يقول المثل (ما هكذا تورد الإبل) وقرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هو خطأ فادح وجسيم ترتكبه الإدارة الأمريكية فهي من أجل إرضاء الكيان الصهيوني المسخ سوف تخسر العالم العربي والإسلامي لأن قضية القدس هي قضية عربية وإسلامية ولاتخص الشعب الفلسطيني وحده وهذا الموقف يمثل خروجا تاما عن الإدارات الأمريكية السابقة وانتهاكا للقوانين والقرارات الدولية التي تنص على منع أي دولة أن تقيم لها سفارة في القدس الشرقية أو الغربية وانتظار التسوية النهائية.منظمة فتح وصفت الخطوة الأمريكية بالجنون المطبق وهناك رفض شعبي ورسمي فلسطيني بل عربي وإسلامي لهذه الخطوة الاستفزازية غير المسبوقة وفي اتصال بالأمس بين الرئيس الأمريكي ترامب وخادم الحرمين الملك سلمان أبدى فيها خادم الحرمين انزعاجه من القرار الذي سوف تكون له تداعيات خطيرة فهو قرار مرفوض وغير مقبول . الموقف السعودي واضح وهو أن الكلام عن القدس يكون في إطار التسوية النهائية وهو مبادرة حل الدولتين الذي تقدمت المملكة العربية السعودية في مؤتمر القمة العربي في لبنان سنة 2002 والرئيس ترامب ضرب بعرض الحائط كل المواثيق والاتفاقيات التي لم يجرؤ رئيس أمريكي سابق على اتخاذ مثل هذه القرارات الهوجاء الاستفزازية . ملك المملكة المغربية محمد السادس قام بإجراء اتصال هاتفي مع الرئيس ترامب وأبلغه رفض 54 دولة إسلامية للقرار وهي تمثل منظمة التعاون الإسلامي التي سوف تجتمع في اسطنبول بعد أيام وأيضا هناك اجتماع لجامعة الدول العربية لرفض قرار الرئيس ترامب فهناك تحرك عربي إسلامي للتصدي للقرار الأمريكي الغير متوقع . هناك مثل يقول (مكره أخاك لا بطل) ولا يخفى على أحد أن الرئيس ترامب متهم بالاتصال والتخابر مع روسيا أثناء الانتخابات وهناك تحقيقات أمريكية حول علاقة الرئيس ترامب بفضيحة الاتصال والتخابر مع روسيا أثناء الانتخابات ولو ثبت هذا التورط فحتما سيتم عزله من منصبه كما حدث تماما مع الرئيس الأسبق نيكسون حيث تم تعيين نائبه الرئيس السابق فورد فقد كانت فضيحة بجلاجل.الرئيس ترامب تحدى وسائل الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية مثل قناة ال سي أن أن وأيضا بعض الصحف الأخرى التي يسيطر عليها اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية فهناك ضغوط كبيرة تمارس على الرئيس ترامب للموافقة على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس . واضح أن هناك رفض دولي للقرار الأمريكي فهناك تحفظ بريطاني فرنسي وأيضا روسي وصيني وغيرهم نظرا لأن هذا القرار سوف ينسف الدور الأمريكي في التسوية النهائية للقضية الفلسطينية ولهذا سوف يضعف القرار الموقف الأمريكي في قضايا الشرق الأوسط. هناك تخوف دولي لأن هذا القرار سوف يزج المنطقة في أتون صراعات وحروب جديدة وهناك توقعات بأن تكون هناك احتجاجات شعبية ضد السفارات الأمريكية وحتما سوف تنطلق انتفاضة فلسطينية مدعومة من دول مثل المملكة العربية السعودية ومصر وباكستان وبقية الدول العربية والإسلامية وسوف تكون المصالح الأمريكية هدفا للتنظيمات الإرهابية التي تتستر بالدين وهنا سوف يجد الإرهاب تربة خصبة في المنطقة للتصدي للمشروع الأمريكي الإسرائيلي في اعتبار القدس عاصمة إسرائيل.نأمل أن يعيد الرئيس الامريكي ترامب النظر في قراره ولا يفرط في المصالح العربية والإسلامية من أجل إرضاء اليهود حتى يستطيع أن يفلت من العقاب وهو عزله من المنصب في حال ثبت تورطه في التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية وسوف تكون المصالح الأمريكية في العالم في خطر بسبب خريف الغضب الذي سيجتاح العالم العربي والإسلامي.أحمد بودستور
مشاركة :