والبغضاء بين الموظفين في وطن واحد». وقال «لا تزال الحكومة تواصل هذه الإجراءات العنصرية والتي كان آخرها دعوة موظفي الوطن الواحد للتصادم والتنازع على مقعد واحد والوزارة الواحدة، دون حل واضح لقضيتنا».وشدد مشتهى على رفض موظفي غزة كل محاولات القفز عن المصالحة الوطنية وتنفيذ بنود اتفاقات القاهرة، مؤكداً أن الموظفين لن يسمحوا بأي حال من الأحوال ب «زرع الفتنة والبغضاء بينهم». وطالب مشتهى العمل الفوري على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بالقاهرة، ودمج الموظفين من خلال اللجان المختصة والمتفق عليها، والمسارعة بصرف راتب نوفمبر لكل الموظفين بلا استثناء؛ «فوضع الموظفين لم يعد يحتمل مزيداً من التأخير».ووصل مسؤول الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات المصرية اللواء سامح نبيل إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون/‏إيريز، للانضمام إلى الوفد الأمني مصري المتواجد في القطاع منذ عشرة أيام، لمتابعة تطبيق اتفاق المصالحة الوطنية.في الأثناء، اتفقت حركتا «فتح» و«حماس» في القاهرة ليل الأحد/‏الاثنين على أن تنهي حكومة الوفاق الوطني تسلم مسؤولياتها في قطاع غزة بحلول 10 من ديسمبر كانون الأول المقبل. وقال مسؤول فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه إن وفدي الحركتين اتفقا في ختام جولة حوار عقدت في العاصمة المصرية على «إتمام تمكين الحكومة بتسلم كافة المسؤوليات في قطاع غزة حتى الأحد القادم». وبحسب المسؤول فإن الحكومة ستتسلم أيضا خلال الأسبوع الجاري كافة إيرادات وزارة المالية في قطاع غزة الذي تسيطر عليه «حماس»، وستقوم أيضا بتغطية رواتب موظفي «حماس» في القطاع عن الشهر الماضي، مشيراً إلى أنه سيتم في وقت لاحق تحديد وقت دفع الرواتب وإن كانت بشكل جزئي أو كلي.وأضاف المسؤول أن «حماس» طالبت أيضا «بإلغاء كافة العقوبات على غزة وكان هناك تفهم من فتح بالاستجابة» فور تمكن حكومة الوفاق من استلام كافة مهامها.