الأزهر.. 1000 عام في خدمة المنهج الإسلامي المعتدل

  • 9/21/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

جامع الأزهر أنشأه الفاطميون منذ أكثر من ألف عام، حيث وضع جوهر الصقلي حجر الأساس له، بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، في 14 رمضان سنة 359 هـ (971م)، وافتتح للصلاة لأول مرة في 7 رمضان سنة 361 هـ، ومنذ ذلك التاريخ والجامع الأزهر الشريف جامعا وجامعة، يقوم بدوره على أكمل وجه في نشر المنهج الإسلامي الوسطي المعتدل ومواجهة كافة أشكال التطرف والتشدد الديني. وجاءت المبادرة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، لترميم الجامع الأزهر الشريف استكمالا للدور الرائد الذي يقوم به وتقديرا لهذه المؤسسة الدينية العريقة التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ. ويقول الدكتور مجاهد الجندي، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر لـ«عكاظ»: ترجع تسمية جامع الأزهر الشريف بهذا الاسم نسبة إلى فاطمة الزهراء رضي الله عنها والتي ينتسب إليها الفاطميون. وأضاف: لم يلبث الجامع الأزهر أن أصبح جامعة، يتلقي فيها طلاب العلم مختلف العلوم الدينية والعقلية، ويرجع الفضل في إسباغ الصفة التعليمية عليه إلى الوزير يعقوب بن كلس، حيث أشار على الخليفة العزيز سنة 378 هـ بتحويله إلى معهد للدراسة، بعد أن كان مقصورا على العبادات الدينية فقط. وأضاف الجندي: أقيمت الدراسة فعليا بالجامع الأزهر الشريف في أواخر عهد المعز لدين الله الفاطمي، عندما جلس قاضي القضاة أبو الحسن بن النعمان المغربي سنة 365 هـ (أكتوبر 975م) في أول حلقة علمية تعليمية، ثم توالت حلقات العلم بعد ذلك، وكانت حلقات التدريس هي طريقة وأساس الدراسة بالأزهر، حيث يجلس الأستاذ ليقرأ درسه أمام تلاميذه والمستمعين إليه الذين يتحلقون حوله، كذلك يجلس الفقهاء في المكان المخصص لهم من أروقة الجامع الأزهر. وأوضح الجندي أنه كان لا يتم الاعتراف بالأستاذ ليتولى التدريس إلا بعد أن يجيزه أساتذته ويستأذن من الخليفة، لافتا إلى أن حلقات الدراسة كانت بدءا بين الفقه، والحديث، والتفسير، واللغة، وغيرها من العلوم الشرعية، ويعتبر العصر المملوكي من العصور الزاهية للأزهر الشريف، حيث ذاع صيته، وأخذ مكانته كمركز تعليمي، وزود بالمكتبات والكتب النفيسة، إلى أن أصبحت مكتبته واحدة من أكبر وأعظم مكتبات الشرق والعالم، لما حوته من كنوز ونفائس، واستمر إعماره وتحسين نظمه وفرشه من قبل العديد من سلاطين المماليك، حتى أصبح المدرسة الأم بالقاهرة، والجامعة الإسلامية الكبرى التي لا ينافسها أي معهد آخر بالعالم الإسلامي.

مشاركة :