يقول المثل (على نفسها جنت براقش) ومن رقص على رؤوس الثعابين طيلة 37 عاما كان فيها رئيسا لليمن الشمالي منذ 1978 وبعدها رئيسا لليمن الموحد منذ سنة 1994 إلى أن أجبر على الاستقالة بعد ثورة شعبية سنة 2011 لم يكن حكيما وذكيا بما فيه الكفاية حتى ينسحب من المشهد السياسي ويقضي ماتبقى من حياته في راحة واستجمام ولكنها شهوة السلطة وجنون العظمة التي جعلته يتحالف مع عصابة الحوثيين ويدخل اليمن في جحيم ونفق مظلم .أيضا كانت عنده فرصة ذهبية بعد محاولة اغتياله فقد نجا من الموت بأعجوبة وتكفلت المملكة العربية السعودية بعلاج جسمه من الحروق الشديدة التي سودت وجهه ولكنه بدل أن يستقر في السعودية أو الإمارات حيث ابنه كان يشغل منصب السفير إلا أنه رجع إلى اليمن وتحالف مع الحوثيين الذين خاض ضدهم ستة حروب ولكنها المصالح السياسية التي تحول العدو إلى صديق فقد توحد الهدف عند المقبور صالح وعصابة الحوثيين وكان إفشال المبادرة الخليجية وإزاحة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور والاستيلاء على السلطة ولولا هذا التحالف لما استطاع الحوثيون أن يقوموا باحتلال عدد من المحافظات اليمنية والسيطرة على العاصمة صنعاء.كثير من الفرص ضاعت على المقبور صالح حتى ينأى بنفسه عن مستنقع السياسة ويعيش بهدوء وسلام ويسلم الراية لمن بعده ولكنه الطمع والمثل يقول (من طمع طبع) وهو لم يطبع فقط ولكنه تم إعدامه والتمثيل بجثته بعد أن تم استدراجه ووقوعه في كمين نصبه له الحوثيون ، فقد كانت حساباته خاطئة وكان يتوقع أن يثور الشعب اليمني ويقف معه ويعيده مرة أخرى للسلطة ولكن نظرا للتجارب المريرة التي عاشها الشعب اليمني مع المقبور صالح فقد رفض الشعب أن يقوم بثورة يسرقها منه وينسبها لنفسه ويستثمرها ويجيرها لصالحه.من غرائب الصدف أن يرحل علي عبدالله صالح ليس من المشهد السياسي ولكن من الحياة في نفس اليوم الذي رحل فيه المقبور القذافي في يوم 4/12 من سنة 2011 المقبور صالح في نفس اليوم من سنة 2017 وأيضا نفس السيناريو ونفس النهاية المأساوية وهي نهاية كل طاغية أذاق شعبه الذل والهوان ونهب خيراته وجثم على صدره ما يقارب الـ 40 سنة وأيضا كان يخطط ويتآمر على جيرانه والشعب الكويتي لاينسى الموقف المتآمر لكل من المقبور صالح والمقبور القذافي فقد كانا من المؤيدين للمقبور صدام حسين الذي كانت نهايته نفس نهاية هؤلاء الطغاة وكل من وقف ضد الكويت وشجع وأيد الاحتلال كان مصيره مزبلة التاريخ في الدنيا وبئس المصير في الآخرة وهي لاشك حوبة الكويت التي تعرضت لأبشع عدوان على أراضيها حيث شطبت من الخريطة ولكنها تحررت وهي باقية في عز والطغاة الذي تآمروا عليها كانت نهايتهم مذلة ومأساوية وهي نهاية كل طاغية.نأمل أن تكون نهاية المقبور صالح بداية انفراج للحرب اليمنية لأن اليوم الشعب اليمني قد توحد في مواجهة الاحتلال الإيراني من خلال الوكيل الحصري الحوثيين وقد تكون الجريمة التي ارتكبتها هذه العصابة بإعدامها المقبور صالح قد تفتح على الحوثيين أبواب جهنم فهناك كراهية وثأر لدى الشعب اليمني ضد هذه العصابة وقد تشهد الأيام القادمة تطورات لصالح القضية اليمنية حيث ستنطلق عملية (يمن العروبة) التي سوف تشرف عليها حكومة اليمن الشرعية وقوات التحالف بمشاركة أنصار المقبور صالح .نعتقد أن الخطأ الإستراتيجي الذي ارتكبه قادة دول مجلس التعاون الذي ينعقد في الكويت هو تجاهل اليمن ورفض انضمامها لمجلس التعاون ولو كانت عضوا في المجلس لما تجرأ النظام الإيراني على العبث بأمن اليمن واستقراره بواسطة الحوثيين والتدخل في شؤونه.إن اليمن يمثل العمق الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية ودول الخليج علاوة على أنه مخزون بشري يمكن الاستفادة منه بدل العمالة الوافدة التي أخلت بالتركيبة السكانية لدول مجلس التعاون . قال تعالى (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) والطغاة الذين ذكرناهم لم يظلموا أنفسهم فقط ولكنهم ظلموا شعوبهم وظلموا الأمة العربية والإسلامية معهم فقد كان احتلال الكويت سنة 1990 هو مقدمة لكل الكوارث التي حلت بالشعوب العربية من حروب طائفية وثورات الربيع العربي وهي التي فتحت الباب على مصراعيه للتدخل الإيراني في شؤون الدول الخليجية والعربية وإثارة الفتن والحروب الطائفية وكما شرب الخميني كأس السم بعد إعلان وقف إطلاق النار للحرب العراقية الإيرانية سوف يشرب خليفته خامنئي نفس الكأس بعد هزيمة الحوثيين وكذلك هزيمة حزب الله وكل التنظيمات الإرهابية التابعة للراعي الرسمي للإرهاب العالمي النظام الإيراني والآية الكريمة تقول (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ واللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) .أحمد بودستور
مشاركة :