يواجه فريق النادي العربي هذا الموسم المرحلة الأخطر في مسيرته بالدوري المحلي في ظل تردي النتائج، والتي جعلته يقبع في ذيل جدول الترتيب مع اقتراب القسم الأول من نهايته، وهو الأمر الذي يهدد مستقبله في دوري النجوم بعد أن أصبح من أبرز المرشحين للهبوط إلى الدرجة الثانية. على الرغم من المحاولات المستميتة لمنح الفريق قبلة الحياة من خلال تصحيح بعض الأوضاع في صفوف الفريق من خلال إجراء تعديلات داخل الجهاز الفني بالاستعانة بالمدرب الكرواتي لوكا بوناسيتش بديلاً للتونسي قيس اليعقوبي الذي أقيل من منصبه عقب الجولة السابعة بسبب سوء النتائج، إلا أن الأمور ظلت كما هي دون جديد، واستمر نزيف النقاط بلا توقف. العربي وبعد مرور 10 جولات من المسابقة لم يحصد سوى 6 نقاط فقط جراء الفوز في مباراة واحدة فقط أمام الفريق القطراوي بنتيجة 2/1، وتعادل في 3 مباريات مع الأهلي 2/2 والخريطيات والمرخية بنتيجة 1/1، في حين تلقى 6 هزائم أمام السيلية 3/1 والدحيل 2/0 وأم صلال 4/1 والسد 3/1 والريان 4/2 والغرافة 3/1. وتكشف الإحصائيات والأرقام أن الفريق لم يسجل سوى 12 هدفاً، مما يجعله من أقل الفرق فاعلية على مرمى المنافسين، في حين ينفرد الفريق بكونه الأضعف دفاعياً من بين جميع أندية الدوري بعد أن تلقت شباكه 24 هدفاً، وهو ما يؤكد أن هناك بالفعل أزمة فنية داخل صفوف الفريق تدق ناقوس الخطر وتحتاج إلى تدخل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان. «العرب» من جانبها حرصت عل معرفة العوامل الأساسية للتدهور الحادث داخل قلعة العرباوية، والحلول العاجلة للخروج من هذا النفق من خلال آراء عدد من خبراء اللعبة. علي السليطي: التعاقدات لم تكن موفقة أكد علي السليطي رئيس جهاز الكرة الأسبق بالنادي العربي، أن التعاقدات التي أجرتها إدارة النادي في بداية الموسم، على مستوى اللاعبين المواطنين والمحترفين لم تكن موفقة، لأن البديل لم يكن في مستوى اللاعبين الذين رحلوا عن الفريق باستثناء خلفان إبراهيم. وقال السليطي: لا يجب أن نظلم المدرب ونحمله المسؤولية كاملة، فالمدرب يتحمل فقط 30 % منها، بينما يتحمل اللاعبون الباقي.. وتساءل: «ماذا يستطيع أي مدرب أن يقدم إذا ما لم يكن معه الأدوات المناسبة» وأضاف: هناك أنا لا أدافع عن المدرب الجديد للفريق، والذي شاهدنا منه بعض الأخطاء في المباريات التي قادها حتى الآن، بعد أن لعب بأسلوب مفتوح أمام الريان القوي، بينما لعب بأسلوب أقرب للدفاعي أمام المرخية، وهذا أمر غريب. وتابع: يجب على إدارة النادي أن تتعاقد مع لاعبين محترفين مميزين في فترة الانتقالات في خط الوسط، بدلاً من الاختيارات الحالية، ولا أعرف لماذا تم التعاقد مع محترفين اثنين في قلب الدفاع، بدلاً من خط الوسط، ويكفينا ما قدمناه مع الفريق الذي يعد خط دفاعه الأضعف. عبيد جمعة: مشكلة إدارية في المقام الأول اعتبر عبيد جمعة -المحلل بقنوات الكأس- أن المشكلة الحقيقية التي يعاني منها العربي حالياً هي إدارية في المقام الأول، حسب اعتقاده، بعد أن تم تغيير فريق الكرة بالكامل في بداية الموسم، والسماح لعدد كبير من أبناء النادي بالرحيل عن صفوفه؛ مثل: بوعلام خوخي، وعمر العمادي، وعلي جاسم، ومحمد شعبان، وعبدالله العريمي، ورجب حمزة. وأضاف عبيد جمعة: بالطبع الإمكانيات المادية وقفت حائلاً أمام استقطاب لاعبين مميزين سواء من المواطنين أو المحترفين، لأن هناك لاعبين رفضوا الانضمام للفريق، بسبب وجود مشاكل في صرف رواتب لاعبين سابقين، وبالتأكيد فاللاعبون يتحدثون مع بعضهم لبعض، وينقلون المصاعب التي واجهوها في النادي في صرف مستحقاتهم. وتابع قائلاً: أعتقد أن الاستعانة بفريق جديد بالكامل يحتاج إلى فترة طويلة من الوقت حتى ننتظر منهم النتائج المطلوبة، وهو أمر فيه مخاطرة كبيرة، وأنا شخصياً أرى أن الحل العاجل لا بد وأن يتركز في ضرورة البحث عن محترفين على مستوى عالٍ؛ بما يشكل عموداً فقرياً للفريق حتى يمكنهم مساعدة الفريق في القسم الثاني. عبد الله صقر: ما يحدث للعربي أمر محزن أعرب عبد الله صقر، نائب رئيس جهاز الكرة بنادي الوكرة السابق، عن أسفه الشديد للتراجع الكبير الذي يشهده فريق العربي في مسابقة الدوري، وقال: «بكل تأكيد ما يحدث للعربي هو أمر محزن لجميع عشاق الكرة القطرية وليس للعرباوية فقط، فالفريق لا يستحق هذا المركز المتراجع في جدول المسابقة، وأعتقد أن السبب وراء ذلك هو إمكانيات اللاعبين الحاليين والتي لا تتناسب مع اسم العربي، باستثناء لاعب واحد فقط هو خلفان إبراهيم الذي يجتهد بقدر الإمكان بشكل فردي، لكن هذا الأمر لن يجدي لأن كرة القدم تعتمد على اللعب الجماعي. وتابع: الحل الوحيد لإنقاذ الفريق من كبوته هو تكاتف أبناء العربي داخل وخارج النادي، والبحث العاجل عن دعم مادي لجلب أفضل العناصر، كما أن لاستقرار الفني داخل لفريق أمر في غاية الأهمية، لأن كثرة التغييرات في الجهاز الفني لن تجدي نفعاً، بل ستتسبب في إهدار المزيد من الوقت. أحمد خليل: الهبوط.. الحل الوحيد للإنقاذ اعتبر أحمد خليل -حارس مرمى العربي والمنتخب العنابي الأسبق- أن غياب الاستراتيجية هو السبب الرئيسي وراء ما يعانيه النادي العربي حالياً، مؤكداً أن هناك أسباباً تراكمية مستمرة على مدار 20 سنة، أوصلت الفريق لهذا الحال، والذي يعاني فيه كل موسم من شبح الهبوط، مضيفاً أن هذا ليس تقليلاً من الإدارة الحالية، التي تحاول جاهدة البحث عن حلول. وقال خليل: أعتقد أن عدم وجود قاعدة من اللاعبين الشباب في النادي أمر في غاية الخطورة، في ظل الاعتماد على لاعبين جاهزين من الخارج، بعد أن كان النادي مورداً أساسياً لكل الأندية الأخرى باللاعبين المميزين. وتابع: من الأخطاء التي ترتكبها الإدارات المتعاقبة التعجل في انتظار النتائج، وهو ما يضطرها في أغلب الأحيان لتغيير الأجهزة، وهذا ما يضرب الاستقرار الفني في مقتل، وأنا شخصياً لم أكن أرى أن هناك داعياً لتغيير المدرب السابق، والتعاقد مع مدرب جديد، لأن إمكانيات اللاعبين لا تساعد أي مدرب. وأضاف خليل: الحل الوحيد -لخروج الفريق من أزمته الحالية- هو الهبوط للدرجة الثانية، والبدء في العمل من جديد، وعلى أرضية صلبة، لبناء فريق قوي وفق الإمكانيات المادية، التي تتحدث عنها الإدارة باستمرار.;
مشاركة :