معارك طاحنة تشل الحياة في صنعاء

  • 9/21/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شلت المعارك الدامية في صنعاء في يومها الثالث -بين مقاتلي الحوثيين والسنة المدعومين من قوات حكومية- الحياة في العاصمة اليمنية، حيث خلت الشوارع وأغلقت الجامعات والمدارس والمتاجر أبوابها وعلقت الرحلات الجوية الدولية، ولم تفلح جهود الامم المتحدة في التوصل الى هدنة؛ ما دفع الرئيس عبدربه هادي منصور لوصف هجوم التمرد الحوثي الشمالي بأنه "محاولة انقلاب"، وذلك خلال استقباله، أمس، سفراء البلدان الداعمة للاتفاق السياسي الذي تنحى بموجبه عن الحكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال: إن إطلاق النار على مقر التلفزيون الذي قطع برامجه طوال ساعات وعلى منشآت رسمية أخرى، يؤكد هذا المسار الانقلابي. ومنذ اكثر من شهر يعتصم المتمردون الذين يسيطرون على محافظة صعدة (شمالا) مع أنصارهم في العاصمة صنعاء ومحيطها للمطالبة بإقالة الحكومة المتهمة بالفساد، وبالحق في المشاركة في تعيين الوزراء وبمنفذ على البحر. وتكثفت المعارك في منطقة المطار شمال العاصمة ما أدى لتعليق رحلات الخطوط الاجنبية منذ الجمعة. واستهدف اطلاق النار مبنى التلفزيون العام ما خلف جرحى بين موظفيه الذين حوصروا في داخله، بحسب ما أعلن. وقتل ثلاثة مدنيين في قصف شمال غرب صنعاء على شارع الثلاثين الرئيسي القريب من جامعة الامام، التي يحاول مقاتلو ما يسمى "أنصار الله" انتزاع السيطرة عليها من مقاتلي حزب الاصلاح السني. وأصابت قذيفة مستشفى في المنطقة ذاتها ما ادى الى مقتل مدني. وقتل 22 مدنيا خلال ثلاثة ايام في هذه المنطقة، بحسب مصادر المستشفيات. ولازم سكان الاحياء القريبة من مناطق القتال منازلهم السبت، فيما كانت الحركة خفيفة في انحاء المدينة، وفقا لمراسلين. وظهرا، سقطت على مقر القيادة السابق للواء الاول مدرع القريب من جامعة الإمام قذائف اطلقها متمردون شيعة، فارتفعت في السماء سحب الدخان. وطلبت جامعة صنعاء في القطاع نفسه من الطلاب اخذ اجازة إلزامية حتى منتصف تشرين الاول/اكتوبر بعد سقوط عدد من القذائف في حرمها. وعلقت السلطات الدراسة في المدارس والمعاهد حتى اشعار آخر. وذكر سكان أن إحدى اكبر اسواق العاصمة سوق علي المحسن في وسط منطقة المعارك، مغلق منذ ثلاثة ايام، مما بدأ يؤثر على تأمين الفواكه والخضار. ويبدو الحوثيون الذين يسعون لتوسيع مناطق نفوذهم استباقا للدولة الفدرالية القادمة التي ستتشكل من ست مقاطعات، عازمين اكثر من اي وقت مضى على حسم المعركة مع خصمهم حزب الاصلاح الذي يتهمونه بالسعي الى التمركز في معقلهم بمحافظة صعدة. كما يسعون الى استثمار تقدمهم العسكري للحصول على تلبية كاملة لمطالبهم من السلطة التي تبدو عاجزة، على الاقل حتى الآن، عن احتواء هجومهم. وقد رفض الحوثيون الشهر الماضي اقتراحا للرئيس عبد ربه منصور هادي بتعيين رئيس وزراء جديد وخفض زيادة مثيرة للجدل لاسعار الوقود. وهذان مطلبان اساسيان من مطالبهم. وعاد مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر مساء الجمعة من صعدة الى صنعاء دون التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار. وقال بن عمر للصحافيين بعد ثلاثة ايام من المفاوضات مع زعيم التمرد الشيعي عبدالملك الحوثي: "حاولت تضييق الفجوة بين الطرفين، واتفقنا على عدد من النقاط التي يمكن استخدامها اساسا لاتفاق". واليمن البلد الفقير في شبه الجزيرة العربية يواجه ايضا تمردا انفصاليا في الجنوب واعمال عنف يقف وراءها تنظيم القاعدة. وفيما يمثل القتال -الذي احتدم يوم الخميس بعد أسابيع من الاحتجاجات والاشتباكات- التحدي الأكبر لعملية التحول الديمقراطي التي تدعمها الأمم المتحدة والتي بدأت بعد تنحي الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة عام 2012، دعا الرئيس منصور هادي الحوثيين أمس إلى تسوية سياسية بوساطة الأمم المتحدة، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن هادي تأكيده على "الخيار الأسلم وفقا لما تم مع جمال بن عمر (مبعوث الأمم المتحدة الخاص) من أجل الدفاع عن صنعاء الجمهورية والوحدة والديمقراطية والحوار الوطني"، ووصف هادي تقدم الحوثيين في صنعاء بانه عمل "لا مبرر له". وقال عبد المالك العجري احد زعماء التمرد الحوثي لرويترز: إن ممثلين عن جماعته قد يصلون إلى العاصمة من محافظة صعدة اليوم الأحد للتوقيع على اتفاق لإنهاء الأزمة.

مشاركة :