إختتمت القمة السنوية لدول مجلس التعاون الخليجي التي بدأت يوم الثلاثاء 5 ديسمبر2017، في دولة الكويت واختصرت أعمالها في يوم واحد فقط بدلا من يومين نظرا لتوترات سياسية في المنطقة ، وكان غياب أغلب الرؤوساء في مجلس التعاون الخليجي - ما عدى قطر والكويت - قد قوض الآمال في نجاح القمة في الوصول إلى آفاقٍ رحبةٍ في التعاون والإتفاق ، وبمبادرة من دولة الإمارات العربية المتحدة تم الاتفاق على تشكيل لجنة ثنائية مع المملكة العربية السعودية حول المسائل الاقتصادية والسياسية والعسكرية، و تشير المبادرة إلى ان مجلس التعاون لدول الخليج العربي ليس من مهامه وصلاحياته البحث والتعاطي مع الخلاف الناشئ بين دولة قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين من جهةٍ ثانية ، ويتم تكليف لجنة تعمل على تعديل النظام الأساسي للمنظومة الخليجية لضمان آلية لفض النزاعات ، على أن يبقى مجلس التعاون بعيداً عن النزاعات والخلافات بين دولة مع ضرورة الحفاظ على كيانه .وقد افتتحت أعمال القمة التي التأمت في دولة الكويت وسط تمثيل منخفض لمعظم الدول الخليجية المشاركة ، غير أن جهود حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمدالجابر الصباح حفظه الله ورعاه تمكنت من التهدئة في مواجهة واحتواء الخلاف الأخير بين دول مجلس التعاون الخليجي ومواصلة هذا الدور في حل المشكلات ، واختتمت القمة الخليجية الـ 38 في الكويت، مساء يوم الثلاثاء ٢٠١٧/١٢/٥ م بعد عقد جلستين افتتاحية ومغلقة، وصدور "إعلان الكويت" ، وستُعقد القمة المقبلة لمجلس التعاون في سلطنة عُمان .وأكدت القمة الخليجية التمسك بمنظومة مجلس التعاون الخليجي وهو في حد ذاته نجاح للقمة ال ٣٨ كما أكدت صلابة الكيان الخليجي العربي ، وقال إعلان الكويت الذي تلاه الأمين العام لمجلس التعاون إن المجلس ماضٍ في جهوده لتعزيز مسيرة العمل الخليجي العربي المشترك ، وأشار الإعلان إلى أهمية التعاون بين دول المجلس لمحاربة الإرهاب والتصدي للدول الراعية له ومثل الدوحة في القمة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بينما مثل سلطنة عُمان فهد بن حمود نائب رئيس مجلس الوزراء، ومثل مملكة البحرين محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس وزرائها، أما دولة الإمارات العربية المتحدة فقد مثلها وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، ومثل المملكة العربية السعودية السعودية وزير خارجيتها عادل الجبير .وعلى الرغم من غياب كثيرٍ من الرؤوساء ، وانخفاض مستوى التمثيل في القمة ، والخلاف الخليجي المستمر بين دول المجلس ، إلا أن التمسك بمنظومة ومسيرة مجلس التعاون الخليجي والحفاظ على كيانه هو النجاح الحقيقي للقمة ال ٣٨ في دولة الكويت .عبدالله الهدلق