وسط القصف المستمر من قبل قوات النظام السوري على منطقة الغوطة الشرقية، دعت الأمم المتحدة إلى الوقف الفوري للهجمات، فيما سلَّطت الصحافة الدولية الضوء على يأس وضعف السكان في ظل مخاوفهم من أن تتحول هذه المدينة إلى حلب جديدة. ووفقًا لما ذكرته صحيفة "كورييه إنترناسيونال" الفرنسية، فإن تنهال كل دقيقة، 20 إلى 30 قذيفة على المناطق السكنية، فلقي ما لا يقل عن 77 مدنيًّا -منهم 20 طفلًا- مصرعهم الاثنين على يد قوات بشار الأسد، في مذبحة تهدف إلى القضاء على آخر جيوب المعارضة بالقرب من دمشق. وقال منسق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية بانوس مومتزيس، إن "التفجيرات التي تستهدف المدنيين يجب أن تتوقف فورًا"، وأضاف: "الوضع الإنساني للمدنيين في الغوطة الشرقية خارج نطاق السيطرة تمامًا". وبحسب تحليل لمراسلة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في الشرق الأوسط "لينا سنجاب" فإن هذه الهجمات "لم تستهدف المدنيين فحسب، بل وكل ما لديهم من وسائل البقاء على قيد الحياة: المخابز، والمستودعات. أي شيء يحتوي على الغذاء قد تضرر". وأوضحت: "هذا هو أسوأ يوم من القصف عاشه الناس منذ سنوات؛ إذ يخشى السكان سيناريو جديدًا قريبًا من حلب". ويشير مايكل يانسن الخبير بشؤون الشرق الأوسط بصحيفة "ذا إريش تايمز"، إلى أن "بلدات الغوطة الشرقية خضعت لسيطرة المقاتلين المعارضين عام 2013، وهي الآن الملاذ الأخير لمقاتلي فيلق الرحمن بمنطقة دمشق، ويسعى نظام بشار الأسد حاليًّا إلى "ممارسة ضغوط عسكرية" على هذه المنطقة للتخلص من هؤلاء المقاتلين. التقرير الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" من قلب الغوطة الشرقية، أظهر يأس المواطنين، الذين يستعدون للأسوأ. ونُقل عن سمير سليم، وهو منقذ بمنظمة الحماية المدنية في الخوذ البيض: "إن النظام يعتزم مهاجمتنا من جميع الأطراف". وبيَّنت صحيفة "واشنطن بوست" أن "ما يميز الغوطة الشرقية عن باقي أنحاء البلاد، أنها ليس لديها أسباب تجعل أي دولة توجه إليها المساعدة". وأوضحت أن "القوى الدولية المشاركة في أجزاء أخرى من سوريا، لديها مصالح استراتيجية قليلة من شأنها أن تدفعها إلى العمل في ضاحية يقطنها أقل من 350 ألف شخص، ولا تربطهم حدود دولية". ونتيجة لذلك، كتبت الصحيفة: "لا عوامل مساومة -مثل تركيا أو روسيا أو الولايات المتحدة- لنشر قوات برية أو التوصل إلى اتفاق وراء الكواليس، وهي مبادرات ساعدت على الحد من العنف في أماكن أخرى من البلاد".
مشاركة :