مأساة إنسانية في الغوطة الشرقية! - مقالات

  • 12/6/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعيداً عما يحدث خلف كواليس عملية التسوية السورية للوصول الى سكة حل، وما سيحدث أمام الانتقال السياسي الذي يحقق رحيل بشار الأسد. وبعيداً عن تطلعات الجهود العربية والدولية والاقليمية بهذا الشأن. وبعيداً عن سعي قوى المعارضة لتوحيد الوحدة وتحقيق تطلعاتها المستقبلية، فاليوم لا يهمنا مصير الأسد وبقاءه على قدر ما نشاهده من آلام ومآسٍ إنسانية يتعرض لها الشعب السوري في كل يوم. فالسوريون المحاصرون في الداخل وفي منطقة الغوطة الشرقية لدمشق تحديداً، يتعرضون لمأساة انسانية وانتهاك صارخ لحقوق الانسان لا يعلم فصولها إلا الله... فمنذ سبتمبر الماضي، اضطر نحو 174 ألف شخص أو أكثر في بلدة دوما المحاصرة لاتباع استراتيجية صعبة، تتطلب التكيف مع الوضع المزري جراء الغارات الجوية المتواصلة والقصف المدفعي المكثف بين مناطقها، حيث يضطر المحاصرون لأكل ما في القمامة من فضلات غذائية، وإجبار اطفالهم وأولادهم على التناوب في تناول الطعام، جراء الظروف القاسية والنقص الشديد في الغذاء. فالوضع الطارئ لم يعد يحتمل، فيجبر الناس على تناول الطعام الفاسد الذي انتهت صلاحيته، حتى وصل الحال إلى تناول علف الحيوانات والنفايات ان وجد. هذا وقد يضطر هؤلاء المحاصرون الى البقاء في البيوت لايام عدة من دون شيء. نعم، ساد الفقر وكثر التسول والكثيرون يقومون بأنشطة خطيرة للحصول على قوت يومهم. فالتقارير كشفت عن وقوع كثير من حالات الاغماء والتقيؤ بسبب حالة الجوع، والظروف المحيطة بالاطفال وكبار السن لا تسر بتاتا، فضلاً عن تقرير برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة الذي كشف عن معلومات تفيد عن اشخاص لقوا حتفهم جراء ما يعانونه من جوع قاتل تسبب في انتحارهم في دوما، حيث يعاني معظم الاهالي هناك من فقر مميت ونقص كبير في الطعام، فيلجأ أفراد المنازل إلى سياسة التقشف والتناوب عند اكل الطعام في ظل الحصار الظالم الذي يفرضه النظام الاسدي على منطقة الغوطة. كان ذلك منذ سنوات بسبب وجود معقل الفصائل المعارضة هناك، وبالتالي ظلت المنطقة محاصرة بشكل جائر منذ سنة 2013 ولغاية اليوم، حيث سجل أعلى نسبة سوء تغذية بين الاطفال السوريين منذ اندلاع الحرب. ويبقى السؤال: ما ذنب هؤلاء الاطفال الابرياء من ويلات الحروب الدائرة حتى يعانوا من سوء التغذية التي بلغت ارقاماً قياسية في تاريخ سورية؟ التقرير الاممي أشار إلى أن هناك انتهاكات صارخة لحقوق الأطفال والانسان، وان أكثر من ثلث الاطفال قد يعانون من مرض التقزم، وهو ما يزيد من خطر تعرضهم لأمراض أخرى أو الموت السريع. فالحياة في الغوطة لم تعد طبيعية بل كلما طال الانتظار فيها ازداد الحال سوءاً وعنفاً، وتعمّد القوات الحكومية محاصرتها بشكل محكم، في ظل قرار وقف المساعدات الانسانية وارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص الدواء امام بقعة يقطن فيها نحو 400 ألف شخص محاصر! اذا تصاعد حدة العنف في الحروب واستخدام لغة الحصار الجائر في الغوطة الشرقية أدى إلى تدمير صحة ومستقبل الاطفال ثم حرمان العشرات من المحاصرين من امكانية توفير غذاء لهم، ما يعد انتهاكا صارخا لادنى الحقوق الانسانية. نعم تتوالى الماسأة الإنسانية وتزداد قساوة وتدهورا في الاسابيع المقبلة، ولا نجد من يلتفت اليهم من العالم. سيفقد الشعب السوري في الداخل كل ابجديات التكيف مع الغذاء بسبب منظومة القمع والاستبداد الاسدي التي يمارسها النظام الحاكم، غير ان مجلس الامن لم يتجرأ لحظة على تنفيذ قراراته المتعلقة بحماية المدنيين لرفع الظلم والحصار عنهم... بالله عليكم كيف سيكون حال الاطفال المحاصرين هناك؟ حقا انها كارثة بكل معنى الكلمة. ولكل حادث حديث... alfairauz61alrai@gamail.com

مشاركة :