لجنة التنسيق السعودية الإماراتية «طعنة في خصر» مجلس التعاون

  • 12/7/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال سعادة محمد جهام الكواري -سفير قطر لدى إسبانيا- في حوار لـ «العرب»، إن تمثيل دول الحصار في القمة الخليجية بالكويت مخزٍ ومخادع، كي لا يسجل التاريخ عدم حضورها، وليقولوا لشعوبهم إنهم حريصون على الوحدة الخليجية، مشدّداً على أن تمثيل الإمارات في القمة مهين لجميع القادة، ويعكس إلى أي مدى وصلت الاستهانة بمجلس التعاون. وفي حوار -هو الأول من نوعه مع صحيفة قطرية- شدّد سعادته على أن دول الحصار تورطت في خلق أزمة ليس لها أساس، وانكشفت خيوط المؤامرة، وأصبحت الأمور تحتاج إلى حدث دراماتيكي للخروج من هذا المأزق، بسبب ارتدادات الأزمة داخل دول الحصار. واعتبر سعادة السفير أن إعلان السعودية والإمارات عن تشكيل لجنة للتنسيق السياسي والاقتصادي والعسكري -خلال انعقاد القمة- يعتبر طعنة في خصر مجلس التعاون، وتمهيداً للقيام بمزيد من المغامرات العسكرية في المنطقة.كما ثمّن سعادة السفير الكواري تطور العلاقات القطرية الإسبانية، مشيداً بموقف مدريد منذ بداية الأزمة الخليجية، لافتاً إلى أن «المسؤولين الإسبان صُدموا لقرار دول الحصار، ولم يتقبلوا ادعاءاتها في حق قطر». وكشف سعادة محمد جهام الكواري عن استعدادات حثيثة للسفارة، تحضيراً للزيارة المرتقبة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى اسبانيا قريباً.. وقضايا أخرى، تناولها بالحديث في نص الحوار التالي: ما قراءتكم لمستوى تمثيل دول الحصار في القمة الخليجية بالكويت ومخرجاتها؟ ¶ تمثيل مخزٍ ومخادع، مخزٍ حتى لا يسجل التاريخ عدم حضور دول الحصار، وعدم تلبية دعوة حكيم دول الخليج سمو الشيخ صباح، وتمثيل مخادع لكي يقولوا لشعوبهم إنهم حريصون على الوحدة الخليجية، وأرى أن تمثيل الإمارات في القمة مهين لجميع القادة، ويعكس إلى أي مدى وصلت الاستهانة بمجلس التعاون. ما دلالة حرص حضرة صاحب السمو على حضور القمة، استجابة لدعوة أمير الكويت، فيما رفض قادة دول الحصار الحضور؟ ¶ نحن نثق بحكمة أمير الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح، وحرصه على وحدة الصف الخليجي أمام التحديات الكبرى التي تمر بها منطقتنا، وينبغي على دول الحصار أن تكون لديها نوايا حسنة، وتلجأ إلى الحوار في حل نقاط الاختلاف. ما مغزى إعلان السعودية والإمارات يوم القمة عن وحدة عسكرية واقتصادية بينهما، بعيداً عن منظومة مجلس التعاون؟ ¶ إعلان السعودية والإمارات عن تشكيل لجنة للتنسيق السياسي والاقتصادي والعسكري -خلال انعقاد القمة- يعتبر طعنة في خصر مجلس التعاون، وتمهيداً للقيام بمزيد من المغامرات العسكرية في المنطقة. هل ترى سعادتكم أي أفق لحل الأزمة، في ظل تعنت دول الحصار ورفضها للحوار؟ ¶ لقد تورطت دول الحصار في خلق أزمة ليس لها أساس، وانكشفت خيوط المؤامرة، وأصبحت الأمور تحتاج إلى حدث دراماتيكي للخروج من هذا المأزق، وارتدادات الأزمة في دول الحصار هي سبب بحثها عن مخرج. وما مصلحة دول الحصار في إطالة الأزمة؟ ¶ إن دول الحصار تريد حل بعض مشاكلها الداخلية، قبل التوصل لحل الأزمة، وهذا جوهر المشكلة الذي يقف عقبة أمام حل الأزمة، هناك صراعات داخل دول الحصار، وأنظمة تلك الدول تختلق أزمات خارجية للتغطية على مشاكلها الداخلية، إلى حين الانتهاء من حلها، وهذا خطأ كبير، وسيكون لذلك انعكاسات خطيرة وكبيرة على تلك الدول داخلياً وخارجياً، لأنهم داخلياً سيتسببون في تأزيم الأوضاع، وخارجياً سيفقدون الاحترام والمصداقية، وسيعانون من الأزمة التي خلقوها بأنفسهم. أعتقد أن تلك الدول تبحث عن مخرج من هذه الأزمة، التي خلقتها وفجرت مشاكل داخلية لها، وخارجية مع المجتمع الدولي، المشكلة الحقيقية الآن أن الثقة مفقودة، والشرخ الاجتماعي كبير، وهذا يتطلب حواراً حقيقياً، وليس فقط لقاء مجاملة، على دول الحصار أن تكون صادقة مع نفسها ومع شعوبها، من أجل حل هذه الأزمة، والنظر بشكل إيجابي للمستقبل. ما قراءتكم للأزمات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، من قبيل الأزمة التي أثارتها المملكة العربية السعودية في لبنان، والتدخلات الإماراتية في اليمن والصومال ودول إفريقية؟ ¶ هذا يؤكد أن الأزمة مع قطر مفتعلة، ومثلما أوضحت أن أسباباً داخلية لدول الحصار جعلتها تلجأ إلى خلق هذه الأزمة. كيف تعاملت السلطات الإسبانية مع الحصار المفروض على قطر؟ ¶ منذ اللحظة الأولى لبداية الأزمة، فوجئ المسؤولون الإسبان ووسائل الإعلام الإسبانية من الأزمة، ولم يفهموا ما حدث، لأنهم كانوا ينظرون إلى مجلس التعاون ككيان منسجم، وهناك تعاون وثيق بين أعضائه، وفجأة حدثت الأزمة بلا مقدمات ولا مسبّبات، فكان وقعها قوياً جداً، ليس على القطريين والخليجيين والعرب فحسب، بل حتى على الإسبان، لقد شكّل قرار الحصار على قطر صدمة قوية للمسؤولين الإسبان، الذين أكدوا عدم اقتناعهم بالأسباب التي تروج لها دول الحصار، وكانوا يطالبون بأسباب واضحة ومقنعة. وبحكم منصبي، التقيت مسؤولين بالخارجية الإسبانية في أول يوم تلا قرار الحصار، وتساءلوا عما يحدث، لأنهم كانوا مندهشين، ولم يتقبلوا ادعاءات دول الحصار، مؤكدين أنهم يعرفون قطر جيداً، ولديها سياسة خارجية نشطة، ودبلوماسية فعالة في العالم، فلم يستسيغوا اتهامات دول الحصار منذ أول يوم. لقد كان الموقف الإسباني إيجابياً ومحايداً، وطالبت مدريد بالحوار، وحل الأزمة سياسياً وبطريقة سلمية، وهو موقف مماثل لدول الاتحاد الأوروبي. كما أنني أجريت أكثر من 50 مقابلة صحافية، والعديد من المقالات التي كتبتها في صحف إسبانية، وزيارات عديدة إلى مقاطعات إسبانية مختلفة، لأنه كان لا بد أن يصل صوت قطر إلى جميع أنحاء إسبانيا، وأعتقد أن وجهة نظر قطر وصلت إلى أكبر عدد ممكن من المسؤولين الإسبان ووسائل الإعلام الإسبانية، وجهودنا متواصلة، لأن الأزمة لا تزال قائمة للأسف الشديد، ودول الحصار لا تزال ترفض الحوار، رغم اليد الممدودة من دولة قطر لإنهاء الأزمة. برأيكم ما الأسباب الحقيقية للحصار؟ ¶ على دول الحصار أن تعي أنها تسببت في أزمة مع المنطقة بكاملها، وليس مع قطر فحسب، ومع مرور الوقت بدأت تنكشف الأسباب الحقيقية للحصار المفروض على قطر، وتطفو على السطح، وبدا واضحاً لدول العالم وشعوبها، أن الحصار كان للتغطية على مشاكل داخلية تعاني منها تلك الدول، وقد فقدت احترامها لدى دول كثيرة بسبب عدم اقتناعها بالأسباب الواهية لقرار الحصار، بعدما أقدمت تلك الدول على اختلاق أزمة غير مبررة وبأسباب غير مقنعة، الأمر الذي أفقدها المصداقية أمام دول العالم والرأي العام العالمي، وتبين الآن أن السبب الحقيقي للحصار هو الرغبة في تغيير السياسة الداخلية والخارجية لقطر ووضعها تحت الوصاية. برأيكم ما الذي جعل دول الحصار تتراجع عن التدخل العسكري لتغيير النظام في قطر؟ ¶ دول الحصار كانت تخطط للتدخل العسكري، ولكن وقوف الشعب القطري مع قيادته الحكيمة تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى -حفظه الله- أفشلت هذا المخطط، كما أن علاقات قطر الدولية ساهمت أيضاً في إيقاف هذا التدخل، وقد عبّر عن ذلك بكل وضوح سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت. إلى أي مدى تضررت صورة قطر جراء الحصار والاتهامات الموجهة إليها؟ ¶ بالعكس، أنا أجد أن قطر بفضل سياستها ودبلوماسيتها المتفهمة والعقلانية، والداعية إلى الحوار، والناشطة بشكل فعال، كل ذلك مكّنها من تفنيد كل الاتهامات الموجهة ضدها، وأقنعت المجتمع الدولي بوجهة نظرها المنطقية والعقلانية، وإسبانيا -التي لها علاقات مع دول الخليج كافة- غير مقتنعة بالاتهامات الموجهة لقطر، وتطالب بحل سريع للأزمة. كيف تنظرون لتطور العلاقات الثنائية بين البلدين؟ ¶ العلاقات القطرية الإسبانية تاريخية ووثيقة، وهناك مجالات كثيرة لتطويرها، ومنذ استقلال قطر تطورت العلاقات بين البلدين، وقد افتتحت السفارة القطرية في مدريد بداية الثمانينيات، ولديها دور كبير تقوم به، وأحبّ أن أنوّه هنا بالعلاقة الوثيقة بين قيادتي البلدين، ممثلة في حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والملك فليبي السادس ومع والده خوان كارلوس. شهدت العلاقات الثنائية زيارات عديدة لمسؤولي البلدين، حيث زار أصحاب الجلالة، الملك خوان كارلوس وعقيلته الملكة صوفيا -والدا الملك الحالي فيليبي السادس- قطر رسمياً لأول مرة في نوفمبر عام 1980. وبعد ذلك في أكتوبر 2003، وأبريل 2006، وشهدت العلاقات الثنائية مرحلة جديدة من الصداقة الكاملة والتفاهم بين البلدين، بعد زيارة الدولة التي قام بها أصحاب الجلالة، الملك خوان كارلوس وعقيلته الملكة صوفيا، والافتتاح اللاحق لسفارة إسبانيا في الدوحة، وتلاها إعادة افتتاح سفارة دولة قطر في مدريد، في عام 2004، وتوجت تلك العلاقات الثنائية خلال زيارة سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في 6 أكتوبر 2004. ومرة أخرى، مع الزيارة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في الفترة من 25-27 أبريل 2011. كما تعدّ إسبانيا من الدول المهمة للشعب القطري في استقطاب السياح القطريين، الذي يزورون المدن الإسبانية باستمرار، من مدريد إلى برشلونة ومالاقا وغيرها. وهل التعاون الاقتصادي بين البلدين يتناغم ومستوى العلاقات السياسية؟ ¶ تشهد العلاقات القطرية الإسبانية تطوراً إيجابياً على المستوى السياسي والاقتصادي معاً، وتعد إسبانيا سادس بلد في أوروبا من حيث استقطاب الصادرات القطرية، وفي نفس الوقت تعد قطر أحد أهم مصدري الغاز الطبيعي إلى إسبانيا، وخلافاً للأعوام السابقة، حيث كانت قطر ثالث مورد للغاز الطبيعي لإسبانيا، فقد احتلت إسبانيا منذ بداية العام الحالي المرتبة الثانية بعد النرويج، من حيث استقطاب الصادرات القطرية من الغاز. وتبلغ نسبة الصادرات القطرية من الغاز الى اسبانيا نحو 15 % من اجمالي وارداتها كما تجدر الإشارة إلى أن شركة الغاز الطبيعي المسال القطرية أبرمت اتفاقاً مع شركة الغاز الطبيعي الإسبانية، ينص على بيع وشراء 2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال سنوياً، على مدى عشرين عاماً ابتداء من العام 2005. ما هي أبرز الاستثمارات القطرية في إسبانيا؟ ¶ إجمالاً، فإن الاستثمارات القطرية تقارب 20 مليار دولار، مع حساب الاستثمارات الخاصة، لدينا استثمارات في مجالات عديدة مثل البنوك والقطارات والطاقة والسياحة ووسائل الإعلام، كما أن شركات قطرية أخرى مساهمة في رأس مال شركات إسباينة، مثل شركة «إيبر درولا»، الرائدة عالمياً في مجال الطاقة والكهرباء والماء، حيث تمتلك قطر نحو 8 % من رأس مال الشركة، ولدينا استثمارات قطرية بقيمة 10 % من رأس مال شركة «إل كورتي انغليس» التي تضم متاجر كبرى، واستثمارات في شركة «كولونيال» في مجال السياحة، واستثمارات في مجال الرياضة لمؤسسة «بي أن سبورت» في إسبانيا، كما أن دولة قطر هي الدولة الثالثة المصدرة للغاز الطبيعي لإسبانيا، بنسبة 15 % من استهلال الغاز في إسبانيا، مصدره من قطر. هل أثّر الحصار على الاستثمارات الإسبانية في قطر، أو لمستم مخاوف لدى رجال الأعمال والشركات الإسبانية، بسبب تداعيات الحصار؟ ¶ لم نشهد أية مخاوف من رجال الأعمال، بل إننا تلقينا طلبات واتصالات من شركات إسبانية تريد دخول السوق القطري، وتعرفون أن قطر وجهة قوية للاستثمارات الأجنبية، وكل الشركات الإسبانية مستمرة في مشاريعها دون أي تأثر، ويوجد أكثر من مائة شركة إسبانية تعمل في مشاريع اقتصادية مهمة في قطر، ونحن في السفارة القطرية بمدريد نعمل على تأسيس مجلس للعلاقات الاقتصادية القطرية الإسبانية، لدعم المجال الحيوي في العلاقات الثنائية، والذي يعنى بالتعاون الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات الثنائية. هل من زيارات متبادلة بين مسؤولي البلدين قريباً؟ ¶ نحن الآن نعدّ لزيارات مهمة، أبرزها زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى -حفظه الله- إلى إسبانيا، ولا شك أن هذه الزيارة ستكون دافعاً قوياً لتطوير العلاقات الثنائية، ومنح أهمية كبيرة للتعاون الاقتصادي والثقافي، وإلى أن يحين موعد تلك الزيارة المرحب بها من قبل السلطات الإسبانية، فإننا حالياً نركز على تعزيز الزيارات المتخصصة في مجالات معينة لوزراء من كلا البلدين، تمهيداً لزيارة حضرة صاحب السمو، التي نأمل أن تكون قريباً. ما دلالة الموقف القطري الرافض لاستقلال كتالونيا عن إسبانيا؟ ¶ موقف قطر كان واضحاً من البداية، نحن مع وحدة إسبانيا، ونريد أن تبقى إسبانيا دولة موحدة، ورائدة في أوروبا وتلعب دوراً كبيراً، نحن العرب عانينا من خطورة الانقسامات، ولا نتمنى لأية دولة صديقة وحليفة أن تمر بالظروف التي مررنا بها. أثارت زيارة رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان مؤخراً إلى إسبانيا تفاعلاً سياسياً وإعلامياً لافتاً، ما دلالة ذلك؟ ¶ الجولة التي قام بها سعادة الدكتور علي بن صميخ المري -رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان- والفعاليات التي رافقت الزيارة، أكدت أن العلاقات القطرية الإسبانية متميزة وقوية، وسط اهتمام لافت على المستوى الرسمي والبرلماني والإعلامي، وحتى على مستوى المجتمع المدني، وفي ظل الحصار الظالم وغير القانوني الذي تواجهه قطر، ما أكد أن قطر تتمتع بعلاقات دولية واسعة، وسعادة الدكتور المري قدم شرحاً دقيقاً للانتهاكات التي يتعرض لها القطريون والمقيمون، وكان لذلك وقع كبير على المسؤولين الإسبان، والمعرض كان مميزاً وفريداً من نوعه، وأكد على أهمية حقوق الإنسان في الإسلام، سيما وأن إسبانيا أرض خصبة ولها تفاعلات حضارية معنا، وتاريخ طويل، فكان وقع المعرض إيجابياً، واستقطب إقبالاً كبيراً من مسؤولين في وزارة الخارجية ومنظمات المجتمع المدني والإعلاميين وأصدقاء قطر من مختلف مناطق إسبانيا.;

مشاركة :